مركز "شمس" ينظم ورشة عمل تحت عنوان "التسامح وقبول الاخر"
نشر بتاريخ: 08/06/2009 ( آخر تحديث: 08/06/2009 الساعة: 21:11 )
رام الله- نابلس- نظم مركز حقوق الانسان والديمقراطية "شمس" ورشة عمل تحت عنوان "التسامح وقبول الاخر" وذلك بتمويل من الحكومة الدنماركية بواسطة ممثليتها برام الله، في عوريف بمحافظة نابلس، بحضور ما يزيد على 40 من الشباب والشابات من البلدة، وذلك ضمن مشروع "ثقافة التواصل والحوار".
ودعا المشاركون في الورشة، إلى ضرورة نشر مفاهيم تقبل الاخر في الساحة الفلسطينية، وكذلك على إلى ضرورة تعريف من هو الاخر الذي نتحدث عنه.
وأكد المشاركون على أن الشعب الفلسطيني بات الان من اكثر الشعوب حاجة إلى تقبل الاخر، خاصة وان الاحداث الاخيرة، أثرت بشكل كبير على التركيب المجتمعي لديه، مشيرين إلى ضرورة استمرار ورش العمل التي تجمع أكثر من رأي، الامر الذي يتيح النقاش والاستماع على وجهات النظر، وبالتالي احلال لغة الحوار مكان أي لغة أخرى.
كما اعرب المشاركون عن اسفهم بما وصل إليه الوضع الفلسطيني، الامر الذي تطلب أن يكون هناك حوار داخلي بدلا من أن يكون الحوار مع العالم ومع الثقافات الاخرى من أجل الانفتاح عليها ومواكبة التطور.
كما طالب المشاركون بضرورة أن يكون هناك برامج متكاملة لتوعية الجيل الجدبد بهدف خلق مفاهيم التسامح واستيعاب الاخرين، وعدم التشنج في الاراء والتقهقر وراءها، حتى يكون هناك مساحة للرأي والرأي الاخر.
كما لفت المشاركون إلى أهمية ان يكون هناك متطوعون يعملون في هذا الاطار، لأن تقبل الفكرة من المتطوع تكون أكثر سرعة من غيره، داعين إلى ضرورة أن يكون هناك برامج اعلامية تتناول مواضيع تقبل الاخر، وأهمية نشر هذه الافكار في اوساط المجتمع.
كما توجه المشاركون إلى وزارة التربية والتعليم العالي بضرورة أن تعمل على شمل هذه المواضيع ضمن المنهاج التربوي، من أجل ضمان وجود برنامج متكامل ومستمر يعزز مفاهيم التسامح لدى التلاميذ، بمختلف المراحل من حياتهم.
من جهته المدرب مروان عبد الله تحدث عن اثر التسامح في العلاقات الانسانية، واشكاله، ووسائل التسامح وآليات العمل به لضمان وجود استراتيجية تعزز مفاهيمه، وفوائده، مؤكدا أن التسامح هو العفو ونبذ التطرف ونقضه وهو أحد أشكال اللاعنف وقبول الآخر وسعة الصدر وقضم الغيض.
وشدد عبد الله على أن التسامح في العلاقات الانسانية، يساهم بخلق روح من التعاطف في المجتمع، كما انه يعمل على التقليل من المشكلات والحد منها قدر الامكان، إضافة إلى زيادة التواصل والمؤآخاة، وتشجيع المجتمع على التفاهم، وتتحقق الطموحات والمصالح ويعيش العالم بسلام.
كما أشار عبد الله إلى أن هناك أشكالا متعددة للتسامح، تتعلق بالعلاقات الاجتماعية بين الافراد والجماعات، ولعل أبرزها التسامح الديني حيث ذكر ان اول شخصية متسامحة في تاريخ الاسلام وما سبقه مباشرة هو الرسول عليه السلام، مضيفا أن أحد أهم أشكال التسامح كذلك هو العرقي حيث ان اصل الإنسان واحد وان كان هناك اختلافاً في عرقه او جنسه اولونه لأن اصله من تراب ولافضل لأحد على احد، وكذلك التسامح الثقافي، بمعنى أنه يحق لكل انسان ان يعتز بما لديه من قدرات ثقافية ويجب احترام هذه القدرات.
ولفت عبد الله إلى أهمية أن يكون لدى الفرد أمكانية للتنازل عن الحق اشخصي او جزء منه اذا كان ذلك في مصلحة الجماعة، معتبر أن ذلك ليس ضعفا في الشخصية، بقدر ما هو علامة على احترام الآخرين ورحابة الصدر واعطاء الاولوية للمصلحة العامة، مشددا على أن يكون الحوار في إطار الهدوء واسس ومتطلبات اللياقة.
وأكد على أن الحوار يساهم بتعزيز الاستقرار والتقارب بوجهات النظر في المجتمع وتطويره ورقيه، بحيث يصبح المجتمع حضاري نظيف خالي من الحقد والكراهية، كما يخلق نوعا من الراحة النفسية التي تقوي الانسان وتعزز من شخصيته.