الأحد: 01/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الالاف يشيعون جثامين أفراد الامن الذين سقطوا في قلقيلية

نشر بتاريخ: 31/05/2009 ( آخر تحديث: 31/05/2009 الساعة: 18:14 )
قلقيلة- معا- شيع الالاف في قلقيلية بعد ظهر اليوم في جنازة عسكرية جثامين اثنين من عناصر الامن الفلسطيني سقطوا في اشتباك مع مسلحين من القسام، ما أدى إلى سقوط 3 آخرين بينهم مسلحا القسام وصاحب المنزل الذي وقع فيه الاشتباك في حي كفار سابا بالمدينة.

وأفاد مراسلنا أن الجنازة انطلقت من مسجد السوق وسط قلقيلية الى مقبرة الشهداء حيث ووريت جثامين كل من: شاهر حنينة ابو الطيب، وعبد الرحمن سمير ياسين، من الامن الوقائي الثرى.

وأكد المراسل أنه كان على رأس المشيعيين وزير الداخلية سعيد أبو علي وقادة الاجهزة الأمنية الفلسطينية، وعدد كبير من افراد الاجهزة الامنية والمواطنين.

وفي جنين شيع جثمان حسام فارس محمود الرخ ( 42 عاما) من مخيم جنين ومن افراد الامن الوطني.

وكان محافظ جنين قدورة موسى والعقيد راضي عصيدة قائد منطقة جنين والعقيد يوسف عزريل مدير شرطة المحافظة وقادة الاجهزة الامنية وممثلو المؤسسات الوطنية والاهلية وحشد كبير من المواطنين في استقبال جثمان الرخ على مثلث الشهداء جنوب جنين قادما من قلقيلية.

ونقل الجثمان في موكب عسكري جاب شوارع مدينة جنين وصولا الى منزل عائلته في المخيم ومنه الى مسجد المخيم ثم الى مقبرة الشهداء في حيث ووري الثرى.

واعرب العقيد راضي عصيدة قائد منطقة جنين عن استهجانه "للتحريض المستمر على الاجهزة الامنية والدعوة الى سفك دمائهم عبر بعض الفضائيات".

واكد ان الاجهزة الامنية ماضية في بسط سيادة القانون وحفظ الامن والامان ولن تتوانى عن حماية مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية والدفاع عن شرعيتها.

بينما أكد الشيخ محمد صلاح مفتي جنين على حرمة قتل المسلم وسفك الدماء.

محافظ جنين قدورة موسى أكد "ان الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكا بالثوابت الوطنية وان الاجهزة الامنية ستضرب بيد من حديد كل العابثين والخارجين عن القانون".

وعلمت "معا" أن جثماني ناشطي القسام محمد ياسين ومحمد السمان وصاحب المنزل بعد الناصر الباشا، نقلت إلى المستشفى في سلفيت منعا للاحتكاك بين عائلات الضحايا، ولم يعلن بعد موعد تشييع جثامينهم.

ووصل في وقت لاحق إلى قلقيلية رئيس الوزراء د. سلام فياض للوقوف على الأحداث في المحافظة في اعقاب الحادث الذي وقع فجر اليوم.

وعلى ضوء الأحداث المؤسفة التي شهدتها قلقيلية، تبادلت حركتا فتح وحماس الاتهامات حول المسؤولية عن الأحداث الدامية فجر اليوم الأحد وراح ضحيتها ستة أشخاص منهم 3 من عناصر الأمن وناشطان من القسام ومواطن يملك البناية التي تواجد بداخلها الناشطان.

كما سقط في الاحداث المؤسفة المواطن عبد الناصر الباشا صاحب العمارة التي تحصن في داخلها ناشطا القسام، وأصيبت زوجته بجراح ادت إلى بتر يدها ونقلت إلى العلاج في قلقيلية.

وتشهد قلقيلية توتراً شديداً بعد الاحداث المؤسفة، وعلمت "معا" أن قادة الأجهزة الامنية في الضفة الغربية يتواجدون في مقر قيادة منطقة قلقيلية، كما من المتوقع أن يصل لاحقا وزير الداخلية إلى المحافظة لمتابعة الأحداث عن كثب.

واتهمت حركة فتح في قلقيلية، حماس بتكديس السلاح من اجل إثارة الفتنة والبلبلة في صفوف المواطنين ومن اجل خلق حالة من اللااستقرار لدى الأجهزة الأمنية في المحافظة.

وأكدت الحركة وقوفها إلى جانب الأجهزة الأمنية في فرض الأمن والأمان والاستقرار في محافظة قلقيلية، قائلة: "إنها لن تسمح ولا بأي شكل من الأشكال أن ينتقل ما جرى في غزة إلى ارض الضفة".

وقال البيان: "إن فتح ستخرج عن صمتها أمام هذه التجاوزات الخطيرة ولن نقف مكتوفي الأيدي وسنكون لهم بالمرصاد"، متهماً حركة حماس بالسعي لافشال الحوار الفلسطيني الفلسطيني.

كتائب القسام من ناحيتها اتهمت أجهزة الامن الفلسطينية بملاحقة المجموعة منذ أسبوع، وقالت في بيان تلقت "معا" نسخة عنه: "إن الاجهزة الامنية قامت بحملة واسعة من الاعتقالات في مدينة قلقيلية على وجه الخصوص شملت العشرات من أنصار وابناء الحركة، ثم حاصرت السمان وياسين وطالبتهما بتسليم نفسيهما إلا انهما رفضا وطلبا من قوات الأمن الانسحاب وفك حصارهما، إلا أن قوات الامن بادرت بإطلاق النار نحوهما ما دفعهما للرد والاشتباك مع قوات الامن الفلسطينية".

