نهائي مثير لبطولة درع الاتحاد يجمع شباب الخليل والمكبر
نشر بتاريخ: 28/05/2009 ( آخر تحديث: 28/05/2009 الساعة: 19:59 )
شباب الخليل بتاريخه وقاعدته الجماهيرية العريضة وعروضه ونتائجه المقنعه في مواجهة جبل المكبر المتعطش لتدوين اسمه في سجل اصحاب اللقب باعتلاء منصات التتويج للمرة الاولى في تاريخه متسلحا بادائه المقنع ونجومه الواعدين
الخليل - معا - كتب عبد الفتاح عرار - هي النهاية السعيدة، نهاية قصة اخرى من قصص الساحرة المستديرة التي خطها ربابنة اتحاد الكرة لتدون كوسام شرف في سجلات اتحاد الكرة الذي ما يلبث ان يسطر نجاحا حتى تبعه باخر وبمذاق خاص ليرسم البسمة على شفاه جماهير الكرة الفلسطينية التي ستنتهي من هذا الاحتفال بعد ان تكون منقسمة في التشجيع هنا على ارض استاد الخضر لتتوحد في العاصمة بعد اسبوع في مؤازرة المنتخب الوطني الذي نتمنى له التوفيق واسعاد الجماهير العريضة التي ستاتي لمؤزارته.
وما ان ينتهي لقاء الوطني حتى تبدأ الفرق من صبيحة اليوم التالي الاستعداد لثاني اغلى بطولة وهي بطولة كأس فلسطين التي ستنطلق في بحر عشرة ايام يكون خلالها الانحاد قد اسدل الستار على بطولة الدوري لكافة الدرجات بعد انتهاء دوري المناطق.
مدرجات استاد بلدية الخضر الدولي ستمتلىء عن بكرة ابيها وستزحف الجماهير الفلسطينية من كل محافظات الوطن الشمالية لمتابعة اللقاء الذي سيجمع بين فريقين استحقا ان ينالا شرف الوصول للمباراة النهائية بجدارة واسنحقاق بالنظر الى مسيرتهما ونتائجهما خلال البطولة، فمجرد التواجد في هذا العرس الكروي الرائع هو انجاز بحد ذاته ويستحق التكريم والاشادة لان الفتائز في النهاية هما الاثنين ونحن جميعا واللقب سيذهب لاحدهما وهو من سيكون صاحب الحظ السعيد باعتلاء منصة التتويج بحضور رسمي وشعبي دون ادنى شك. فهل يصبح شباب الخليل اول فريق يحرز اللقب مرتين ويضيف لخزائنه الموشحة بالالقاب والكؤوس لقبا جديدا ليس غريبا عنه، ام ان ابناء العاصمة سيجوبون شوارع القدس وهم يحتفلون بتدوين اسمهم في سجل اصحاب الالقاب ونتوج بطلا جديدا لهذه البطولة. هذا ما سنعرفه جميعا في حوار الكبار مساء الجمعة على استاد بلدية الخضر الدولي امام انظار عشاق الكرة الفلسطينية.
ارقام واحصائيات
رغم ان البطولة تلعب بطريقة خروج المغلوب فلم تشهد اية مباراة خروج فريق بركلات الترجيح وجميع المباريات انتهت في وقتها الاصلي ولم يتم تمديد أي منها. شارك في البطولة واحد وعشرون فريقا من الدرجة الممتازة وقبل هذه المباراة اقيمت تسعة عشر مباراة وشهدت البطولة تسجيل 58 هدفا. المكبر اكثر فريق سجل اهدافا حيث سجل لاعبوه 13 هدفا وتلقى مرماه هدفان فقط بليه شباب الخليل الذي سجل لاعبوه 10 اهداف فيما تقبلت شباكهم 3 اهداف. جمال علان من المكبر وحازم المحتسب من الشباب هما هدافا البطولة بواقع 6 اهداف لكل منهما.
