قوة نساء الميدان يوم الانتخابات في الميزان..أصواتهن هدف المرشحين والمرشحات
نشر بتاريخ: 22/01/2006 ( آخر تحديث: 22/01/2006 الساعة: 16:28 )
غزة - معا- الحلقة الواسعة تضيق يوماً بعد يوم ويكاد كل فصيل يحصر أنصاره ومؤيدوه من الرجال والنساء على حد سواء، فالقوة التي يحشدها كافة المرشحون لضمان فوزهم ستؤتي أكلها بعيد أيام قليلة، وسيكون الجميع أمام الحقيقة وجهاً لوجه..
النساء خلف أبواب المنازل من بينهن من اهتمت وتحدثت بالسياسة والاجتماع والاقتصاد في البلد المنهك من الاحتلال ومنهن من اهتمت فقط بمن سينتخب الزوج ومنهن من لم تبال بالموضوع برمته، ومنهن من لم تعرف أنها القوة الانتخابية الأولى في الانتخابات التشريعية الفلسطينية لعام 2006 أي بعد دخول القرن الحادي والعشرين بستة أعوام.
أما هن شقائق الرجال فقد أصبحن تحت الضوء فجأة، وغدا هناك من ينادي بإعطاء المرأة حقوقها كاملة دون نقصان في حين لم يلتفت إليها سابقاً، وفي مستوى أخطر من ذلك فقد جاهدت الكثيرات ليحصلن على مواقع لهن تحت قبة البرلمان وجاء آخرون ليضمنوا قوائمهم أسماء لم تكن معروفة ونساء طرحن أنفسهن كمستقلات، في حين راهن البعض على زوجات الشهداء وأمهاتم والأسيرات المحررات وطالب كافة النساء بالتصويت له.
القوة الانتخابية من النساء واللواتي يشكلن قرابة 49% من الشعب الفلسطيني تساهم بعضهن في التحضير للحملات الانتخابية من تنسيق الجهود وتوحيد الصفوف وتحضير كلمات المرشحين والمرشحات والوقوف وراء الميكروفون وبث العاطفة والتكبير والأناشيد في صفوف النساء المتراصة لحضور المهرجانات الانتخابية.
المرشحة المستقلة زينب الغنيمي تتبع منذ أن فكرت باختراق صفوف البرلمان فكرة التنقل بين الورشات النسوية لمناقشة المواضيع الخاصة بالنساء مثل الزواج المبكر، تعدد الزوجات، الأوضاع في مدينة غزة كالتعليم والصحة والاقتصاد والبطالة والفقر كونها المرشحة المستقلة الوحيدة عن دائرة غزة من بين 49 مرشحاً يتنافسون على ثمانية مقاعد.
أما الحضور النسوي في المهرجانات الجماهيرية فيكاد يكون لافتاً كون الحركات الكبرى كحماس وفتح تتبع هذا الأسلوب الدعائي الوجاهي كأحد أبرز أساليب الحملات الانتخابية والتي يلتقي خلالها المرشحون بالناخبين وجهاً لوجه يطرحون عليهم برامجهم الانتخابية بمرافقة الفقرات الموسيقية والاناشيد الحماسية والتهاليل والتكبيرات والفقرات المقتبسة من بعض الشهداء القادة والأسرى البارزين.
ومن بين الاساليب الدعائية حملة البيانات وحملة من بيت لبيت والتي جندت القوائم الأحد عشر المتنافسة فيها جيوشاً من البنات والنساء يتنقلن بحرية بين المنازل لنشر البرامج الانتخابية وحشد الأصوات لصالح تلك القوائم أو لمرشحين مستقلين، عدا عن الندوات التي تشهد حضوراً لافتاً لربات البيوت واللواتي يصببن جام غضبهن على المجلس التشريعي القديم ويطرحن تساؤلات قوية حول ما يمكن تحقيقه من شعارات وبرامج المرشحين ويوجهن الأسئلة المباشرة للمرشح ماذا سيفعل في تفشي ظاهرة التسرب من المدارس ونقص الراعاية الصحية واكتظاظ الفصول الدراسية وسوء البنى التحتية وخاصة في فصل الشتاء الذي نشطت به الحملة الانتخابية.
وتلاحق النساء في المنازل بالإفيشات الإعلامية والفواصل الإعلانية والمناظرات بين المرشحين والتقارير الإخبارية المنجزة حول البرامج والمرشحين، بالإضافة إلى الملصقات والبوسترات والصور الملونة والشعارات التي ملأت الجدران والمبادرات الإعلامية والجماهيرية كإجراء ماراثون بين المحافظات او سباق على الدراجات الهوائية عدا عن تنقل سيارات الميكروباص بين الشوارع والأزقة والأحياء للطلب المباشر من المواطنين التصويت لصالح قائمة محددة أو مرشح معين.
وتشارك زوجات المرشحين بالحملة الدعائية لأزواجهم سواء بالقوائم أو بالدوائر أو المستقلين ويسعين في إنجاح أي ندوة يقابل فيها الأزواج نساء الحي او القرية وخاصة القرى المهمشة والمناطق النائية التي لم تصلها قبلاً أصوات المدن.
ولعل المرشحة عن حركة فتح لدائرة المحافظة الوسطى والنائبة السابقة في المجلس التشريعي جميلة صيدم تمتلئ أيامها العشرين الماضية بجدول اللقاءات والندوات والمهرجانات الفتحاوية إلى جانب المرشحين الفتحاويين عن الدائرة في حين لا تبدو فواصل فارقة بين الدعاية الانتخابية النسوية وتلك الخاصة بالرجال.
وفي حركة حماس تبدو النساء لأول مرة جالسات بجانب الرجل ولم ترشح إحداهن للدوائر في حين ضمت الحركة اثنتي عشرة سيدة في قائمتها، وتتقدم الأكاديمية الإسلامية الأستاذة جميلة الشنطي في الصفوف الاولى الثلاث بعد رئيس القائمة اسماعيل هنية ومحمد أبو طير، ولعل هذا المكان يطرح عليها المزيد من التساؤلات من قبل النساء المشاركات في المهرجانات وفي الندوات عما ستقدمه لهن في حال فازت بالانتخابات التشريعية وانتقلت من السلك الأكاديمي إلى السلك التشريعي.