الأحد: 13/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

محافظ سلفيت العميد العبوشي يؤكد على أهمية العمل التطوعي في فلسطين

نشر بتاريخ: 04/06/2009 ( آخر تحديث: 04/06/2009 الساعة: 16:54 )
رام الله-معا- نظم مركز حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" زيارة إلى محافظة سلفيت، نفذ خلالها المشاركون يوما تطوعيا في بلدة دير استيا في المحافظة، وهي الثانية التي يتم زيارتها، ضمن فعاليات مشروع الشباب والتبادل الثقافي بين الشباب الفلسطيني داخل الخط الأخضر والضفة الغربية " مشروع التنمية الشبابية المجتمعية" والممول من مبادرة التنمية الشبابية "نسيج".

وشارك في الزيارة عدد كبير من الشباب والشابات الفلسطينيين ممن تلقوا دورة تدريبية في مواضيع تعنى بالعمل الشبابي والتنمية من الأراضي الفلسطينية بما في ذلك أبناء شعبنا في الداخل المحتل عام 48، بهدف خلق نوع من التواصل والحوار والاستفادة من التجربة ما بين أبناء شعبنا في مختلف الأراضي الفلسطينية، وليتعرف الشباب الفلسطيني على العادات والتقاليد في كل منطقة.

وشملت الزيارة سلسلة من النشاطات، التطوعية حيث قام المشاركون برسم جدارية كبيرة على جدار مبنى المحافظة، فيما تمثل الجزء الثاني بتنظيم مجموعة من الأنشطة داخل بلدة دير استيا تضمنت تنظيف وإزالة الأعشاب منها، كما قام المتطوعون بطلاء جدران مدرسة البلدة الثانوية للذكور والرسم على جدرانها الداخلية وتنظيف حديقتها.

ويعتبر مركز "شمس" أن مثل هذه الزيارات تعرف المشاركين بأهم الأماكن السياحية والأثرية في الأراضي الفلسطينية، علاوة على طبيعة المعاناة التي تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي جراء ممارساته، المتمثلة بالحواجز والجدار الفاصل، وما هو المطلوب من الشباب الفلسطيني، وأثر ذلك على تحقيق تنمية ومؤسسات فلسطينية قادرة على تحقيق تنمية مستدامة واستقلالية، من خلال تعريف الشباب بالمبادرات والنجاحات التي حققها الكثير من أبناء شعبنا رغم كل الظروف المحيطة من ارتفاع نسب البطالة ومعدلات الفقر، بسبب الاغلاقات المتواصلة والظروف المحيطة، وآليات التغلب على كافة العقبات لتحقيق الأهداف.

واعتبر محافظ سلفيت منير العبوشي أن هذه الزيارة تعني الكثير للمحافظة، خاصة وأنها من المحافظات البعيدة عن الضوء، والغائبة إلى حد ما عن الإعلام، مشيرا إلى أنها من أهم المحافظات الفلسطينية، كونها تحوي نسبة كبيرة من المخزون المائي الفلسطيني. وهي أيضاً محافظة الزيتون.

وتابع "إن المحافظة محرومة من حفر أي بئر ارتوازية، علما أن المحافظة تشكل أحد أهم خزانات المياه الإستراتيجية لفلسطين، وبالتالي فإننا محرومون من استخدام حقنا الطبيعي في استخدام المياه". بسب السياسة الإسرائيلية التعسفية بحق أبناء شعبنا.واستدرك العبوشي قائلا "لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أن إسرائيل تتعمد تلويث المياه التي يستخدمها المواطنون".

وأضاف العبوشي، إن سلفيت تتعرض إلى عملية نهب وسرقة ممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي أحاطها بـ 22 مستوطنة نهبت أراضيها وسرقت ماءها، وبالتالي وضعتها في حصار مطبق، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ركز في مخططه الاستيطاني على سلفيت إدراكا منه لأهميتها ولموقعها الاستراتيجي.

وقال إن إسرائيل تمنع أهالي المحافظة من استخدام المدخل الرئيسي للمحافظة في سبيل إبقاء دلالات أنها محاصرة في ذهنية المواطنين، مشيدا بصمود المواطنين، وانتمائهم إلى أرضهم وطنهم، وبالتالي إصرارهم على البقاء رغم كل المحاولات الإسرائيلية التي تحاول إفراغ المدن والقرى الفلسطينية من أبنائها.

ولكنه أكد على الخطوات التي قطعتها المحافظة في استتباب الأمن ونشر ثقافة سيادة القانون، والجهود الحثيثة التي تبذلها الجهات المعنية حتى يستتب الأمن، رغم أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى دائما إلى عرقلة العمل من خلال المداهمات اليومية التي ينفذها.

ورحب العبوشي بالمشاركين بالزيارة والعمل التطوعي الذي سيقومون به في بلدة دير استيا، مشيرا إلى أهمية العمل التطوعي في فلسطين تاريخيا، حيث أن إستراتيجية التطوع بدأت في فلسطين منذ قبل نصف القرن الماضي.

وتوجه بشكره إلى مركز حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" على تنظيم مثل هذه الفعاليات في سلفيت، داعيا إلى تنظيم المزيد منها، بهدف تعريف اكبر شريحة من المواطنين بالمحافظة، وما تتعرض له من قبل الاحتلال الإسرائيلي والانجازات التي تم تحقيقها.

