رسالة من أبو مازن الى نتنياهو
نشر بتاريخ: 15/06/2009 ( آخر تحديث: 15/06/2009 الساعة: 23:55 )
بيت لحم- معا- في معرض ردود الفعل المتواترة على خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وما غصت به الصحف الاسرائيلية الصادرة هذا اليوم " الاثنين" من تحليلات وتعليقات مؤيدة ومعارضة ومتحفظة على "خطاب العرش" الذي القاه نتنياهو يوم امس "الاحد" اختار الكاتب الصحفي الاسرائيلي عكيفا الدار تخيُّل نص الرسالة التي قد يرسلها الرئيس ابو مازن لرئيس الوزراء الاسرائيلي ردا على خطابه هذا نصها:
سلام سيد نتنياهو:
انا اعترف بانني لم احبس انفاسي انتظارا لخطابك، سمعت بان رئيس وزرائكم الاول دافيد بن غوريون قد قال ليس مهما ما يقوله الغرباء المهم ما يفعله اليهود.
منذ ان وقفت في باحة البيت الابيض الى جانب رابين وياسر عرفات والرئيس بيل كلينتون قبل 15 عاما تناوب خلالها على رأس حكومتك ثمانية رؤساء جميعهم بما فيهم انت سيدي خلال ولايتك الاولى، مدوا ايدهم للسلام والامن والافق الجديد، ماذا بقي من الكلمات الافتتاحية التي قيلت خلال احتفالية توقيع اتفاقية اسلو "ب" وواي بلانتيشن؟ ماذا تغير منذ ظهرتم وكأنكم تبنيتم خارطة الطريق؟ ماذا حصلنا من اعلان انابوليس؟.
من يعرف مثلك ماذا حصل منذ توقيعنا اتفاقية اوسلو الذي تنازلنا فيه بشكل كامل عن حلم فلسطين الكاملة لصالح دولة فلسطينية تقام على 22% من الارض؟.
وحتى أكون اكثر دقة فان معطيات الاحصاء المركزي التابع لكم تشير الى تضاعف اعداد المستوطنين في الضفة من 100 الف الى 300 الف، واضيف الى الاحياء "اليهودية" في القدس الشرقية 80 الفا ليصل عددهم حاليا الى 200 الف تقريبا، بما في ذلك الزيادة "الطبيعية" ولولا هذا لكنا منذ فترة غالبية بين النهر والبحر.
بجدية، لو كنت فلسطينيا وتحولت ارض ابائك الى بؤر استيطانية انتم تقولون عنها بانها غير مرخصة، هل كنت ستدعم شخصا مثلي يعارض علنا الانتفاضة والقى بحمله كله على عاتق المفاوضات معكم؟ انت تحب ان تتحدث عن "الارهاب" مقابل "اقتصاد السلام" ماذا فعلت حتى تبينوا للفلسطينيين بان الارهاب وصواريخ القسام غير مجدية؟ كم حاجزا أزلتم منذ ان نزع رجالنا سلاح حماس في الضفة الغربية؟ كم تصريح عمل اضفتم للمساكين الذين يعيشون على الاحسان؟ وحتى الحصار على غزة لا يساعد معسكر الاعتدال الفلسطيني.
انا اقدر جدا التزامك بخارطة الطريق، المكتوب في عنوانها "بانها تستند الى حل دائم للصراع على اساس دولتيين" ربما التزامك هذا سيساعدنا على انتزاع التزام مماثل من حماس لانهم مضغوطون جدا منذ خطاب اوباما والان اعلنوا دعهمهم لفكرة دولة في حدود 67. وحين نطلب منهم القول "الى جانب دولة اسرائيل" يسألوننا لماذا لا يعترف الاسرائيليون اولا بدولة فلسطينية في حدود 67، اذا لم نتقدم في نهاية الامر بهذا الاتجاه على اساس مبادرة السلام العربية" افضل هدية تلقيتموها منذ وعد بلفور" فانه من المؤكد لنا جميعا بأن الضفة ستتحول الى حماسستان.
لهذا، انتهت الاقوال وجاء وقت العمل، ان تنفيذ بنود خارطة الطريق قائم على اساس التبادلية، في المرحلة الاولى والتي كانت ستنتهي ويا للحزن! في ايار 2003 "كنا مطالبين بنشر اعلان يشدد على حق اسرائيل في الوجود بامن وسلام وتدعو الى وقف اعمال العنف والتحريض ضد الاسرائيليين" وهنا لا يوجد حتى كلمة واحدة عن الدولة اليهودية" اما انتم الاسرائيليون فمطلوب منكم في المرحلة الاولى اصدار اعلان واضح ولا يقبل الشك باعترافك بدولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة وصاحبة سيادة تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل بأمن وسلام اضافة الى الدعوة الى وقف العنف ضد الفلسطينيين".
في كل مناسبة فإننا نعود ونؤكد على التزامنا بكل كلمة وردت في خارطة الطريق ونبذل جهودا لتنفيذها ليأتي وزير خارجيتك ويدعي بان تصفية البنية التحتية للارهاب شرطا مسبقا لأية مفاوضات، وجدت من الصحيح أن اوضح بان خارطة الطريق تطالبنا نحن فقط وليس غيرنا البدء بعمليات متواصلة ومركزة وناجعة ضد المتورطين بالارهاب وتفكيك بناهم التحتية "للبدء وليس تصفية". اسأل ضباطك والجنرال دايتون، ماذا يقولون لكن عن عملياتنا ضد حماس في الضفه الغربية؟، وايضا اسأل ايهود باراك ماذا عمل لتنفيذ بند اخلاء البؤر الاستيطانية وتجميد الاستيطان، حتى شارون لم يجرؤ على ادخل خدعة "الزيادة الطبيعية" الى قائمة التحفظات على خارطة الطريق.
في النهاية، اسمح لي ان امنحك "بغيشيش" لطيف، اثناء زيارتي للبيت الابيض، قبل عدة ايام اكتشفت بان امرا جوهريا قد تغير في واشنطن "منذ ان حل اوباما مكان بوش، من المهم جدا ماذا يفعل الغرباء وليس ما يقول اليهود".
مع الاحترام / محمود عباس ابو مازن