مدينة العشرة الاف عام بدون شبكة للصرف الصحي
نشر بتاريخ: 10/06/2009 ( آخر تحديث: 10/06/2009 الساعة: 19:40 )
أريحا- معا- يتذكر الريحاويون عند أحاديثهم عن احتفالية الألفية العاشرة لاكتشاف مدينتهم كأقدم مدينة في التاريخ، الأضرار والافرازات البيئية السلبية الناجمة عن عدم توفر شبكة للمجاري والصرف الصحي، فالمدينة الزراعية منذ فجر التاريخ، اغفل مسؤولوها أهمية توفر شبكة للمجاري والصرف الصحي فيها، لاسيما وأنها مدينة تقع في نطاق الحوض المائي الشرقي لفلسطين وان تسرب المياه العادمة إليها- لا قدر الله- من شأنه أن يلوث مياه الآبار الارتوازية وعيون المياه الطبيعية الواقعة في نطاقها السكاني والتي لها قيمة كبيرة على الصعيدين السياحي والزراعي، ما يتطلب الحرص بعدم المس بها أو تلويثها وتوفير الحماية لأحواضها المائية التخزينية الإستراتجية.
أن توفير شبكة للصرف الصحي والمياه العادمة كانت الشغل الشاغل لرؤساء بلدية أريحا على مدار عقد ونصف العقد من الزمن، والذين بذلوا جهودا واتصالات كبيرة مع الدول المانحة لتمويل ودعم تنفيذ مشروع شبكة للمجاري ومياه الصرف الصحي مستندين في ذلك على الحاجة والأهمية الإستراتيجية لهذا مشروع ومن دور البلدية كجهة اختصاص في توفر هذه الخدمة في نطاق صلاحياتها.
المحامي حسن صالح رئيس بلدية اريحا أكد في تصريح لـ "معا أن المشروع هو في اولويات البلدية والتي تواصل اتصالاتها مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا" لتوفير الدعم الضروري لتنفيذه، بحيث لايختلف اثنان في المدينة على أهمية البيئية الصحية، وأنه من المضحك الحديث عن العام 2009 وهناك مدينة قديمة وعريقة كأريحا لا تتوفر بها شبكة للمجاري ومياه الصرف الصحي، بحيث ساهم الاحتلال في حرمان المدينة ومدن أخرى في فلسطين من الخدمات الأساسية والعصرية، مشيرا إلى أن تنفيذ المشروع يحتاج لقرار سياسي من الحكومة اليابانية لصرف الموازنة المخصصة للمشروع.
وأضاف أن هناك وفدا يابانيا سيصل في غضون أسابيع لوضع اللمسات النهائية والتصور العملي لتشغيل المشروع حال تنتفيذه.
وشدد صالح على أن المدينة بحاجة للمشروع في هذا الوقت أكثر من الأوقات الأخرى انطلاقا من استعدادها للاحتفال بالألفية العاشرة لاكتشافها كأقدم مدينة في العالم، ولتزايد أعداد السياح والزوار والذين يصل عددهم سنويا للملايين، وان رؤية البلدية ليست ببعيدة عن الرؤيا الإستراتجية لقضية المياه في فلسطين وتندرج في إطار مساعي البلدية لتنمية مصادر المياه والحفاظ عليها بهدف توسيع الرقعة الزراعية وتوفير احتياجات السكان والسياح المتزايدة للمياه الصالحة للاستعمال.
ومن هذا المنطلق يضيف صالح أن البلدية تسعى لإعادة تنظيم مياه نبع عين السلطان والاستفادة من مياه الأودية الجارية واستعادة الحقوق المائية الفلسطينية في نهر الأردن أو توظيف المياه التي سيتم الحصول عليها من مشروع معالجة مياه الصرف الصحي حال تنفيذ المشروع، مؤكدا أن البلدية تسعى لتجنيب حوض نبع عين السلطان تاثيرات التلوث بحيث أثبتت التحاليل المخبرية نقاءه ونظافتة كونها مياه طبيعية، لكن ذلك لا يقلل من خطورة الحفر الامتصاصية القريبة من حوض النبع وتاثيرات ذلك بيئيا على المياه، موضحا أن شبكة مياه الشرب والأخرى المخصصة للري صالحة وسليمة وتقوم البلدية بعملية فحص دوري لها
الدكتور ارب عناني مدير مديرية صحة أريحا حذر من خطورة الحفر الامتصاصية خاصة المكشوفة منها وتأثيراتها الضارة على الخزان المائي في حال تسربها في باطن الأرض، إلى جانب أن عمليات نضح ونقل المياه العادمة المتسربة خلال عمليات نقلها بالصهاريج ستؤدي إلى توالد الحشرات والجراثيم والأوبئة الضارة بسبب نقلها عن طريق الذباب، ما يتطلب تنفيذ مشروع للصرف الصحي في المدينة، كون المشروع حيوي واستراتجي على المستويين البيئي والصحي، منوها للجهود التي تبذلها مديرية صحة أريحا للتقليل من الأمراض خاصة الجلية والتي سببها المجاري والحفر المكشوفة والمستنقعات المائية الراكدة، مشيرا إلى أن مديرية الصحة تدعم كافة الجهود الهادفة لتنفيذ المشروع.
من جانبه حذر المهندس إبراهيم قطيشات مدير زراعة أريحا من خطورة الحفر الامتصاصية على خزان المياه لا سيما حوض مياه نبع عين السلطان والذي تتهدده الحفر الامتصاصية من الجهة العلوية الغربية، داعيا إلى الإسراع بتنفيذ المشروع من اجل الاستفادة من المياه المعالجة في تخضير المدينة والتوسع في زراعة النخيل، مؤكدا على توفر الخبرة اللازمة محليا لإدارة المشروع.
المواطنون والذين يدفعون ثمنا باهظا لعدم توفر شبكة للصرف الصحي رحبوا بأية خطوة من شأنها أن تحول التمني إلى تنفيذ واقعي للمشروع.
المواطن يوسف الشرباتي صاحب بقالة قال إن تنفيذ المشروع أمنية كل سكان المدينة ولم يخفي استعدادة لدفع الرسوم والضرائب المخصصة على المواطنين وأصحاب المحال للبلدية عند تنفيذ المشروع.
أما المواطن نضال حجازي صاحب صالون حلاقة فقال كلنا في المدينة معنيون بتنفيذ المشروع نظرا لاهميته البيئية والصحية والجمالية وان الجميع مستعد لدفع الرسوم والضرائب التي ستفرضها البلدية أسوة بباقي المدن.
من جهته رحب نبيل العيساوي صاحب مطعم بأية خطوة فعلية لان ذلك كما يرى سيخفف من الآثار السلبية لكب المياه الأسنة في شوارع المدينة والتي تلحق الضرر بالمواطنين والسياح مع الاستعداد لدفع الرسوم والضرائب والتي أكد على أنها يجب أن تكون منطقية وواقعية.