وشدد العبوشي على أن المحافظة رغم العدوان الإسرائيلي وتدخلاته ومضايقته للمواطنين إلا أنها تنعم بعيش هادئ، وتتمتع بسيادة القانون والنظام، والذي انعكس على سلاسة الحياة فيها، وبالتالي على إنتاجية المواطنين وتفانيهم بعملهم.

وقال العبوشي إن مثل هذه الزيارات والأعمال التطوعية بين المحافظات إنما تبطل الرهان الاسرائيلي على عنصر الزمن وان "الكبار سيموتون، والصغار سينسون"، وبالتالي ما زالت قرانا ومدننا التي هجرنا منها راسخة في عقولنا وأذهاننا، وأنها ستبقى حتى يعود الحق إلى أصحابه.

من جهته عماد موسى مساعد المحافظ فأشار إلى أن مساحة سلفيت تبلغ نحو 206 كيلو متر مربع، وأن عدد سكانها يصل إلى حوالي 60000 ألف نسمة، وأن نسبة الأراضي الزراعية فيها تصل إلى نحو 80% ، 90% منها مزروعة بشجر الزيتون، حيث تصل نسبة إنتاج الزيت منها إلى حوالي 15% من محصول الزيت في فلسطين.

ولفت موسى إلى أن هناك نحو 20 تجمعا سكانيا في المحافظة، فيما هي محاطة بـ 22 مستوطنة، لافتا إلى أن إسرائيل ركزت في مخططها الاستيطاني على سلفيت، نظرا لأهميتها الإستراتيجية، مشيرا إلى أن عدد المستوطنين الذين يعيشون على أراضي المحافظة يصل إلى نحو 40 ألف وذلك في العام 2005.

وتوجه موسى بشكره إلى مركز "شمس" على هذه الزيارة وهذا اليوم التطوعي في المحافظة، لافتا إلى أن مثل هذه النشاطات تسهم بتوحيد الخطاب الفلسطيني، سواء كان ذلك في الأراضي المحتلة عام 1967، أو في الأراضي المحتلة عام 1948، معربا عن أمله أن يتم استضافة عدد من أبناء شعبنا في الشتات، تحت شعار واحد.

وأهاب موسى بالعمل التطوعي، وأهميته في بناء الأوطان والحضارات، مذكرا بأن معظم الدول العظمى التي نراها كان للعمل التطوعي دورا بارزا فيما وصلت إليه.

أما المقدم علاء شلبي قائد شرطة محافظة سلفيت، فرحب بالمشاركين بالزيارة، التي أكد أنها تسهم بتعريف أبناء شعبنا في الأراضي المحتلة عام 1948 بما يحدث في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، كما أنها تعزز أواصر العلاقات ما بين أبناء شعبنا.

وتطرق إلى دور الشرطة وما تقوم به، والجهود التي تبذلها في سبيل الحفاظ على أمن وحياة المواطنين، لافتا إلى أن جهاز الشرطة يستقبل الشكاوى من المواطنين ويتعامل معها بغاية الجدية، لتحصيل الحقوق وإيصالها إلى أهلها.

وتطرق إلى العراقيل التي تحاول إسرائيل وضعها في عمل جهاز الشرطة والأجهزة الأمنية والتي تعيق من خلالها سير العمل خاصة وان نجاح عمل الشرطة يعتمد في كثير من الأحيان على الآنية وسرعة الوصول إلى المكان في الوقت المناسب.

من جهتهم أعرب المشاركون عن سعادتهم الكبيرة وهم يتعرفون إلى محافظة كمحافظة سلفيت التي لم يسمعوا عنها كثيرا، داعين مركز "شمس" إلى تنظيم المزيد من هذه الجولات خاصة في المناطق المهمشة والتي تتعرض لانتهاكات من قبل الاحتلال ليتعرفوا أكثر على حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

وأكد عدد من المشاركين أن الزيارة غيرت انطباعاتهم، حيث " كان لديهم فكرة ان الحياة في المناطق التي تحكمها السلطة الوطنية، كلها فساد وفوضى في ظل حكومة وضعها صعب، ولم يكن لديهم تفاؤل ببناء نظام في الضفة، ولكن الزيارة عكست الصورة الحقيقية عما يعيشه المواطنون في الأراضي المحتلة عام 1976.

وتوجه المشاركون بالشكر إلى مركز حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" الذي أتاح لهم الوصول إلى إحدى المحافظات البعيدة عن الأضواء والتعرف على أهلها، والتعايش معهم ولو ليوم واحد.

وكان عبد الله محمود منسق المشاريع في "شمس" تحدث عن المشروع وأهدافه المتمثلة بخلق جسر من التواصل ما بين أبناء شعبنا في الداخل والخارج.

كما تطرق على نشاطات الزيارة المتمثلة باليوم التطوعي وتنفيذ عدد من المشاريع الطوعية في المحافظة بهدف تعزيز مفهوم العمل التطوعي وخدمة أنباء شعبنا خاصة في المحافظات البعيدة عن الضوء والتي تتعرض لخطر الاستيطان والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.