كارتر: امريكا مسؤولة عن الدمار الذي لحق بالقطاع وعلى حماس وقف "العنف"
نشر بتاريخ: 16/06/2009 ( آخر تحديث: 16/06/2009 الساعة: 17:50 )
غزة- معا- وصل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر إلى قطاع غزة صباح اليوم الثلاثاء بعد أن طالب إسرائيل برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني والتوقف عن "معاملة الفلسطينيين وكأنهم متوحشون".
وأثناء تفقده المناطق التي دمرها العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، أعرب كارتر عن استنكاره للحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة، كما صرح بأنه يشعر أنه يتحمل جزءاً من المسؤولية عن ذلك الدمار "لأن القنابل التي كانت تدمر القطاع كانت تلقى من طائرات إف-16 الأمريكية الصنع".
ومن بين الأماكن التي زارها كارتر المدرسة الأمريكية التي دمرها العدوان الإسرائيلي بالكامل.
وقال كارتر أثناء تفقده للمناطق المدمرة: "إنني متأثر جدا، ولا بد أن أمسك دموعي حين أنظر إلى الدمار الذي أصاب شعبكم".
وأردف قائلا: "أتيت لزيارة المدرسة الأمريكية التي كان يتعلم فيها أولادكم. بلادي هي التي أقامت هذه المدرسة، وها أنا أشاهد أنه تم تدميرها عمدا بالقنابل التي ألقتها طائرات "إف- 16" التي هي من صنع بلادي. أشعر بتحمل جزء من المسؤولية ويجب على جميع الأمريكيين والإسرائيليين أن يشعروا بنفس الشعور".
ولم يغفل الرئيس الأسبق موضوع الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع التي تطلق تجاه البلدات الإسرائيلية حيث قال: "رؤية هذا الدمار ليست بالأمر الجيد، وكذلك رؤية الصواريخ التي تسقط على سديروت، يجب أن يتوقف كل هذا العنف".
ودعا كارتر في حفل استقبال اقامته له "الأونروا" حركة حماس لوضع حد للعنف واحترام الاتفاقات الموقعة والاعتراف بحق اسرائيل بالوجود ووقف إطلاق الصواريخ نحو المستوطنات الاسرائيلي.
كما دعا اسرائيل إلى فتح معابر القطاع وإدخال المواد الاساسية لاعادة اعمار غزة والمساهمة في انعاش الاقتصاد الفلسطيني والقبول بدول فلسطينية إلى جانب دولة اسرائيل.
وقال كارتر: "هذه شروطنا لحماس وانا قلتها لهم في لقائي الاسبوع الماضي بدمشق وسأقولها في لقاء الليلة، وخالد مشعل أكد لي شخصياً أن حماس تريد المساهمة في احلال السلام وبناء الدولة الفلسطينية".
وشدد كارتر على ضرورة وقف الاحتلال لانتهاكاته للاراضي الفلسطينية وتلك التي يرتكبها ضد أطفال غزة، مستذكراً معاناة الامهات الفلسطينيات اللواتي فقدن أبناءهن إما شهداء أو أسرى قائلا: "حتى اللحظة هناك 11 الف اسير فلسطيني في سجون اسرائيل بينهم 400 طفل".
وتابع: "لقد تحدث أوباما عن رؤية إدارته لحل الصراع وهو العمل على بناء دولتين وانا أؤكد على هذا الحل على اساس سلام دائم لهذه المنطقة بأسرها".
وشدد على ضرورة بناء دولة فلسطينية متعددة وديمقراطية وتجمع ما بين الشرق والغرب وان يتم تقاسم القدس بين الجميع أو كما قال بين اليهود والمسلمين والمسيحيين.
وقال انه يجب اجراء الانتخابات التشريعية للسلطة الفلسطينية في موعدها المحدد في الخامس والعشرين من يناير القادم، مشددا على ضرورة احترام نتائج الديمقراطية.
كما دعا كارتر الى انهاء الانقسام الفلسطيني والتوحد للبدء في طريق إعادة البناء وإنهاء المعاناة ونشر السلام قائلا: "ان ذلك يمر بالوحدة الفلسطينية الفلسطينية".
كما زار كارتر منطقة عزبة عبد ربه المدمرة بفعل الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة ومقر وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
ومن المقرر ان يلتقي في وقت لاحق من ظهر اليوم رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية وقد يسلمه الرسالة التي حملها من عائلة الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط.
وفي حديثه للصحفيين امام مبنى المدرسة الاميركية المدمر قال أنه يحمل رسالة من عائلة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وأنه سيلتقي قيادات من حماس في غزة كما التقى قيادات حماس في دمشق قبل أيام، وسيطلب منهم استلام هذه الرسالة.
كما أعرب عن أمله أن يصل الجميع لسلام عادل وشامل لإنهاء دوامة العنف وأن يتم وضع حد لمعاناة الفلسطينيين.
وأعرب كارتر عن حزنه إزاء الأحداث الدائرة بين حماس وفتح في غزة الضفة خلال الفترة القليلة الماضية وقال "أشعر بالأسى عندما نسمع أن الأخوة الفلسطينيين يتقاتلون ويعتقلون بعضهم البعض في قطاع غزة والضفة الغربية".
وفي تعليقه على الرسالة التي يحملها كارتر لشاليط قال القيادي في حماس محمود الزهار في حديث مع صوت اسرائيل باللغة العبرية، ان حماس تدرس امكانية نقل الرسالة الى الجندي شاليط.
واضاف الزهار انه اذا كانت اسرائيل معنية بطي ملف شاليط فيجب عليها اطلاق سراح الاسرى الذين تطالب حماس بالافراج عنهم، مؤكدا ان اسرائيل ليست معنية باتمام صفقة التبادل وانما باستيقاء معلومات حول مكان تواجد الجندي لتحريره في اطار عملية عسكرية.