مشوار الفريقين
المكبر بدأ مشواره بالفوز على البيرة بهدفين دون رد ثم على ثقافي طولكرم بهدفين لهدف ليجتاز بعدها يطا بخمسة اصابات لاصابة وحجز بطاقة النهائي بعد فوز مستحق على الامعري برباعية نظيفة وبذلك يكون وصل للمباراة النهائية بعد الفوز في اربع مباريات. اما شباب الخليل فحجز بطاقته بعد بداية كانت امام سلوان المقدسي كسبها باربعة اهداف لهدف ومن ثم اجتاز مركز طولكرم بثلاثة اهداف لهدفين واخيرا في الدور النصف نهائي تفوق على ابوديس بثلاثية نظيفة ويكون بذلك قد وصل للمباراة النهائية بعد خوضه ثلاث مباريات وستكون المباراة النهائية هي مباراته الرابعه.
نجوم الفريقين
يمتلك كل فريق عناصر شابة تمتاز باللياقة البدنية والقوة والسرعة ولولا هذه الصفات لما وصلا الى المباراة النهائية وجاء الدور لاظهار تفوق نجوم فريق على الاخر في نهاية المطاف وعبر حوار مباشر.
نجوم المكبر: فهد هلسه نائل اسعد رافت عياد سامر حجازي شادي علان جهاد جعابيص فادي علان رائد القاروط احمد علان عبد الله عبيد وشادي علان وجمال عويسات ومراد العيساوي ومحمد نائل ورافت روحي والمدرب محمد عليان
نجوم الشباب: شادي القواسمي علي الحوامدة وشريف عدنان واكرم السيوري وابراهيم السويركي ويوسف ارفاعية وفارس العيدة وبشار السيد ورامي مجاهد وعلي كمارا وعلي عايش واموا عبد الصمد ابو سنينه بشار ابو نجمة ورشاد ابو عيشة وامين الخطيب ومحمد السلايمة والمدرب ماهر مفارجه.
نهائي متكافىء
التقى الفريقان في الاسبوع الثامن عشر من دوري الراحل درويش وفاز المكبر في ذلك اللقاء بهدفين دون رد وكان في وقتها شباب الخليل بعيدا عن عافيته ويصارع من اجل البقاء في دوري الاضواء، اما المكبر فكان بكامل عافيته ويلعب من اجل المنافسة على اللقب.
وبما ان المباراة نهائية فلن يخطر ببال الشباب انها مباراة ثأرية او ان يكون هدف المكبر هو تاكيد التفوق، وانما الهدف هنا سيكون اللقب والصعود لمنصة التتويج الذي يعتبر اهم الاهداف. ولن تكون المباراة سهلة مطلقا وكونها نهائية فسيكون هناك اعتبارات عدة سياخذها كلا المدربان في اعتبارهما وعلى راسها الاعداد النفسي كون الاعداد البدني قد تم قبل اللقاء لان كل فريق سيتعرض للضغط من جماهيره ومن جماهير الخصم كونهما يمتلكان قاعدة جماهيرية كبيرة.
المكبر يغلق المنطقة الخلفية اغلاقا كاملا ولا يسمح للخصم بالوصول الى منطقة هلسة الذي ارتفع مستواه واصبح يقدم مستوى يليق بكونه حارسا للنسور واما منطقة الوسط فتجد فيها تكتلا من لاعبي المكبر نظرا لتقارب الخطوط وعدم ترك مساحات للخصم للبدء بالتحضير في هذه المنطقة ويساعدهم بذلك القوة البدنية التي يتمتع بها لاعبوهم بالاضافة للبنية الجسدية القوية واضافة لكل ذلك فهم يلعبون كرة ارضية ممتعة ويتبادلون المراكز بين الفينة والاخرى وخاصة القناص احمد علان الذي ينطلق تارة من الميمنة واخرى من الميسرة برفقة زميله جمال علان الذي يجيد المتابعه واتخاذ المواقع المناسبة خاصة داخل الصندوق.
