الحركة الاسلامية: القدس والأقصى حقيقة قرآنية ومُسلّمة عقيدية
نشر بتاريخ: 21/01/2006 ( آخر تحديث: 21/01/2006 الساعة: 12:49 )
رام الله- معا- أكدت الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطني في بيان لها أنّ مدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك هما حقيقة قرآنية ومُسلّمة قرآنية وأنّ المؤسسة الاسرائيلية تهدف من مقترحات لها نزع الشرعية الإسلامية والحق الإسلامي عن القدس والبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك ، جاء ذلك تعقيبا على نشر بحث ألّفه " مركز القدس لدراسات اسرائيل" يدعو الى نقل صلاحية إدارة الأماكن المقدسة في داخل البلدة القديمة الى الأسرة الدولية.
وقال بيان للحركة الاسلامية نشرته مؤسسة الاقصى لاعمار المقدسات الاسلامية على موقعها الالكتروني: "تحاول المؤسسة الإسرائيلية جاهدة إبعاد أذهان الناس عن حقيقة أن القدس والبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك واقعة تحت الإحتلال، وأن هذا الإحتلال لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحول إلى واقع مقبول عندنا كمسلمين في هذه الديار أو في العالم أجمع وتسعى إسرائيل منذ إحتلالها بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك إلى فرض الأمر الواقع الذي يثبت الوجود الاحتلالي عبر القوة الباطشة التي تستعملها".
وأضاف البيان "قبل أيام طلع علينا مركز القدس لدراسات إسرائيل ببحث جديد قديم سيُعرض في مؤتمر هرتسليا المزمع عقده في 21-24/1/2006م، ويدعو القائمون على هذا البحث إلى نقل صلاحية إدارة الأماكن المقدسة في داخل البلدة القديمة إلى الأسرة الدولية، وتتولى وفقاً لهذا التصور- الأسرة الدولية في الأساس المسؤولية الأمنية والحفاظ ومراقبة الأماكن المقدسة".
وأوضحت الحركة الاسلامية أن هذا الاقتراح ليس الأول الذي تطرحه هذه المؤسسة وغيرها سواءً إسرائيلية أو أجنبية بالنسبة للمسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة والقدس عموماً ويبدو واضحاً أن الهدف الأساس من وراء كل هذه المقترحات هو نزع الشرعية الإسلامية والحق الإسلامي عن القدس والبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك وإبقاء الواقع الراهن على ما هو عليه مع قليل من الرتوشات التي تمنح المسلمين حقاً "ما" على أوقافهم ومقدساتهم ومساجدهم في ما يسمى "الحوض التاريخي" في التعريفات الجديدة الصادرة عن هذه الأجسام.
وردا على هذا البحث قالت الحركة في بيانها: " إننا في الحركة الإسلامية نؤكد على مجموعة من الحقائق والثوابت والمسلمات بالنسبة للمسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة والقدس:
أولاً: إن القدس والبلدة القديمة والأقصى المبارك لا تزال ترزح تحت نير الاحتلال ولا يمكن بأي حال من الأحوال تغيير هذه الحقيقة الإحتلالية والأصل زوال الإحتلال.
ثانياً: إن المسجد الأقصى المبارك مُسّلمة عقدية في ميراثنا الديني والعقدي ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن نتنازل عن عقيدتنا وديننا ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن نتنازل أو أن نتهاون في ديننا وعقيدتنا وما ينسحب على المسجد الأقصى المبارك ينسحب على بيت المقدس ببلدته القديمة وقدسه الشريف.
ثالثاً: إن استيلاء اليهود على حائط البراق وحي المغاربة بعد إحتلال عام 1967 والتوسع الاستيطاني الإحتلالي في البلدة القديمة والقدس الشريف واستعمال كافة الوسائل المافاوية والساقطة لسرقة الأرض والبيوت لا يمكن أن تتحول إلى حق لليهود في الأرض المقدسة، وأن القوة لا يمكن كذلك أن تمنح المعربد حقاً مهما بلغ النفاق الدولي المتواطئ معه ذروته، ومهما بلغ الاستضعاف بنا، فنحن أصحاب حق شرعيين ولا يمكن لحقنا الديني والتاريخي والعملي أن تطويه قوة وبطش المؤسسة الإسرائيلية.
رابعاً: إن إدعاء اليهود بأن لهم حق ديني في بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك تنفيه الحقيقة العلمية التاريخية فضلاً عن الصراع والنقاش داخل التيارات الدينية اليهودية ذاتها.
خامساً: لقد أكد القرآن الكريم قداسة بيت المقدس فقال تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم), وقال عز من قائل: (ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين).
