الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

السفير منصور يقدم تقريرا شاملا حول الاوضاع السياسية والميدانية بفلسطين

نشر بتاريخ: 05/06/2009 ( آخر تحديث: 05/06/2009 الساعة: 23:15 )
بيت لحم -معا- قدم السفير الدكتور رياض منصور، المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة، تقريرا شاملا حول الأوضاع السياسية والميدانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، في الإجتماع الذي عقده المكتب التنسيقي لحركة عدم الانحياز لدى الأمم المتحدة في نيويورك.

وإستهل تقريره بالأوضاع الميدانية حيث تطرق إلى الوضع في القدس والممارسات الإسرائيلية التي تسعى من خلال سياسة التطهير العرقي إلى إخلاء المدينة من سكانها الفلسطينيين متبعة سياسة هدم المنازل. والتضييق عليهم وحرمانهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية وإلى أماكن العبادة.

ومن ثم تطرق الدكتور منصور إلى الوضع في قطاع غزة والذي أشار إلى حالة الحصار اللإنساني واللاأخلاقي التي يعيشها مايزيد من 1.5 مواطن فلسطيني داخل القطاع والذي يعاني من العزلة التامة نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل, السلطة القائمة بالإحتلال، ومنعها دخول المواد الأساسية إلا بكميات مقننة ومنع دخول مواد البناء الضرورية التي تلزم لإعادة إعمار ما جمرته آلة الحرب التابعة للإحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وإزدياد النشاط الإستيطاني غير القانوني والمخالف لكافة الإلتزامات القانونية للسلطة القائمة بالإحتلال، بما فيها إلتزاماتها وفق خارطة الطريق، مشددا في الوقت ذاته على أن هذه أيضا أصبحت سياسة معلنة للحكومة الإسرائيلية المتطرفة.

ونوه السفير منصور إلى إزدياد إعتداءات جيش الإحتلال الإسرائيلي والمستوطنين غير القانونيين على المواطنين الفلسطينيين وإزدياد وقوع الضحايا بسبب هذه الإعتداءات الهمجية، هذا بالإضافة إلى خنق سكان الضفة الغربية وعزل مناطق بأكملها وإعاقة حركة المواطنين والحركة التجارية من خلال مايزيد على 650 حاجزا منتشرة في أنحاء الضفة الغربية المحتلة.

وحول الأوضاع السياسية أشار السفير منصور إلى وجود إجماع دولي حول شكل ومضمون الحل والذي تجسد خلال إجتماع مجلس الأمن الأخير على المستوى الوزاري بتاريخ 11 مايو/آيار 2009. ويتمثل هذا الإجماع بأهمية تطبيق الأطراف لإلتزاماتها بموجب خارطة الطريق لخلق الأجواء المناسبة للوصول للحل النهائي المتمثل بإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على الأرض التي إحتلتها إسرائيل عام 1967، وحل عادل ومتفق عليه لمسألة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194.

وشدد السفير منصور على أن الجانب الفلسطيني قد أوفى بإلتزاماته ويبقى السؤال المطروح الآن هو كيفية إلزام إسرائيل، السلطة االقائمة بالإحتلال، بهذا الإجماع وإجبارها على عدم التنصل من هذا الإلتزام والإستحقاق مشددا في الوقت ذاته أن الوقت لم يعد يسمح بالمماطلة أو الإنتظار. وقد نوه إلى إنضمام الولايات المتحدة إلى هذا الإجماع بما فيها من خلال الخطاب الأخير للرئيس أوباما للعالم الإسلامي.

وبخصوص المستجدات في الأمم المتحدة طالب السفير منصور تشكيل ترويكا من قبل المكتب التنسيقي لحركة عدم الإنحياز ودول حركة عدم الإنحياز الأعضاء في مجلس الأمن، للقاء الأمين العام للأمم المتحدة لمتابعة المستجدات والخطوات التي تم إتخاذها بخصوص توصيات تقرير مجلس التحقيق الذي شكله الأمين العام للتحقيق في الإعتداءات الإسرائيلية على مقرات الأمم المتحدة خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة وهو ماقام مجلس الأمن بتكليف الأمين العام به.

وأكد السفير منصور :"أننا لن نتوقف عن متابعة هذه المسألة حتى ينال كافة مرتكبي جرائم الحرب ضد أبناء شعبنا عقابهم" مشددا على وجود مسؤولية أخلاقية جماعية للمجتمع الدولي تجاه هذه المسألة".

وقد تم في نهاية الإجتماع إعتماد التوصية التي تقدمت بها فلسطين على أن يتم تشكيل وفد حركة عدم الإنحياز مع فلسطين للقاء الأمين العام حول هذه المسألة في أقرب فرصة.