قصر الحمراء يتوهج في قلب القدس
نشر بتاريخ: 10/06/2009 ( آخر تحديث: 10/06/2009 الساعة: 15:03 )
القدس- معا- اطلّ قصر الحمراء في قلب شارع صلاح الدين بالقدس اطلالة بهية مشرقة على مبان علم وتربية عريقة- المدرسة المأمونية ومبان محاكم تعوزها العدالة- بعد غياب طال 20 عاما متواصلة.
وبدا القصر الجميل قلعة شامخة حافظت على طرازها المعماري التراثي القديم الاصيل وان ظهرت بحلة بديعة وتحفة معمارية رائعة تعبق فيها روائح القدس الزمان والمكان.
ويشتمل القصر على قاعتين رئيسية واخرى صغيرة. اعدت الكبيرة لعقد وتنظيم المهرجانات الاحتفالية الكبيرة من اعراس ومؤتمرات حاشدة واجتماعات جماهيرية وتتسع القاعة لنحو 600 شخص بضمنها البلاكين والشرفات الخمس – اثنتان عن يمين واثنتان عن شمال وواحدة في المنتصف، المصممة في غاية الروعة والجمال التي تشرف على القاعة الرئيسبة القابلة للتغير والتحول حسب طبيعة النشاط الاجتماعي او الفني المزمع تنظيمه فيها، وهي مزودة باحدث أنظمة الاضاءة والصوت والكشافات مع مسرح متطور متحرك ومتغير الابعاد حسب الضرورة.
ويمكن للقاعة الكبيرة ان تستوعب عروض ازياء وتصاميم الموضة الحديثة عن طريق عمل جسر عرض في الوسط اضافة الى حلقات الدبكة والرقص الشعبي وكافة الفنون الحضارية.
كما تزهو القاعة بمؤثرات ضوئية وصوتية ساحرة تلقي الوانها الرائعة ظلالا من الراحة النفسية على المشاهدين الجالسين المتمعتين على مقاعد وثيرة ومريحة.
وما يميز هذه القاعة الكبرى امكانية الفصل بين الجنسين اذا اقتضت الضرورة في حالة الافراح والاعراس.
ولم ينس منذو المشروع توفير تقنية البث الحي التلفزيوني المباشر مع الترجمة الفورية لجميع انحاء العالم. فالقدس تذهب اليكم ان لم تأتوا اليها..!
المقدسيون هم الهدف..!
واوضح عامر جابر نائب المدير العام لقصر الحمراء ان هدف مشروع اعادة احياء وترميم قصر الحمرا الذي كان عبارة عن سينما اغلقت ابوابها ابان الانتفاضة الاولى يتمثل في خدمة ابناء القدس التي تنام في ساعات المساء الاولى وتتحول المدينة الى مدينة اشباح خالية من الحياة والحركة التجارية والسياحية.
وصممت القاعة الصغيرة على احدث طراز عصري وتتسع لنشاطات تضم ما بين 20- 120 شخصا – حسب الحاجة- لاستيعاب المؤتمرات والاجتماعات الخاصة الصغيرة وزودت بنظام الشاشات التلفزيوية الحديثة والبروجكترات وانظمة الصوت والصورة الفخمة جدا. ويمكن استخدامها لعقد ورش عمل ومؤتمرات ولقاءات صحفية والتمتع بمميزاتها ووسائلها من كمبيوترات محمولة وخدمات انترنت وغير ذلك. وهي في الطابق الاوسط. وتنتشر في جدرانها وفي اماكن مخفية سماعات وميكروفونات تتميز بنقاء وصفاء الصوت ووضوحه التام . وللتسهيل على المواطنين الكرام والزبائن صممت مصاعد حديثة جدا بعضها لنقل الزبائن والاخر للخدمات العامة. وخصصت مكاتب ذات تصميم راق للموظفين تطل على الشارع العام وغرفة للعروسين ومرافق حيوية اخرى لتقديم افضل الخدمات للزبائن. كما يجري التفكير لاستغلال مساحة شرفة على السطح كمكان لعقد الامسيات الفنية الصغيرة.
قصر الحمرا.. لا مثيل..!
يؤكد طارق طوطح مدير التسويق في قصر الحمراء ، ان القصر لا يوجد مثيل له من حيث طريقة التصميم الجذابة والرائعة وتمتعه باحدث الوسائل التكنولوجية – التقنية- العصرية في المنطقة الا ربما في مكان واحد ليس غير..!
واشار طوطح ان القصر يرحب بجميع النشاطات الاجتماعية والفنية من مناسبات واعراس واجتماعات وحفلات تخريج ومؤتمرات كبيرة وصغيرة وورش عمل و.. الخ
ورغم ان القصر لم يكتمل تماما بعد الا ان حفلة عرس قد اقيمت فيه مؤخرا وكذلك مهرجان جماهيري حاشد بمناسبة مرور 50 سنة على انطلاقة اتحاد الجمعيات الخيرية في القدس.
وحسب جابر فان انطباعات المشاركين في هذين الحدثين كانت ممتازة. واثنى جابر على شركة باديكو التي تولي الاستثمار في القدس اهمية خاصة، مشيرا الى ان المشروع من الممكن ان يستوعب قرابة ال 60 موظفا كما انه قدم فرص عمل لعشرات الايدي العاملة الى جانب التفكير في استحداث نشاطات ومرافق حيوية في القصر تساهم في تحريك دورة انتعاش تجارية مستمرة – مواد غذائية وتموينية- وتنشيط السياحة الداخلية والخارجية من خلال ترتيب غداء سياحي في ساعات الظهيرة يوميا بين الساعة الثانية عشرة والثالثة من بعد الظهر مع تقديم فقرات فنية فولكورية خفيفة وقراءات شعرية الى جانب مطعم وكوفي شوب يطل على الشارع يتسع ل 45-50 شخصا تحيط به شجيرات وورود جميلة لاحتساء المشروبات الساخنة والباردة وتناول قطع الحلوى والافطارات والاطعمة الشهية حتى ساعة متأخرة من الليل.
واضاف جابر لا بد من الانحناء ورفع القبعة لصاحب الحلم والفكرة المهندس منير قرط ولطاقم المهندسين والمنفذين للمشروع في مقدتهم سيمون كوبا المهندس والمخطط الرئيس والمقاول الرئيسي كمال عبيدات الذين رمموا بناء قديما بطريقة بديعة حافظت على اصالته القديمة ولكنها اضفت في نفس الوقت لمسات عصرية عبقرية عليه نفتخر بها جميعا في القدس العظيمة.
حلم.. وحقيقة مجسدة..!
ولا يكتمل الحديث عن قصر الحمرا دون التطرق بايجاز الى الحلم الذي راود المهندس منير قرط صاحب الفكرة الذي عمل الكثير بدء باقناع اصحاب العمارة المهجورة والبحث عن مستثمرين في القدس على وجه الخصوص. لتنطلق الفكرة صوب التجسيد على ارض الواقع من خلال تعاون شركة القدس السياحية- JIT- وشركة باديكو – فلسطين للتنمية والاستثمار التي مولت المشروع الذي بلغت تكاليفه عشرة ملايين شيقل.
وفي الخلفية يوجد موقف للسيارات يتسع ل 50 سيارة ومدخل فخم تحتضنه واجهة امامية جميلة ومخارج طوارئ تنتشر في جدران المبنى الفسيح.
عامود نور اخر، ينير سماء القدس ويحنو على وجعها العربي ويتعملق في احشائها كالتنين ..! من يغرس العامود القادم في قلب القدس الحزين..!.