كما يمتاز الفريق بقدرته على التسديد من بعد ويعتمدون على نهج الضغط على اللاعب المستحوذ على الكرة ولا يسمحون له باستخدام مهاراته سواء على مستوى المحاورة او التسديد، يضاف لذلك ان لاعبي المكبر يمتازون بطول القامة مما يعطيهم افضلية في الكرات العالية. فادي علان وشادي علان ومعهم سامر حجازي يجيدون بامتياز الكرات البينية التي تتيح للمهاجمين الانفراد بالمرمى او التوغل من العمق.
اما شباب الخليل فهو يلعب كرة جميلة ويعتمد على التمريرات القصيرة في وسط الملعب مع مساندة للظهرين للعتماد على الكرات العرضية عبر شريف عدنان واكرم السيوري في الاطراف وبشار السيد ورامي مجاهد على طرفي خط الوسط يمينا ويسارا فيما يسيطر المايسترو حازم المحتسب وعلى كمارا على مركز الوسط كلاعبي ارتكاز لمساندة علي عايش وايصال الكرات له داخل الصندوق لانه يجيد التصرف في المنطقه. كما يعتمد الشباب ايضا على قدرة المحتسب في استغلال انصاف الفرص فلا يتردد بالتسديد من اية مسافة اذا سنحت له الفرصة بذلك في غفلة من لاعبي الخصم مع ان خصمه هذه المرة يلعبون بطريقة الضغط على اللاعب المستحوذ على الكرة وبالتالي عليه ان يجد لنفسه المساحة المناسبة ويستغلها وقد تكون فرصته في ممارسة هواية التسديد سانحة عبر الكرات الثابتة اذا ما اقترف مدافعوا النسور الاخطاء على مشارف منطقة الجزاء. ومن الممكن ايضا ان يلعب الشباب بخمسة مدافعين اذا ما اراد تشديد الرقابة على احمد علان للحد من خطورته وقد يقوم بالمهمة يوسف ارفاعية وبالتالي ستكون شباك شادي القواسمي اقل عرضة للخطر ويبقى على خط الدفاع الانتباه والحذر من جمال علان وخاصة داخل الصندوق.
المباراة صعبة وهذا طبيعي جدا وان كان المكبر اظهر تفوقا على المستوى التهديفي رغم انه لعب اربع مباريات بزيادة مباراة عن الشباب الا انه يتفوق على المستوى الدفاعي، لكن جميع هذه الاعتبارات لا تشكل افضلية في المباريات النهائية. لكنه ايضا فريق منظم وصفوفه مكتملة وكان منذ بداية البطولة من اقوى المرشحين للقب وباستطاعته التسجيل لامتلاكه اكثر من لاعب شهيته مفتوحة لذلك.
قوة المكبر ستصطدم باصرار لاعبي العميد بالعودة باللقب الذي تنتظره جماهيرهم واذا ما اراد الشباب تحقيق هذا الهدف فعليهم المحافظة على لياقتهم البدنية لمجاراة اندفاع المكبر الى الامام والذي استطاع بهذه الطريقة ان يسجل اربع اصابات في شباك الامعري. كغيرها من المباريات لن تذهب لوقت اضافي او تنتهي بركلات الترجيح وستنتهي في وقتها الاصلي وتشهد اهدافا. شباب الخليل قبل هذه المباراة كان وصل لنهائي كاس المرحوم عزمي نصار وخسر بركلات الترجيح امام وادي النيص ووصل ايضا لنهائي بطولة الدرع امام الظاهرية وخسر باصابة، ولن تقبل جماهيره بخسارة نهائي ثالث وخاصة ان الفريق استعاد عافيته رغم صعوبة الموقف وقوة الخصم وجاهزيته. نتمنى ان يرقى مستوى المباراة باعتبارها مباراة نهائي وان يقدم الفريقان وجبة كروية دسمة تمتع جموع الحاضرين وبغض النظر عن الفائز ففي النهاية ستكون الكرة الفلسطينية هي الفائز الاول دائما وتبقى جماهيرنا هي فاكهة الملاعب والروح الرياضية واللعب النظيف شعارا بطولاتنا.