وحذرت القسام مما اسمته المساس بالمطاردين من كتائبها قائلة إن ما حدث "سيؤسس لمرحلة جديدة عنوانها مقاومة المطاردين لمحاولات اعتقالهم مما سيشعل فتيل الانفجار".

وقال ابو عبيدة الناطق باسم كتاب القسام "إن للمجاهدين المطاردين لقوات الاحتلال الاسرائيلي بالضفة الغربية الحق الكامل بالرد وصد أي محاولات لاعتقالهم".

وذكر "ابو عبيدة" في مؤتمر صحفي بغزة ظهر اليوم انه كان على اتصال مع قائد القسام في قلقلية محمد السمان ومساعده محمد ياسين قبل مقتلهم بنصف ساعة وان ياسين أكد له أن قوات الامن الفلسطينية تحاصرهم وأنهم لن يسلموا أنفسهم.

ودعا ابو عبيدة "كافة عناصر المقاومة بالضفة الغربية للوقوف بوجه اي محاولة تستهدف اعتقالهم وصدها ومقاومتها"، مشيراً إلى أن" القسام لن تسمح بالمساس بمطارديها وعلى كل من يطاردها أن ينتظر الرد والتصدي".

وقالت حركة حماس في بيان وصل "معا" نسخة عنه إن هذا الحدث سيكون له تداعياته الأكيدة على تقييم سياساتها. وحملت الرئيس محمود عباس والسلطة وأجهزة الأمن المسؤولية الكاملة عن ما حدث، معتبرة ذلك تجاوزاً غير مسبوق لما وصفته بالخط الأحمر.

ودعت حماس إلى تنظيم مسيرات عصر اليوم الاحد في مدن قطاع غزة، فيما أعلنت القسام أنها ستعقد مؤتمرا صحافيا اليوم للحديث عن أحداث قلقيلية.

وقال فوزي برهوم: "لا معنى للحديث عن أي حوار مع حركة فتح في ظل ما جرى أو ما يجري من تصعيد يومي خطير من قبل أجهزة أمن أبو مازن وحركة فتح ضد حركة حماس وأبنائها وقياداتها في الضفة الغربية".

حركة الجهاد الاسلامي استنكرت أحداث قلقيلية محملة اجهزة الأمن الفلسطينية المسؤولية عن ما جرى، وطالبت على لسان قيادي يلقب بـ "ابي القسام" بمحاكمة من وصفهم بالمسؤولين عن هذه "الجريمة،" حاثا الفصائل والدول العربية المعنية بانجاح الحوار إلى وقف ملاحقة "المقاومين".

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اعتبرت على لسان طلال أبو ظريفة، عضو اللجنة المركزية للجبهة ان الحادث المؤسف في مدينة قلقيلية لا يستفيد منه أي طرف ولا يخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي ولا يوفر أجواء ايجابية تمكن من توحيد جهود أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

ودعت الجبهة إلى تشكيل لجنة تحقيق في الحادث، مطالبة بوقف كافة المناكفات والحملات الإعلامية التحريضية المتبادلة، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، ووقف انتهاك الحريات العامة والديمقراطية بالضفة الغربية وقطاع غزة، وإزالة كل العقبات التي تعكر أجواء الحوار الوطني الشامل، واستئناف عمل اللجان الخمس المتوقع عقدها خلال أسبوعين، لإنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، لمواجهة "غطرسة" حكومة نتنياهو- ليبرمان التي تتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، وقرارات الشرعية الدولية، وتواصل الاستيطان وتهويد القدس.

كتائب المقاومة الوطنية طالبت السلطة الفلسطينية والقوى السياسية بضرورة التدخل العاجل لوقف استنزاف دماء أبناء الشعب الفلسطيني نتيجة الأحداث المؤسفة التي جرت فجر اليوم في مدينة قلقيلية بين الأجهزة الأمنية ومجموعة من كتائب القسام والتي راح ضحيتها 6 مواطنين.

واعتبرت الكتائب في يبان تلقت "معا" نسخة عنه أن هذه الأحداث المؤسفة من شأنها تعكير الأجواء وعرقلة الجهود المبذولة فلسطينياً ومن قبل الحكومة المصرية لعودة الحوار الشامل خلال الأيام القادمة واستئناف اللجان لعملها لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة.

من جهتها أدانت كتلة التغيير و الاصلاح بشدة ما وصفتها "بالجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الامن في قلقيلية ضد مطاردي القسام واستهدافهم "

ودعت التغيير و الاصلاح " المصريين رعاة الحوار الفلسطيني لتحمل مسؤولياتهم بإلزام حركة فتح بما تم الاتفاق عليه أمامهم وأمام قادة الفصائل بإنهاء ملف الاعتقال السياسي والإفراج عن المعتقلين ورفض ملاحقة المقاومة.

من جهته اعتبر الدكتور حسن خريشه النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، ما جرى في مدينة قلقيلية فجر اليوم الأحد بالتصعيد الخطير، والذي يخدم الإحتلال الإسرائيلي ، داعياً كافة الأطراف وقف هذا التدهور وتشكيل لجنة تحقيق وطنية بهدف تحديد المسؤوليات وعدم الإنزلاق الى ما هو أخطر مما جرى حتى الآن.

ودعا خريشه في حديثه مع مراسل معاً في طولكرم كافة أبناء الشعب الفلسطيني للوقوف عند مسؤولياتهم في عدم الإنجرار وراء مخططات خارجة عن إرادة وتقاليد وأعراف شعبنا الفلسطيني