توصيات بوضع اسس واضحة للطلبة المعلمين في التدريب الميداني
نشر بتاريخ: 03/06/2009 ( آخر تحديث: 03/06/2009 الساعة: 10:58 )
غزة- معا- أوصى يوم دراسي نظمه قسم التدريب الميداني بكلية التربية بالجامعة الإسلامية بوضع أسس واضحة ومحددة للطلبة المعلمين في التدريب الميداني، والعمل على استحداث ترخيص لمزاولة المهنة، متمثلاً في وضع توصيف حقيقي للمهنة من خلال قياسات متعددة لمستوى المهارة، ومن ثم الحصول على شهادة ممارسة مهنة التدريس.
وطالب المشاركون في اليوم الدراسي بتفعيل دور مدير المدرسة كمشرف تقييم من خلال قيامه بمساعدة المشرف في متابعة الطلبة المعلمين، وتوجيه دعوة لمديري المدارس لعقد لقاء سنوي يتم فيه استعرض ما قدموه من جهود مثمرة في مجال التدريب الميداني، داعيين إلى ربط مديري المدارس بما يستجد من أفكار تربوية حديثة وتجارب ناجحة طبقت في دول مختلفة بما يخص الإشراف على الطالب المعلم، والعمل على إنشاء مدارس للتدريب خاصة بكليات التربية في الجامعات الفلسطينية.
وشدد المشاركون على أهمية إلمام المعلم المتعاون بأهداف وأساليب وفلسفة دوره في مجال الإشراف التعاوني، جاء ذلك خلال اليوم الدراسي الذي نظمه قسم التدريب الميداني بكلية التربية بالجامعة الإسلامية تحت عنوان: "التدريب الميداني بين أداء الطالب المعلم وتوجيهات المشرف التربوي والإدارة المدرسية.
وانعقد اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضور الأستاذ الدكتور محمد عسقول –وزير التربية والتعليم العالي في الحكومة المقالة، والأستاذ الدكتور محمود أبو دف –عميد كلية التربية، والأستاذ الدكتور فؤاد العاجز –نائب عميد كلية التربية، رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي، والدكتور داوود درويش حلس –مشرف التدريب الميداني، وجمع من المختصين في الحقل التربوي في قطاع غزة، وأعضاء هيئة التدريس بكلية التربية، وطلاب وطالبات كلية التربية.
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي، وأكد الأستاذ الدكتور عسقول على أهمية اليوم الدراسي والجلسات العلمية في إحداث النهضة لمشروع التدريب الميداني بما ينعكس على مستوى خريجي كلية التربية، وتحسين أداء المعلم في المستقبل، مبيناً أن المعلم بشكل محور الأساس في عناصر العملية التعليمية، موضحا أن اليوم الدراسي يشكل بريق أمل للتحسين والتطوير في ظل ظروف الحصار، مشيرا إلى جهود الإدارة في إدخال التحسينات والتعديلات على المنهاج الفلسطيني بما يتناسب مع الطموح الأدائي والقيمي والأخلاقي للبيئة التعليمية الفلسطينية من خلال الاستعانة بالآراء السديدة والأفكار السوية التي تساهم في إثراء المنهاج وتطويرها.
من جانبه، بين الأستاذ الدكتور أبو دف أن التدريب الميداني يعد عصب البرنامج التربوي، ويمثل النقطة التي من خلالها تتحول الأفكار والنظريات إلى ممارسة عملية جميلة، وأوضح الأستاذ الدكتور أبو دف أن كفاءة الطالب مؤشر على جودة المخرج التعليمي ودليلاً بارزاً على قوة برنامج تدريب وإعداد المعلم المتميز، ولفت الأستاذ الدكتور أبو دف إلى أن الإتقان في العمل مؤشر على امتلاك المهارات الإدارية والأكاديمية، وأن التدريب يوصي بالعمل المكثف الذي يثبت المهارات.
