الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صورة وتعليق:
الاحتفاظ بالمستوطنات … كزواج البدل

نشر بتاريخ: 31/05/2009 ( آخر تحديث: 31/05/2009 الساعة: 23:08 )
خرجت علينا قبل ايام صحيفة هأرتس بمقابلة مع السيد احمد قريع المفاوض القديم الجديد مختزلة مقابله معه بعنوان. ومن خلفها باقي الصحف و المواقع العربيه الناقله عنه احد ردوده حول مصير ما يعرف بالمستوطنات الكبيره في الضفه الغربيه فكان الرد بان هناك افكار طرحت عن ابقاء المستوطنات تلك داخل حدود الدولة الفلسطينيه متناسين سياقات وتشبيهات قد يبنى عليها مسار تفاوضي . لربما نسي الصحفي انه يقابل مفاوض فامسك بذيل اللقاء و نسي ماوراء احرف الجر لكن الجملة المعترضه التي غيبت عن مواقع اخباريه عربيه كثيره ان ابو العلاء شدد ان لا تشبيه بين تلك المستوطنات و فلسطينيي 48 .

فاذا كان سياق الاجابة تلك اخفي عن ناظر القارئ فلا بد من التفكير بصوت مرتفع لما اسعدت هذه الفكره الكثير من الكتاب الاسرائيليين هل لسبب تشريع وجود هؤلاء على الارض الفلسطينيه ام لضمير مستتر تحاول اخفائه اسرائيل و بدأت لا تأبه باستتاره حكومة نتنياهو بتشريعاتها وقوانينها العنصريه الداعيه لتضيق على فلسطينيي 48 حتى التخلص منهم .

لربما كثير منا يعلم ان هذه الاجابه جاءت في سياق ذكاء مفاوض مطلع على عقلية الطرف الاخر واستحاله قبوله بهذا الطرح لكن الجانب الاخر من الاجابة بقي في الظل فاجابة مصيريه كهذه وجب عليها حمل خطاب اعلامي داخلي يفسر وجهة النظر الفلسطينيه الرسميه التى تعتبر كل حجر بني بعد الاحتلال عام 67 غير شرعي وان ابقاء الساحه لتفاسير الصحف العبريه و محلليها والانتقاص من قيمة المفاوضات و المفاوض الفلسطيني الذي يواجه ابواقا لا تسمع الا لنفسها متجاهلة انه لم يوقع حتى الان على اي شبر منتزع من الارض الفلسطينيه و ما يزال متمسكا بالثوابت و الخطوط الحمراء الفلسطينيه .

لكن الخوض في سيناريو الاحتفاط بما يسمى بالكتل الاستيطانيه الكبيره شكل رعبا بالنسبه لمن وقفوا على الطرف الاخر من الجمله التشبيهيه انهم الفلسطنيون داخل اسرائيل فاذا ما حصل الاحتفاظ فهل ستعامل مؤسسات الدولة الفلسطينيه هؤلاء المستوطنين كما تعامل اسرائيل العرب على اراضيها على مبدا زواج البدل سوء معامله وشعور بالاعتراب و انتقاص و عدم مساواة في الخدمات والوظائف وغياب الميزانيات واذا حصل ذلك هل ستبقي اسرائيل مستوطنيها بهذا الحال ؟ قد نتجاوز هذا كله ونقول الاتفاقيات سيكون لها تفاصيل وذيول لكل هذا لكن في ظل تغير الحكومات الاسرائيليه وجهلنا لما قد يحمله الشارع الاسرائيلي من حكومات اشد تطرفا في المستقبل فقامت واختبأت خلف القوانين المتدحرجه ككرة الثلج اتجاه العرب داخل اسرائيل ووصلت حد الطلاق البائن بينونة كبري لزواج البدل هذا فاننا بذلك نكون كمن شبه البيض بالحجاره او سارت بنا المركب نحو ما نخشى ونتوجس
فبدل من الانسياق الاعمى خلف سطور الصحافه العبريه وبناء مقالات على اوراق و صفحات مواقعنا الالكترونيه فليكن لاحد منهم مقابلة خاصه وانا على ثقه و معرفه انه سيكون من المرحبين بدل من دس السم في بالدسم وليتكامل الاعلام والمصالح الفلسطينيه العليا بدل من البقاء كسمك السلمون لا يسبح الا ضد التيار.

فراس لطفي مراسل قناة النيل الاخبارية