اسرائيل اعتقلت 650 الف مواطن فلسطيني منذ بدء احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة
نشر بتاريخ: 21/01/2006 ( آخر تحديث: 21/01/2006 الساعة: 10:52 )
معا- أورد المكتب الاعلامي التابع لحركة الجهاد الاسلامي, احصائيات عن الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي, اضافة الى استعراض الاوضاع الراهنة لعدد من السجون والاسرى الفلسطينيين, وفيما يلي عرض لهذه الاحصائيات, كما وصلت وكالة "معا".
قامت قوات الإحتلال الاسرائيلي ومنذ عام 1967م وحتى اليوم باعتقال ما يزيد عن ( 650 ألف مواطن فلسطيني ) أي ما يقارب 20 % من إجمالي عدد السكان المقيمين في فلسطين !!.
وتبلغ أعداد المعتقلين الآن ( 9200 ) أسير تقريباً إجمالي عدد الأسرى الآن في السجون والمعتقلات الصهيونية ( 201 أسير) اعتقلوا بعد اتفاق أوسلو وقبل انتفاضة الأقصى وما زالوا في الأسر، أي ما نسبته 2.2 % من إجمالي عدد الأسرى.
اما الأسـيرات فعددهن أكثر 400 أسيرة اعتقلن خلال انتفاضة الأقصى من بينهن 116 أسيرة لا يزلن رهن الاعتقال ( 1.3 % من إجمالي عدد الأسرى ) .موزعات على هذا النمط: 107 أسيرة من المحافظات الشمالية و6 أسيرات من القدس ، و 3 أسيرات من المحافظات الجنوبية ( قطاع غزة ) علما بان 6 أسيرات لم تتجاوز أعمارهن الـ 18 عاماً .
اما الأطفال الأسـرى قرابة 4000 طفل اعتقلوا منذ بداية انتفاضة الأقصى ( 28 أيلول 2000 م) 301 طفل منهم لا زالوا في الأسر ( ما نسبته 3.3 % من إجمالي عدد الأسرى)
( 15 ) من القدس، (6 ) أطفال من قطاع غزة، والباقي ( 280 ) من الضفة، منهم 77 نابلس ، 62 رام الله، 27 الخليل, 295 منهم ذكور و6 إناث، 79 طفل أي ما نسبته 26.2 % من الأطفال الأسرى مرضى و يعانون أمراضاً مختلفة و محرومين من الرعاية الصحية والعلاج ،علما بان المئات من المعتقلين اعتقلوا وهم أطفال و تجاوزوا سن 18 داخل السجن ولا يزالون في الأسر . 99 % من الأطفال الذين اعتقلوا تعرضوا للتعذيب وعلى الأخص وضع الكيس في الرأس والشبح والضرب, ( 200 ) طفل موجودين في سجن التلموند، و ( 67 ) طفل أسير موجودين في معتقلات ( عوفر 37 ) و( مجدو20 ) و(النقب 10) والباقي موزعين على سجون أخرى كسجن الشارون والجلمة وعتصيون وغيرهم.
الأسرى القدامى واوضاعهم:
الأسرى القدامى اسم يطلق على الأسرى الذين اعتقلوا منذ ما قبل قدوم السلطة الفلسطينية عام 1994 ولا زالوا معتقلين حتى الآن، ويبلغ عددهم ( 369 معتقلا ) من مجموع الأسرى، وأوضاعهم الإعتقالية قاسية للغاية لا تختلف فى شئ عن أوضاع الأسرى بشكل عام، فلا اعتبار لكبر سنهم أوعدد السنين التي أمضوها، أو للأمراض المختلفة التي يعانون منها، وتتعمد إدارة السجن استفزازهم يومياً من خلال حملات المداهمة والتفتيش المفاجئ للغرف، فى منتصف الليل، كما تقوم إدارة السجن بحملة تنقلات واسعة بين الأقسام والغرف ومن سجن الى سجن بهدف خلق حالة من عدم الاستقرار والمعاناة النفسية على الأسير ، وزادت ادارة السجون من استخدام سياسة العزل الانفرادي ولفترات طويلة بهدف قتل روح الأسير وإضعافه ، كما تفرض عليهم غرامات مالية لأتفه الأسباب، والعشرات منهم ممنوعين من زيارة ذويهم منذ سنوات بحجج أمنية واهية، فسنوات السجن وظروف القاهرة أثرت عليهم وعلى وضعهم الصحي ، في ظل الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة السجون الأمر الذي أدى ويؤدي إلى استفحال الأمراض لديهم وهذا ما ضاعف من معاناتهم ، و جعل من حياتهم مهددة بالخطر ، الأمر الذي يستدعي بذل قصاري الجهود من أجل إنقاذ حياتهم وإطلاق سراحهم كمقدمة لإطلاق سراح كافة الأسرى .