سادساً: وفي الحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى"، وفي الحديث أيضاً عن أبي ذر الغفاري رضي الله، قال: ( قلت يا رسول الله أي مسجد وُضِع في الأرض أولاً، قال: المسجد الحرام، قال: قلت ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصّل فإن الفضل فيه".
سابعاً: إننا ندعوا أبناءنا وأهلنا لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والتعبد في جنباته المقدسة وتكثيف شد الرحال وذلك باستثمار مسيرة البيارق لتأكيد علاقتنا بالبيت المقدس، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وثيقة اسرائيلية لإدارة دولية على " الحوض التاريخي"
وكان موقع "فلسطينيو 48" قد نشر قبل يومين خبرا عن البحث المذكور جاء فيه أنّ صحيفة يديعوت أحرونوت من على موقعها الالكتروني ذكرت أنّ وثيقة إسرائيلية أعدها طاقم من الخبراء الإسرائيليين، ستعرض أمام مؤتمر هرتسليا السنوي، في أواخر الشهر الجاري، تدعو إسرائيل إلى الموافقة على وضع الأماكن المقدسة في مدينة القدس تحت الإشراف الدولي. وجاء في التقرير الذي نشر "إن طاقما من الباحثين الإسرائيليين، أمثال البروفيسورة، روت لبيدوت، الخبيرة في القانون الدولي، والبروفيسور يعقوف بار سيمان طوف، استاذ العلاقات الدولية في الجامعة العبرية، قد عكفوا على إعداد هذه الوثيقة، على أثر كسر طابو الحديث عن القدس في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، في قمة "كامب ديفيد". وخلص الطاقم إلى ضرورة عدم إرجاء البت في ملف القدس إلى المرحلة النهائية من المفاوضات لخطورة مثل هذه الخطوة.
وجاء ايضا "إن الوثيقة المذكورة، التي ستعرض في المؤتمر السنوي في هرتسليا بين21-24 من الشهر الجاري، تنص على ضرورة موافقة إسرائيل على وضع الأماكن المقدسة في القدس تحت الإشراف الدولي، بسبب الرابطة القوية لأبناء الديانات السماوية الثلاثة مع القدس من جهة، وفي ظل انعدام الثقة بين الفلسطينيين وإسرائيل من جهة أخرى", بحسب ما جاء في الصحيفة.
وتناقش الوثيقة التي تحمل اسم "الحوض التاريخي للقدس، صورة الوضع وبدائل للتسوية"، عدة بدائل وحلول مطروحة للتسوية وهي كما جاءت في الوثيقة كالتالي:
. سيادة وسيطرة إسرائيلية كاملتين على كامل الحوض التاريخي للقدس، مع إمكانية منح حكم ذاتي في مجالات مختلفة للسكان العرب، ومنح مكانة خاصة للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وهو حل تفترض الوثيقة أن الفلسطينيين والمجتمع الدولي لن يقبلوا به .
. سيادة وسيطرة فلسطينية كاملتين في كافة أنحاء الحوض التاريخي للقدس، مع إمكانية منح إدارة ذاتية في مجالات معينة للسكان اليهود، ومكانة خاصة للمقدسات اليهودية والمسيحية، وهو حل نفترض أن إسرائيل سترفضه.
. تقسيم الحوض التاريخي بين الطرفين ووضع إشراف دولي لطرف ثاث يساعد في توجيه وحل النزاعات.
. إدارة مشتركة ، عبر تقاسم الصلاحيات بين الطرفين وبتأييد دولي، إذا فشل الطرفان في الإدارة المشتركة، تنقل صلاحيات الإدارة لجسم ثالث، يخول صلاحيات حل النزاعات .
. إدارة الحوض التاريخي من قبل طرف دولي ومنح الطرفين صلاحيات في عدة مجالات.
هذا واثارت الوثيقة التي نشرتها يديعوت ردود فعل واسعة لدى اليمينالاسرائيلي, وقال رئيس حزب "الاتحاد القومي", تسفي هندل, وقال "بعد 24 ساعة من تسلم اسرائيل الاشراف على مكة من جهة, او على الفاتيكان من جهة اخرى سنوافق على هذا المقترح".
وقال رئيس حزب "اسرائيل بيتنا" المتطرف, ايغدور ليبرمان "موافقتنا على تدويل القدس, هو مس خطير في الامن القومي الاسرائيلي", بحسب تعبيره, واضاف "من تجاربنا حول تدويل بعض قضايانا!!, اظهرت ان ذلك يخدم الطرف الاخر ويمس بالسيادة الامنية الاسرائيلية ".