الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

دكتوراه فخرية للقس الذي منعته إسرائيل من دخول الضفة الغربية

نشر بتاريخ: 09/06/2009 ( آخر تحديث: 09/06/2009 الساعة: 12:50 )
بيت لحم- معا- احتفلت جامعة جنيف أول من أمس بالذكرى السنوية الـ450 لتأسيسها بمنحها شهادة الدكتوراه الفخرية للقس الجنوب أفريقي، ديزموند توتو، صاحب القول الشهير بأنَّ إسرائيل تُمارس التمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني مثلما كان يُمارسه نظام الفصل العنصري ضد السود بجنوب أفريقيا.

وطبقاً للتقليد العريق لجامعة جنيف، وهي ثاني أقدم جامعة سويسرية، فقد سارَ نحو 200 شخص في موكب لمسافة كيلومترين تقريباً مِن مبنى الجامعة إلى كنيسة سان بيير الواقعة في المدينة القديمة مِن جنيف حيث يتم هناك منح المُحتفى به شهادة الدكتوراه الفخرية.

وقد أسرت جاذبية توتو وأفكاره الإنسانية، سكان المدينة الذين وقفوا في الشوارع والساحات العامة يصفقون له. وسارَ في مقدمة الموكب رئيس السلطة القضائية في مقاطعة جنيف، دانيال زابيلي، ثم رئيس حكومة المقاطعة، جارلس بير، وأعضاء في البرلمان، يعقبهم مُباشرةً ديزموند توتو وهو يسير وحده في الوسط، ثم كبار المدعوين، وكانَ مِن بينهم المفوضة العليا السابقة لحقوق الإنسان، الرئيسة الإيرلندية السابقة ماري روبنسون، والمدير العام لمنظمة التجارة العالمية، الفرنسي باسكال لامي، وعدد مِن كِبار فيزيائيي المعهد الأوروبي للأبحاث النووية (سيرن) يتقدمهم، البريطاني ليندون إيفانز، مُخترع مُعجِّل مصادمات الذَّرة، إلى جانب مُهندس "الانفجار الكبير" الذي أجراه المعهد تحت أرض جنيف العام الماضي لمعرفة أسرار نشأة الكون.

غير أن نحو 20 متظاهراً مِن أعداء العولمة استغلّوا هذه المناسبة الثمينة لهم فأخذوا يوزعون منشورات على المشاركين في المسيرة ومِن بينهم توتو وباسكال لامي تصف منظمة التجارة العالمية بأنها "أداة الإمبريالية العالمية للهيمنة على ثروات العالم".

ولأن المدينة القديمة لجنيف تقع على مُرتفع وكنيستها في أعلاه، فقد وصل توتو، البالغ مِن العمر 77 عاماً، متعبا إلى الكنيسة. لكن ما إن ظهر حتى وقف المدعوون الثمانمئة يصفقون للحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 1984، لمدة زادت عن ثلاث دقائق.

لقد طغت المشاعر الإنسانية، والعدل، والمساواة بين جميع البشر، على كلمة توتو الذي شجب بكل قوة كافة أشكال التمييز العنصري.

غير أن توتو، الذي سبق أن منعته إسـرائيل مِن دخـول الضفة الغربية للتحقيق في مجازر جنين على رأس مهمة كلفتها به هيئة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (مجلس حقوق الإنسان حالياً)، خاطب الحضور قائلاً "أنا لا أتكلم سياسة، أنا أتكلم عن الإنسانية المهدورة... هناك عـذابات في كل مكان مِن العالم. انظـروا ماذا يحـدث في الشـرق الأوسط، وفي أفغانستان... انظـروا إلى أفريقيا حيث الجوع، والإيـدز، والملاريـا، وأمراض أخـرى تحصـد البشر... هذه جرائم قتل... لا يُمكن للإنسانية أن تعيش بسلام دون أن توقف هذه المآسي".