بدوره، أوضح الأستاذ الدكتور العاجز أن التربية العملية والتدريب الميداني هو الحقل الذي يتعلم فيه الطالب كيفية ممارسة العملية التعليمية، وبين الأستاذ الدكتور العاجز أن اليوم الدراسي يناقش موضوعات تبين حقيقة التدريب الميداني من حيث الواقع والمشكلات، ومنها: واقع عملية الإشراف بين أداء الطالب المعلم وتوجيهات المشرف التربوي، والمشكلات التي تواجه الطالب المعلم أثناء التدريب الميداني وسبل علاجها، والتدريب القائم على الكفايات المعرفية والمهارية والاتجاهات للطالب المعلم فترة التربية الميدانية، ودور المشرف التربوي والإدارة التعليمية وأثره على أداء الطالب المعلم.
من ناحيته، تحدث الدكتور حلس عن دور المعلم وفضله وإسهاماته في بناء شخصية العالم والمهندس والطبيب، وبين الدكتور حلس حجم المسئولية الملقاة على عاتق المعلم في إعداد الإنسان الصالح، وتطوير أساليب التدريس في المناهج التعليمية، مشيراً إلى أهميتها في نجاح العملية التعليمية وإثراءها، وأوضح الدكتور حلس دور قسم التدريب الميداني في رسم الخطط التي تواكب متطلبات الواقع وطموحات المستقبل.
وبخصوص الجلسات العلمية لليوم الدراسي، فقد انعقد اليوم الدراسي على مدار جلستين علميتين، حيث ترأس الجلسة الأولى الأستاذ الدكتور محمود أبو دف –عميد كلية التربية بالجامعة الإسلامية، وقدم الدكتور خليل حماد –مدير دائرة المناهج في وزارة التربية والتعليم العالي- تصوراً مقترحاً للتغلب على المشكلات التي تواجه الطالب المعلم أثناء التدريب الميداني.
وأوصى الدكتور حماد بتفعيل دور المعلم المصغر في الجامعة قبل الذهاب للتدريب الميداني في المدارس، إضافة إلى اهتمام الجامعات والكليات التربوية الفلسطينية بربط مساق التربية العملية بواقع المدارس التي يُعد الطالب للتدريس فيها، وأكد الدكتور حماد أهمية التوسع في بعض المساقات.
وتناول الدكتور سهيل دياب، والأستاذة ميادة دياب- مشرفات تربويان- واقع عملية الإشراف بين أداء الطالب المعلم وتوجيها المشرف التربوي، وبينا أهمية أن يتم اختيار المشرفين على طلبة التربية العملية في ضوء أسس ومعايير محددة، وأوضحا أهمية التعاون والفهم المشترك بين جميع المشاركين في عملية الإشراف والمتابعة خاصة المعلم المتعاون ومدير المدرسة باعتباره مشرفاً تربوياً مقيماً.
وتحدث الدكتور سعيد حرب –مدير التربية والتعليم بمحافظة رفح- عن المشكلات التي تواجه الطالب المعلم أثناء التدريب الميداني وسبل علاجها، وطالب الدكتور حرب بضبط القبول في كليات التربية من خلال رفع نسبة القبول ومن خلال إجراء المقابلات للمتقدمين؛ وذلك حتى تتمكن المدارس المتعاونة من استيعاب المتدربين، وأوصى الدكتور حرب باعتماد نظام (الامتياز) لخريجي كليات التربية شبيه بالامتياز لخريجي كليات الطب يقوم فيه خريج كلية التربية بالعمل في المدارس لمدة سنة دراسية كمتطوع ويكون ذلك شرط كحصول الخريج على شهادة مزاولة مهنة التدريس.
وتطرق الأستاذ مصطفى منصور –عضو هيئة التدريس بكلية التربية بالجامعة- إلى الممارسات السلبية الناتجة عن عدم إدراك المعلم المتعاون لدوره المثالي وانعكاسها على الطالب المعلم، وعدد الأستاذ منصور الممارسات السلبية التي يقوم بها المعلم المتعاون، ومنها: التذمر الدائم والشكوى المستمرة من المهنة، وعدم حرص المعلم المتعاون على إقامة علاقات واضحة وسليمة مع الطالب المعلم، وعدم تقديم المساعدة للطالب المعلم أو التعاون الشكلي، والنظرة السلبية للتدريب العلمي وما ينعكس عنها من ممارسات، إلى جانب تقويم المعلم المتعاون للطالب بشكل غير موضعي.
