الأحد: 13/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

" من وحي الملاعب""احتراف مبطن" *يكتبها : محمد عراقي

نشر بتاريخ: 15/06/2009 ( آخر تحديث: 15/06/2009 الساعة: 17:47 )
طولكرم - معا - لا شك أن الجميع سعيد بحالة الحراك الرياضي الحاصلة حاليا بفعل انتظام المسابقات الاتحادية الكروية الرسمية لجميع الدرجات واعادة تصنيف الأندية المتضخمة في أعدادها وهو ما عانينا منه في السنوات الماضية مما جعل كرتنا الفلسطينية تتراجع خطوات كبيرة للخلف وأصبح الجميع ينتظر بطولة الدوري أو الكأس لمشاهدة التنافس الشريف والشديد بين الأندية المحلية وعادت الجماهير لتعمر الملاعب من جديد.
لكن الظاهرة الملفتة والمقلقة في آن واحد هي الحرب المستعرة الجارية حاليا بين الأندية على استقطاب اللاعبين وتعزيز الصفوف فما يحصل حاليا لا يمكن تسميته الا " احتراف مبطن" أو بالأحرى استغلال لموارد الأندية المادية وطاقاتها فاللاعبين أصبحوا السلعة الوحيدة الرابحة ومعظمهم يغالون في مطالبهم المادية وكأننا في دوري للمحترفين في أحد الدول العربية المستقرة سياسيا واقتصاديا فهل نسي الجميع اننا ما زلنا تحت الاحتلال ومواردنا الاقتصادية محدودة وحال الأندية صعب جدا لكن الواقع الجديد وهو بالمناسبة مرحب به جدا لأنه يخلق واقع رياضي حيوي ونشط فيه ديمومة لعجلة البطولات الكروية كما هو متبع في جميع دول العالم فرض الوضع الحاصل حاليا .
فمعظم الأندية أصبحت تعاني ماديا بسبب طلبات اللاعبين المبالغ فيها حتى أصبح هناك حالة من التمرد مما اضطر الأندية لتدفع أكثر من طاقتها لحل مشاكلها , طبعا كلنا متفقون على ضرورة العمل الجاد والحثيث من ادارات الأندية لتوفير الأموال للصرف على فرقها ونشاطاتها لكن هناك مخارج وحلول لهذه الأزمة التي أصبحت تؤرق العديد من الأندية منها أن يضع اتحاد الكرة سقف أعلى للرواتب للاعبين المصنفين وخاصة في الدرجات العليا من السلم الكروي فمثلا الحد الأدنى لمقدم العقد يكون كذا والأعلى كذا والحد الأدنى من الراتب الشهري يكون كذا والأعلى كذا مع مراعاة الوضع المادي الصعب للأندية لأنه ليس هناك لاعبين سوبر على مستوى عال الا من رحم ربي ويجب أن لا تترك الأمور لتصل للأسعار والأرقام الفلكية التي تدفع حاليا وكأننا في مزاد وكأن اللاعب يلعب في الدوري الاردني أو المصري أو السوري.
ثم هناك نقطة غاية في الأهمية يجب على الاتحاد أن يشجع الأندية على الاهتمام بالفئات العمرية المختلفة من خلال اقامة دوري ومسابقات منتظمة لها على غرار الفرق المصنفة والصرف عليها ووضع المكافآت بل وتعدي ذلك ووضع شروط في المسابقات الرسمية وهي أن يشرك كل ناد مثلا خمسة لاعبين من أبناءه أو ناشئيه في كل مباراة رسمية لنضمن اهتمام النادي بأبناءه وليس اهمالهم واقدامه على الشراء فقط لأنه لا يملك قاعدة جيدة من الناشئين .
هذه أفكار نتمنى من المسؤولين مناقشتها والاهتمام بها لأن هدفها هو التأسيس لكرة فلسطينية محترمة على طريق التقدم وفي النهاية يجب الاقدام على بعض الخطوات لأن ترك الأمور كما هي حاليا ستفسد علاقة اللاعب بالنادي فعنصر الانتماء أصبح يضيع شيئا فشيئا ويندثر وأصبحت لغة المصالح و المادة هي اللغة السائدة .