الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

البرازيل: ما اكتشف في المحيط الاطلسي لا يعود للطائرة الفرنسية

نشر بتاريخ: 05/06/2009 ( آخر تحديث: 05/06/2009 الساعة: 18:52 )
بيت لحم- معا- عاد الغموض يلف مصير الطائرة الفرنسية مجددا بعد ان اعلن صباح اليوم الجمعة مسؤولون برازيليون كبار بان الاجزاء المعدنية التي سبق الاعلان عن اكتشافها، وساد اعتقاد بانها تشكل جزءا من الطائرة الفرنسية المفقودة ما هي في حقيقة الامر غير خرداوات جرفتها مياه المحيط الاطلسي.

وبهذا الاعلان عادت قصة البحث عن مصير الطائرة الفرنسية التي اختفت فوق مياه الاطلسي الى نقطة البداية بعد ان نفى مدير الرقابة الجوية البرازيلية ان يكون الحطام الذي عثرت عليه فرق الانقاذ البرازيلية في المحيط الاطلسي قد جاء من طائرة الركاب الفرنسية المفقودة.

واضاف المسؤول البرازيلي:" بان الجزء الخاص بالشحن الذي عثر عليه في مياه الاطلسي وآثار الامال بنهاية قصة الطائرة المأساوية مصنوع من الخشب فيما صنع الجزء المماثل في الطائرة الفرنسية من مواد اخرى وهذا ما جعلنا متأكدين بان ما عثر عليه لا يعود للطائرة ".

وفيما يتعلق ببقعة الوقود التي عثر عليها في ذات المكان أكدت وكالة الانباء الفرنسية بان مصدرها الحقيقي سفينة مرت بالمكان الذي يقع على بعد 1000 كلم مقابل السواحل الشرقية للبرازيل.

وقال المسؤولون الفرنسيون والبرازيليون إن الطائرة لم تكن تعاني من مشكلات فنية قبيل إقلاعها، وأعربوا عن أملهم بصدور تقرير أولي رسمي بحلول نهاية الشهر الجاري حول الحادث.

إلا أن مسؤولي الطيران المدني الفرنسي قالوا إنهم ربما لن يعثروا أبدا على جهاز تسجيل المعلومات في الصندوق الأسود للطائرة، والذي قد يكون استقر على عمق 3700 متر تحت سطح مياه المحيط.

من جهته، أكد بول لوي أرسلانيان، مدير هيئة التحقيق في الحوادث بالخطوط الجوية الفرنسية، أنه لا يمكن استبعاد احتمال عدم العثور على الصندوق الأسود الذي يحتوي على جهاز تسجيل المعلومات المتعلقة بالرحلة وجهاز محادثات قمرة القيادة.

وقال جان لوي بورلو، وزير النقل الفرنسي، إنه لم يسبق أن تم انتشال الصندوق الأسود من عمق مماثل لذلك الذي يُعتقد أن الطائرة قد استقرت فيه.

يُشار إلى أن صحيفة برازيلية كانت قد نقلت عن مصدر في الخطوط الجوية الفرنسية قوله إن ربان الطائرة المنكوبة أرسل قبل اختفائها إشارة تقول إنه سيدخل في منطقة سحب سوداء.

وأضافت الصحيفة أنه بعد عشر دقائق أرسلت عدة رسائل إلكترونية تشير إلى أنه تم فصل الطيار الآلي وأن الحاسوب الخاص بها تحول إلى نظام الطاقة البديل.

وبحسب المصدر نفسه، فقد أشارت الرسائل الأخيرة التي وصلت من الطائرة إلى فقدان الضغط الجوي داخلها وتعطل أجهزتها الالكترونية.

الاشارات الالكترونية ترصد الربع الساعة الاخيرة في حياة طائرة الموت:
-----------------------------------------------------------------------------

اظهرت الاشارات الالكترونية التي راسلتها الطائرة الفرنسية المنكوبة التي كانت تشق عنان السماء من البرازيل الى عاصمة الانوار (باريس) ما حدث في الربع الساعة الاخيرة التي سبقت تحطم طائرة الموت وفقدان 228 راكبا وافراد طاقم كانوا على متنها.

صحيفة "ليموند" الفرنسية نشرت تسلسل الاشارات الالكترونية التي اظهرت صراع طاقم الطائرة ضد الظروف الجوية والاعطال الفنية التي تالت على الطائرة في الربع الساعة الاخيرة من رحلتها المميتة.

واضافت الصحيفة الفرنسية بانه وفي هذه اللحظة من التحقيقات تتضح حقيقتان اولهما ان سرعة الطائرة لم تكن صحيحة في مثل هذه الظروف والحقيقة الثانية حدوث سلسلة من الاحداث والاعطال ادت في النهاية الى تفكك الطائرة خلال تحليقها كا اوضحت الاشارات الالكترونية الاخيرة التي ارسلت في الدقائق الاربع التي سبقت اختفاء الطائرة.

ونشرت صحف مدينة "سان باولو" تفاصيل الدقائق الاربعة الاخيرة الواقعة ما بين الساعة 23:10 الى 23:14 حسب توقيت سان باولو. ففي تمام الساعة 23:00 اعلن ربان الطائرة بانه يحلق في منطقة شديدة الضباب ومغطاة بالغيوم المشحونة بالتيار الكهربائي اضافة الى الرياح القوية التي تواجهه فيما اظهرت صور الاقمار الصناعية بان سرعة الرياح بلغت في تلك المنطقة 160 كلم/س.

المشاكل الحقيقية بدأت تمام الساعة 23:10 مع انفصال الطيار الالي التي لم يعرف حتى الان بان هذه العملية كانت بمبادرة ربان الطائرة او نتيجة عمل منظومة الحماية التي تقوم بفصل الطيار الالي اتوماتيكيا فور اكتشاف اجهزة الحاسوب خللا خطيرا في الطائرة.

وفي نفس الدقيقة التي فصل فيها الطيار الالي ارسلت رسالة الكترونية اخرى تقول " fly by wire" اي انتقال منظومات الرقابة الكهربائية التي تشغل اجهزة الاستماع والرفوف الى وضع بديل، وفي الساعة 23:12 تم ارسال رسالتين اضافيتين تتعلقان بانهيار الاجهزة المسؤولة عن تزويد طاقم الطائرة بمعلومات تتعلق بارتفاع وسرعتها واتجاهها.

الساعه 23:13 قالت رسالة بان الطائرة في وضع عمودي " رأسي" وهي اشارة تدلل على سقوط مفاجئ للضغط الجوي الامر الذي قد ينجم عن تحطم الطائرة او يكون سببا لهذا التحطم.

وفي النهاية اكدت صحيفة ليموند بان شركة " Air France" تنوي ابلاغ شركات الطيران التي تستخدم طائرة "اير باص 330-A" بضرورة الحفاظ على سرعة مرتفعها اثناء مواجهة العواصف القوية وذلك للحفاظ على استقرار الطائرة فيما يعتبر الدرس الاول المستخلص من نكبة الطائرة التي لا زال مصيرها مجهولا.