الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

ابناء الحركة الاسلامية بالمثلث يستصلحون الطريق الموصل الى مسجد صرفند

نشر بتاريخ: 05/06/2009 ( آخر تحديث: 05/06/2009 الساعة: 18:38 )
القدس -معا- بالتعاون مع " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " قام اليوم الجمعة، العشرات من أبناء الحركة الإسلامية في منطقة المثلث الشمالي بمعسكر عمل وقفي، حيث قاموا بإستصلاح الطريق الموصلة، والمؤدية الى مسجد صرفند القريب من قرية الفريديس – قضاء حيفا، وذلك بعد أن قامت ما يسمى بـ " دائرة أراضي إسرائيل " أكثر من مرة بتخريب وتجريف الطريق، لمنع وإعاقة وصول المصلين الذين يؤدون الصلاة وخاصة صلاة الجمعة في مسجد صرفند، والذي قامت السلطات الإسرائيلية بهدمه عام 2000م ولم يبق منه إلا أجزاء قليلة.

وكان قد وصل في ساعات صباح اليوم الجمعة، العشرات من أبناء الحركة الإسلامية في منطقة المثلث الشمالي، من الفريديس ، عارة – عرعرة ، ميسر ، معاوية ، برطعة ، أم الفحم ، عين السهلة ، باقة الغربية وعين حوض ، وقاموا بإعمال تصليح وإستصلاح في الطريق المؤدية الى مسجد صرفند، وذلك عن طريق تسهيل الطريق بالأدوات الخفيفة والمجارف اليدوية ، والأيدي العاملة، حيث تمنع السلطات الإسرائيلية إستعمال الأدوات الثقيلة، كالجرافات والشاحنات ، كما قام المشاركون بنتظيف محيط المسجد والمقبرة الإسلامية المجاورة للمسجد ، مما جعل الوصول الى المسجد بالسيارت او راجلاً للمصلين أمراً ميسرا وأكثر سهولة ، بعد الإنتهاء من العمل .

ويأتي هذا العمل التطوعي الوقفي في أعقاب قيام ما يسمى بـ "دائرة أراضي إسرائيل" بتجريف وتخريب الطريق الى مسجد صرفند مراراً وتكررا ، ووضع أكوام كبيرة من التراب والصخور في الطريق الموصلة الى المسجد، وذلك لمنع أو إعاقة وصول المصلين الى المسجد لإداء الصلوات وخاصة صلاة الجمعة ، علماً أن السلطات الإسرائيلية قامت بهدم مسجد قرية صرفند المهجرة عام 1948 - الواقع على الساحل الفسطيني في قضاء حيفا- ، بتاريخ 25-7-2000 ، ومن يومها تحرص الحركة الإسلامية عامة واهل الفريديس خاصة بإقامة صلاة الجمعة، وكذلك إحياء كامل شهر رمضان في المسجد ، او ما تبقى من أجزائه ، المصطبة والمحراب ، وتحاول المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها التنفيذية منع أو إعاقة إقامة الصلوات في المسجد ، عن طريق تخريب وتجريف الطريق .

وفي حديث مع سمير درويش – مندوب " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " في الفريديس وعضو إدارة المؤسسة قال :" أشكر إخواني من جميع البلاد الذين شاركوا في معسكر العمل الوقفي اليوم، وصراحة العمل كان جباّراً بسب طبيعته اليدوية، كل ذلك من أجل التسهيل على المصلين الوصول الى المسجد ، ونحن بهذه المناسبة ندعو الجميع الى المشاركة في صلوات الجمعة التي تقام أسبوعيا في مسجد صرفند ، بهدف التواصل الدائم مع المسجد ".

رئيس " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " المهندس زكي إغبارية والذي شارك في العمل التطوعي الوقفي قال :"هذا اليوم يأتي ضمن سلسلة نشاطات قامت بها " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " بالتعاون والتنسيق التام مع الحركة الإسلامية في الشمال والوسط والجنوب ، لصيانة وتنظيف وترميم المقابر والمصليات والمساجد ، اليوم كان العمل في استصلاح الطريق المؤدي الى مسجد صرفند ، سبقه عمل في مقبرة حطين والشجرة وحدثة وغيرها من المواقع ، إستصلاح الطريق المواصلة الى المسجد اليوم تأتي في سياق الإصرار على التواصل مع مسجد صرفند وإقامة الصلوات فيه ، وبهذه المناسبة نشكر كل من شارك في هذا اليوم من العمل التطوعي الوقفي ، ولبى نداء الواجب من اجل الحفاظ على مقدساتنا وأوقافنا ، خاصة في منطقة الساحل" .

في السياق نفسه أدى جمهور واسع اليوم صلاة الجمعة في مسجد صرفند، حيث ألقى خطبة الجمعة الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – والذي قدم في مستهل خطبته شكره للمشاركين في معسكر العمل الإسلامي التطوعي الوقفي، معتبراً أن الحفاظ على بيوت الله والوقوف في وجه أعدائها والتصدي لمحاولة هدمها هو الرباط الأسمى والأنقى ، تأسيساً على قول المصطفى – صلى الله عليه وسلم – " وكثرة الخطا الى المساجد ، فذلكم الرباط .. " .

وأستوقف الشيخ رائد صلاح جمهور المصلين عند بشرى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف :" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله " ، " قالوا : " أين هم يا رسول الله " ، قال :" في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس " ، معتبرا الحديث النبوي بشرى عظيمة لأهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، بأنهم من الطائفة الظاهرة على الحق ، والمنتصرة بوعد الله ، وإن ابتليت بالحصار من أعدائها والخذلان من أقربائها ، كما وأكد الشيخ صلاح ، من أن الحديث النبوي وحوداث الزمان تدلّ وتؤكد أن كل ظالم في هذه الأرض سينال عقوبته الأرضية عاجلاً ، فضلاً عن عقوبته الأخروية ، فكيف بمن يهدم مساجد الله ويمنع من أعمارها.

وأشار الشيخ صلاح الى أن المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية تمنع من إعمار بيوت الله بعامة والمسجد الأقصى بخاصة ، وتمنع آلاف المصلين من دخول المسجد الأقصى ، في وقت تسمح لآلاف العراة والعاريات من أعاجم الأرض من دخول المسجد الأقصى ، ولذلك فإن عذاب الله قريب سيحلّ بهؤلاء الظالمين ، فهي سنة الله في كل من منع مساجد الله ان يذكر فيه اسمه وسعى في خرابها .

في نهاية الخطبة حثّ الشيخ صلاح الحضور على بذل كل جهد لنصرة بيوت الله والمقدسات الإسلامية ، المساجد والمقابر والأوقاف ، وحثّ على بذل جهود مضاعفة لنصرة المسجد الأقصى والقدس الشريف .