اوضاع لا تليق بالحياة الآدمية
اما الأسيرات فيتعرضن لنفس الظروف القاسية والمعاملة اللا إنسانية ويحتجزن في أماكن وظروف لا تليق بالحياة الآدمية ، دون مراعاة لجنسهم أو إحتياجاتهم الخاصة، و أن شرطة المعتقل والسجانات يقومون دائماً باستفزاز الأسيرات، وتوجيه الشتائم لهن والإعتداء عليهن، كما يتعرضن للتفتيش العاري المذل، خلال خروجهن إلى المحاكم أو من قسم إلى آخر.
معاناة يومية صعبة
الطعام غير صالح للتناول الآدمي، حيث حرمت الإدارة المعتقلين من إعداد الطعام بأنفسهم داخل مطابخ السجن وأجبرتهم على تناول الطعام المعد من قبل الإدارة والذي يختلف عن أذواقهم ورغباتهم، ولذك هم يعتمدون على الشراء اليومي من الكانتينات مما يسبب لهم عجزا كبيرا في ميزانياتهم المالية.
يجدر بالذكر ان ادارة السجون وخاصة المركزية منها تحدد ثمن دجاجة وهو نصف فخد دجاجة للاسير الواحد مرة كل اسبوع ! وترصد اربع ارغفة صغيرة الحجم ورديئة النوعية للاسير الواحد في ال24 ساعة.
اما اكتظاظ للأسرى في الغرف حيث يصل عدد الأسرى داخل الغرفة الواحدة الى 18 أسيرا فهو ضرب جديد قديم للمعاملة القاسية بهدف التضييق على الاسرى وحرمانهم من ابسط حقوق الإنسان.
إضافة الى أن زيارة الأهالي لازالت مقطوعة عن بعض السجون منذ حوالي شهرين و أن الأسرى يعانون الخروج للفورة وذلك بسبب اكتظاظ الساحة التي يخرجون إليها، كما أنهم يعانون ارتفاع الحرارة داخل الغرف المليئة بالرطوبة.ويعد الحرمان من الزيارات اسلوبا قاسا جدا وقاهرا يلجأ اليه السجان الصهيوني بهدف قتل الروح المعنوية للاسرى اذ تقوم به ادارة السجون لاتفه الأسباب ويعاقب الأسير بعدة عقوبات ان اخطأ زائروه دون ان يدركوا حتى فيلاقي الأسير مقابل ذلك عقابا قاسيا يتراوح بين حرمانه من الزيارة او غرامة تصل الى 450 شيقل او عزل انفرادي لأسبوع او اكثر.
هذه هي الحياة اليومية للاسرى في السجون والمعتقلات الصهيونية اما العيد فحدث ولا حرج: فيما يلي ترصد الاستقلال حالات للأسرى في سجون الاحتلال.
الاسير حسن محمد كمال خمايسة من قباطية الذي يقضى حكما بالسجن لاعوام خمس فتحدث عن العيد قوله: هو يوم آخر يمر دون ان نشعر به او نميزه من بين ايام الجحيم التي نعيشها في الاسر".
نبدأ صبيحة العيد بالاستحمام والخروج الى الساحة لصلاة العيد المسموح بها لعشر دقائق ليس اكثر, ثم نعود ادارجنا الى غرف الاسر المكتظة والرطبة لنمارس حياتنا اليومية دون أي امتيازات خاصة بمناسبة العيد. وأضاف:" نستنكر موقف المتفرج للسلطة الفلسطينية التي يجب ان تطالب بالإفراج عنا او حتى عن الاسرى القدامى منا او عن المرضى والاطفال والنساء ولكن اجدني اتراجع عن شعوري بالاستياء لان السلطة نفسها تعتقل اسرى مجاهدين من أبناء الشعب الفلسطيني.