وأشارت الأستاذة سمية صايمة –عضو هيئة التدريس بكلية التربية بالجامعة- إلى متطلبات الأداء الإبداعي للطالب المعلم، ودعت الأستاذة صايمة إلى توفير أجواء مناسبة لرعاية الطلاب المعلمين المبدعين بالتعاون والتنسيق بين الدوائر المختلفة من جامعات ومدارس، ودعم الطلاب المعلمين المتميزين في التدريب الميداني وتكريمهم بمحفزات معنوية ومادية من خلال الجامعة والمدرسة، إضافة إلى انتقاء المشرف والمعلم المقيم ذوي الخبرة المتميزة لتدريب الطلبة المعلمين.
وفيما يتعلق بالجلسة العلمية الثانية، فقد ترأسها الأستاذ الدكتور فؤاد العاجز –رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي، وتحدث فيها الدكتور حلس عن التدريب الميداني القائم على الكفايات المعرفية والمهارية والاتجاهات للطالب المعلم فترة التربية الميدانية، وأوصى الدكتور حلس بالعمل على إيجاد وسائل اتصال للاطلاع على تجارب الجامعات المحلية والعربية والدولية في إعداد برامج التدريب الميداني والاستفادة منها.
وقدم الأستاذ فلاح الترك –مشرف تربوي في مديرية تعليم غرب غزة- تصوراً مقترحاً لتطوير أداء الطالب المعلم في تدريب موضوع الكسور العادية، مشيراً إلى مفهوم الكسر، وطرق التمييز بين الكسر والعدد الكسري.
وتحدث الأستاذ مازن نور الدين –مدير مدرسة حطين الأساسية (أ)- عن الكفايات الإشرافية اللازمة لمدير المدرسة في إشرافه على الطالب المعلم، وبين الأستاذ نور الدين دور مدير المدرسة كمشرف مقيم في مدرسته، وأوصى بمتابعة خطط وأساليب وبرامج وطرائق مديري المدارس بدقة وفاعلية وتقويمها والعمل على تحسينها وتطويرها.
وتناولت الأستاذة مها برزق- مشرفة تربوية- التربية العلمية في اللغة الإنجليزية من التقليدية إلى الإستراتيجية، وأوصت الأستاذة برزق بإعادة النظر في المناهج الدراسية الحالية بكليات التربية، والعمل على تغييرها لتواكب التنمية على أن تتم مراجعة الخطط الدراسية والمقررات في كل قسم من أقسام كليات التربية مرة كل عامين، وتطوير وتحديد محتوى برامج كليات التربية.
وتحدث الأستاذ محمود مطر –رئيس قسم الدراسات والتقييم في وزارة التربية والتعليم العالي- عن واقع الزيارات الصفية لدى مشرفي التدريب الميداني بقسم تربية الطفل بالكلية الجامعة للعلوم التطبيقية من وجهة نظر الطالبات المعلمات، داعيا إلى تخفيف العبء عن المشرف بحيث لا يزيد عدد الطالبات اللاتي يشرف عليهن عن (6) طالبات، ويطلب من المشرف خلال الزيارة الواحدة للمدرسة زيارة طالبة واحدة فقط.
وأشارت الأستاذة يسرى الكحلوت- مشرفة تربوية- إلى دور المشرف التربوي والإدارة التعليمية وأثره على أداء الطالب المعلم، وطالبت الأستاذة الكحلوت بتسهيل مهمة المشرف وتوزيعه في أماكن سكنه قدر الإمكان حتى يسهل عليه التنقل والحركة للوصول بيسر وسهولة للطالب المعلم، وتقديم تغذية راجعة للمشرف حول أدائه في الفترة السابقة؛ حتى يتمكن من تجاوز السلبيات ويعزز الإيجابيات.