معا تكشف: اقتربت ساعة الاتفاق بين فتح وحماس
نشر بتاريخ: 08/06/2009 ( آخر تحديث: 09/06/2009 الساعة: 10:42 )
بيت لحم- حصريا لوكالة "معا"-علمت وكالة "معا " من مصادر موثوقة رفيعة المستوى وواسعة الاطلاع ان اتفاقا يجري طبخه في القاهرة على نار هادئة بين حماس وفتح وباقي الفصائل من جهة وامريكا ومصر واسرائيل من جهة اخرى يمكن ان يظهر للملأ مع بداية شهر تموز على ابعد تقدير.
ولم تستبعد تلك المصادر ان يجري الاتفاق بين مصر وحماس من جهة وبين حماس وفتح من جهة اخرى خلال الشهر الجاري , كما ولاول مرة منذ نحو ثلاث سنوات تبدي قيادات فلسطينية تفاؤلا خجولا ولكنه بحالة مستقرة تجاه عملية السلام برمتها , وهي اشارات دالة على ان المنطقة ستشهد حراكا سياسيا مصيريا وكبيرا في الاشهر القادمة .
مصادر امنية رفيعة قالت لـ "معا" ان مصر عازمة بعد احداث قلقيلية على ان تسمع من حركة حماس كلاما نهائيا حول مفهومها للسلطة وموقفها من سفك الدماء الفلسطينية , حيث ان قضية قلقيلية اشعلت ضوءا احمرا في غرف صناع القرار السياسي واظهرت مدى خطورة اية مغامرات غير محسوبة على مجمل القضية الفلسطينية في العالم.
كما لم تستبعد المصادر الامنية ان يسفر الحوار في القاهرة عن اتفاق الزامي بين فتح وحماس وباقي الفصائل يقود الى تشكيل حكومة وحدة لها مهمتان اثنتان فقط هما": اعادة توحيد الضفة وغزة ديمغرافيا وسياسيا والاعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية مطلع العام القادم".
ووفق ذات المصادر فان الرئيس ابو مازن تمكن خلال زيارته الاخيرة لواشنطن من اخذ الضوء الاخضر في حرية اختيار وزراء الحكومة القادمة وانه ليس مهما دوليا اسم رئيس الوزراء بقدر ما يهم الالتزام السياسي بالتزامات منظمة التحرير .
عريقات:لقد لاحظت تغيرا واضحا في واشنطن
من جهة اخرى وفي لقاء اجراه, رئيس تحرير وكالة معا ناصر اللحام مع الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في م.ت.ف كشف الاخير النقاب عن مفاصل هامة وخطيرة تجري الان دوليا واقليميا ومحليا ومما قاله عريقات لوكالة معا": ان اسرائيل جزء من الحياة السياسية الامريكية وان امريكا مستمرة في منح اسرائيل التفوق العسكري على الدول العربية ودول المنطقة ولكنه اضاف": لقد لاحظت تغيرا واضحا في واشنطن ".
وكشف عريقات النقاب عن لقاء حساس جدا جمع بين الرئيس ابو مازن ورئيس اركان الولايات المتحدة الادميرال مايكل مولاند والذي قال للرئيس حرفيا:" نحن لا نبحث عن حلفاء وانما وصلنا الى قناعة بانه يجب اقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وذلك بالاتفاق ومساعدة امريكا وروسيا والعرب والاتحاد الاوروبي وان مصلحة امريكا العليا اقامة الدولة الفلسطينية وان على الرئيس تحقيق ذلك باسرع وقت ممكن".
اما الرئيس ابو مازن فقد سال الرئيس اوباما في جلسة مغلقة " هل انت جاد يا سيادة الرئيس بالنسبة للدولتين؟ وهل فعلاسيتم وقف الاستيطان فورا وذلك معيار الجدية واذا لم يتم ذلك فنحن امام خيارين فقط الاول: استمرار الاحتلال والعنف والدم , والثاني :خيار الدولة الواحدة لشعبين وهنا رد اوباما على الرئيس ابو مازن "انا اعرف ياسيادة الرئيس كيف احدد مصالح بلدي واسمعني جيدا فقد عانى الفلسطينيون بما فيه الكفاية وان الاوان حان لاقامة دولة فلسطينية بامن وسلام الى جانب اسرائيل "
وطلب اوباما من الرئيس ابو مازن تحمل مسؤوليات اقامة سلطة واحدة وسلاح ودولة تؤمن بحقوق الانسان والشفافية والمساءلة وسيادة القانون, كما وتمنى اوباما امام الرئيس ابو مازن ان ينجح حوار القاهرة , قائلا": لا يهمنا من يجلس في حكومتك بل برنامج حكومتك".
وهنا يبدو ان الامور تاخذ منحى تاريخا, حيث قام الرئيس بتسليم اوباما مشروع اقامة الدولة الفلسطينية والمكون من خمس صفحات ويحمل توقيع كلا من روسيا, الاتحاد الاوربي, وفرنسا , وبريطانيا , واوربا والصين , والامم المتحدة واليابان والسعودية ومصر والاردن ومعرفة سوريا "سوريا لم توقع"وهو عبارة عن مشروع يلخص خارطة الطريق والمبادرة العربية وقرارات الامم المتحدة ومؤتمرات عملية السلام ونتائج 284 لقاء فلسطينيا اسرائيليا عقدت منذ مؤتمر انابولس حتى ديسمبر 2008
وفي تصريح لافت للانتباه, حذر صائب عريقات امام تلفزيون معا قائلا "ان نتنياهو سيحاول ان يحرق الضفة الغربية ليتهرب من هذا الاستحقاق وهذا المفصل التاريخي ولم يفصح الدكتور عريقات كثيرا كيف يمكن ان يحرق نتنياهو الضفة ولكنه غمز قائلا": الا ترون ما يحدث في قلقيلية ؟ .
وهنأ عريقات لبنان على الانتخابات وعلى نتائج الانتخابات , وقال حرفيا": هذا انجاز عظيم يدل على حكمة ووعي لبنان ورغم ان نسيجه معقد اكثر من 100 مرة من النسيج الفلسطيني الا ان اللبنانيين عادوا الى صناديق الاقتراع وحسموا امرهم."
وكشف عريقات ان الرئيس ابو مازن قال لاولمرت قبل مغادرته الحكم": لن اوقع اي اتفاق دون ان يشمل هذا الاتفاق تبييض السجون بالكامل بعد دقائق من توقيع الاتفاق ".
عمرو: انصح حماس ان لا تغضب مصر
من جانبه قال السفير نبيل عمرو وتعقيبا على مجريات الوضع الراهن وحوار القاهرة , قال في فضائية الفلسطينية المقربة من حركة فتح "انصح حماس الا تغضب مصر فالقضية الفلسطينية مطروحة الان على اعلى مستوى في العالم"
واكد عمرو ان مصر ادارت الحوار بمسؤولية وامن وتوازن وعلى حماس ان لا تسيء فهم الهدوء المصري وان تقدم المبادرات لانجاح المسعى المصري في راب الصدع ".
وقال عمرو ان زيارة مشعل للقاهرة رسالة مصرية على اعلى مستوى وعلى حماس ان تقراها جيدا وان تستجيب بسرعة للمبادرة المصرية وان تفهم ان معادلة حوار ثم حوار ثم حوار دون اتفاق امر لم يعد محتملا ".
يشار الى اللقاء المصور مع الدكتور عريقات سيبث على شاشات معا وشاشة الفضائية الفلسطينية قريبا