خلال ورشة بيئة: الدعوة لاتخاذ تدابير عاجلة لمكافحة التغير المناخ
نشر بتاريخ: 13/06/2009 ( آخر تحديث: 13/06/2009 الساعة: 11:19 )
جنين - معا - دعا خبراء ومتخصصون في البيئة لاتخاذ خطوات عملية وعاجلة لمكافحة ظاهرة التغير المناخي، وحثوا على تفعيل الدراسات والبحوث ذات الصلة بهذا التغير.
وقال الخبراء والناشطون خلال ندوة مجلة "آفاق البيئة والتنمية" الشهرية، التي يصدرها مركز العمل التنموي"معاً" إن الوقت حان لتبديل سياسة اللا مبالة التي تسيطر على سلوك الأفراد والجماعات في الأراضي الفلسطينية، التي تنظر إلى التغير المناخي باستهتار، ولا تضعه في سلم أولوياتها.
وأجمع المتحدثون المشاركون في الندوة التي جمعت بين غزة ورام الله عبر الاتصال المرئي"الفيديو كونفرنس" على أن الحاجة ملحة للبدء بخطوات تنفيذية في مجالات التربية والتعليم والإعلام والبحث العلمي، لغرض التعامل مع ظاهرة التغير المناخي، وطالبوا بقوانين وتشريعات تردع المتسببين بتدمير الأراضي الزراعية وتلويث البيئة وتغير عناصرها.
وتناول أستاذ الأحياء في الجامعة الإسلامية بغزة د. عبد الفتاح عبد ربه التغير المناخي بشكل عام، من حيث مسبباته ونتائجه ومدى مساهمة الإنسان في صناعته. وأضاف: عن الولايات المتحدة لوحدها تنتج ربع غازات ثاني أكسيد الكربون، فيما الدول النامية الأكثر عرضه لهذا التغير والأقل قدرة على المواجهة.
فيما أستعرض الباحث ومسؤول تحرير مجلة"آفاق البيئة والتنمية"، جورج كرزم آثار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للبيئة والموارد الطبيعية في فلسطين التاريخية على تغير المناخ. وقال استنادا لأبحاث ودراسات لخبراء من الدولة العبرية في البيئة: إن الصناعات العسكرية للاحتلال و نشاطاته الحربية ومناوراته أنتجت وتنتج عشرات ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون، كما وتوقع خبراء أن ترتفع درجات الحرارة في فلسطين العام 2020 بمقدار درجة ونصف مئوية، وأستعرض د. زياد أبو هين رئيس مركز علوم الأرض في جامعة الأزهر آثار الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، وتأثيراتها البيئة والمناخية.
واستند أبو هين على تقارير لم تنشر بعد لخبراء أجانب زاروا غزة بعد العدوان، وأكدت أبحاثهم أن دولة الاحتلال استخدمت أسلحة محرمة دولية وخطيرة جداً كحال الفسفور الأبيض والقنابل ضد التحصينات، والأسلحة الحرارة الضغطية والقنابل التي تدخل إلى الخلايا البشرية.
فيما استعرض المهندس سعد داغر، من منظمة"الفاو" التداخل بين العولمة والتغيرات المناخية، عبر التركيز على نموذج شبكة مطاعم مشهورة للوجبات السريعة، التي تستهلك كميات كبيرة من اللحم البقري، وهذا يتطلب نحر قطعان هائلة من الأبقار، ما يؤدي إلى انبعاث غاز الميثان الذي يعد أكبر مساهم في الاحتباس الحراري، إذ تنتج البقرة يومياً بين 100 و150 لتر من الميثان. كما أن الأبقار تحتاج إلى المراعي، وهذا يأتي في دول كثيرة على حساب الغابات الطبيعية.
وتطرق داغر إلى شركة أخرى تعد أكبر منتج في العالم للبذور المعدلة وراثياً وقال: إن دولة مثل الهند كانت تملك قرابة الألف سلالة محلية من الأرز، صارت اليوم تملك أقل من عشرة أصناف. ويرافق استخدام البذور المُعدلة وراثياً إسراف في استخدام الكيماويات السامة.
وقدم الكاتب والصحافي عبد الباسط خلف تجربته الشخصية في مجال تغير المناخ في فلسطين، واستعرض الانقلاب الهائل الذي حدث في عناصر البيئة خلال فترة قصيرة وثقها في يومياته المكتوبة، إذ تم تدمير الأراضي الزراعية بالأسمنت، كما جفت ينابيع المياه، وانقرضت عدة أصناف من النباتات كالبطيخ، وتراجعت مظاهر التنوع الحيواني، وقلت نسبة الهطولات المطرية.
وذكر خلف التغير في أنماط المواصلات وتنامي الطلب على استهلك الوقود الأحفوري، وانتشار مقالع الحجارة التي تلوث البيئة، عدا عن ممارسات الإنسان العدوانية كثقافة حرق البلاستيك، والرعي الجائر، وصناعة الفحم، واستخدام الكيماويات.
وشارك في الورشة البيئة المتخصصة، التي استضافتها مؤسسة التعاون برام الله وغزة أمس، ممثلون وخبراء عن مركز العمل التنموي"معًا"، وسلطة المياه، ووزارة التربية والتعليم العالي، ومركز الباشا للدراسات والأبحاث العلمية، ومركز أبحاث التنوع الحيوي والبيئة، ومجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين، والوكالة الألمانية للتنمية، وسلطة جودة البيئة، ووزارات: الصحة والزراعة والإعلام، ومنظمة "الفاو" ، ومؤسسة "هينريش بل" الألمانية، وبلدية غزة، عدا عن المزارع نبيل الشاويش الذي ينتج الطاقة من الرياح ويستخدم أنماط الزراعة العضوية في أعالي جبال مدينة البيرة