واضاف الاسير خمايسة:" البرد ينخر عظامنا ولا وسيلة تدفئة متاحة لنا ووصول الملابس لنا يتم ببرمجة خاصة تتضمن اخراج قطع ن الملابس مقابل ما يتم ادخاله وهذا بحد ذاته تضييق كبير علينا".
وكان الاسير حسن خمايسة قد اعتقل منذ العام 2003 ويقضى حاليا حكما بالسجن لخمس أعوام وقد بلغ عدد السنوات التي قضاها خلف القضبان ما مجموعه 9.5 عاما.
عائلة الاسيرة قاهرة السعدي
عندما دخلنا بيت قاهرة وجدنا في غرفة أولادها صورة ضخمة لها تحتل جدارا كاملا لقاهرة وهي تحمل السلاح, وتحدثنا الى ابنائها: ساندي ابنة الثلاثة عشر ربيعا وهي الابنة الكبرى لقاهرة قالت: "عندما يأتي العيد تتراءى أمامي صورة أمي في آخر مرة كنا فيها معا،" وتضيف:" كنت صغيرة في الصف الثالث عندما اعتقلوها وكانت تحممني وعندما انتزعوها منا وخرجت للشارع اصرخ وأناديها بكل ما في ولكن الناس امسكوني واذكر ان شعري كان ما يزال ممتلئاً بالصابون . .." وتمر لحظة صمت وتلتمع الدموع في عيون ساندي ولكنها تستجمع نفسها لتضيف:" كانت امي حنونة جدا وتحبنا انا واخوتي محمد ورأفت ودينا وكانت تلاعبنا كثيرا. كنا عائلة سعيدة وكنت فخورة جدا بها".
اما ناصر السعدي زوج قاهرة فأضاف:" العيد عندنا بدون فرحة صحيح انني تزوجت للمرة الثانية ولكني أجد ابنائي محرومين من أمهم خاصة دينا ابنتنا الصغرى التي تركتها قاهرة وهي ما تزال رضيعة في عامها الاول "واضاف: "بعد اعتقال قاهرة وكنت قد اعتقلت قبلها بساعات تشتت أولادي وتدمرت أسرتي فقد قضى ولدي محمد ورأفت عاما كاملا في ملجأ أيتام في بيت لحم والبنات تنقلن في بيوت الأقارب من خالة وخال وجدة بعيدين عن الاستقرار محرومين من العناية".
يذكر ان قاهرة السعدي المولدة في العام 1976 واعتقلت في 8/5/2002 بعد اتهامها بتوصيل الاستشهادي محمد حناشكة الذي نفذ هجوما استشهاديا في القدس وحكم عليها بالسجن لثلاث مؤبدات و30 عاما.
عائلة الاسير بسام السعدي
فيض من الأحزان يتدفق من عيون السيدة نوال السعدي ام إبراهيم وهي تتحدث عن صبيحة العيد فتقول:" كان هذا أسوء عيد يمر علينا إذ استيقظنا على رنين الهاتف ليخبرنا المحامي فريد هواش ان الشيخ بسام السعدي المحكوم لمدة خمس سنوات سيخضع للتحقيق ثانية بحجة ادعاء ظالم من أهالي قتلى العمليات الاستشهادية الصهاينة بمسؤوليته هو واربعة من الاسرى من حركة الجهاد الاسلامي من بينهم الشيخ شريف طحاينة وطالبوا بدفع تعويضات مالية تصل الى 24 مليون شيقل !".
وتضيف: "مرة أخرى يصر الاحتلال الصهيوني على تنغيص فرحة العيد في بيتي الذي ودع شهيدين واعتقل زوجي وابني وبكل وقاحة يطالبون بتعويضات عن قتلاهم ونحن من يعوضنا عن شهدائنا ؟؟؟"
جدير بالذكر ان عائلة الشيخ بسام السعدي قد بذلت من الشهداء ما لم تقدمه أي أسرة فلسطينية على مستوى الضفة الغربية فقد استشهد أول أبنائها عبد الكريم في ايلول 2002 وبعده بشهرين استشهد اخوه التوأم إبراهيم الابن البكر للشيخ بسام السعدي وخلال اجتياح مخيم جنين في نيسان 2002 كان الشيخ بسام وأبناؤه في مقدمة المقاومين . وخلال احد التوغلات في مخيم جنين استشهدت والدة الشيخ بسام وفي توغل اخر استشهد ابن اخيه الطفل بسام غسان السعدي.