الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

عزت حمزة :قمت بواجبي وتجربتي ناجحة ولم احارب اللاعب المحترف

نشر بتاريخ: 19/06/2009 ( آخر تحديث: 19/06/2009 الساعة: 21:02 )
بيت لحم - معا - نشرت صحيفة الدستور الاردنية في عددها الصادر امس اللقاء التالي مع المدير الفني السابق للمنتخب الوطني الفلسطيني " الكابتن عزت حمزة " تحدث فيه عن كثير من القضايا الهامة والمفصلية التي اثيرت في اوقات سابقة وخاصة قضية اللاعب المحترف ومشواره مع المنتخب الفلسطيني وعلاقته مع اتحاد كرة القدم وقد جاء في اللقاء :

لم يتوان الخبير الكروي الأردني المعروف والمحاضر الآسيوي عزت حمزة لحظة واحدة عن تولي مهمة الإشراف على تدريب المنتخب الفلسطيني لكرة القدم بعدما أنتدب من قبل سمو الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد الكرة لشغل هذه المهمة التي حملت في طياتها عمق العلاقات الأخوية التي تربط ما بين الإتحادين الأردني والفلسطيني والتي تجسدت معانيها العميقة في المواجهة الدولية التي جمعت المنتخبين على ثرى القدس في أول لقاء دولي يجمع المنتخبين في فلسطين.

حمزة الذي انتهى مشواره مع كرة القدم الفلسطينية قبل أيام التقته (الدستور) للحديث عن هذه التجربة المثيرة والتي تخللتها إعادة بناء المنتخب الفلسطيني من جديد فكانت هذا الحوار الساخن والمطول.

** كيف تقيم فترة عملك مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ؟.
ـ في الواقع جاء عملي بداية كإنتداب من سمو الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم لمساعدة شقيقه الاتحاد الفلسطيني في إعداد منتخب فلسطين المشارك في بطولة غرب أسيا خلال شهر حزيران (2008) ، ولم أتردد دقيقه واحدة في قبول هذه المهمة لأسباب عديدة برغم أن المنتخب الفلسطيني كان موضوعا في ثلاجة طوال سنتين أو أكثر ولا يوجد لاعبين جاهزين وظروف الإعداد السابقة كانت سيئة جداً. وباشرنا بإعداد منتخب وطني فلسطيني لمواجهة فرق قوية وكبيرة مثل إيران وقطر بمدة زمنية لم تتجاوز الـ (20) يوماً مع الإخوة في الكادر الفني الفلسطيني المعاون ، وحقيقة نجحنا بنسبة معينة في خلق الهيكل العام للمنتخب وبعد انتهاء هذه البطولة عرض علي اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم فكرة الاستمرار في العمل ، فوافقت دون تردد لأنني شعرت بأن هناك واجب يجب أن نقدمه اتجاه أهلنا في فلسطين ولأنني احترم هذا الرجل واقدره واعرف كم هو جاد في مشروع بناء كرة القدم الفلسطينية الحديثة ، وفعلا وضعنا خطة سنوية لبناء منتخب وطني فلسطيني وفق أسس حديثة خلال سنة وبحمد الله وبعد مضى سنة بالتمام والكمال أزعم بأنني وبمساعدة من جميع الإطراف الإدارية والفنية الفلسطينية قد أنجزنا المطلوب منا.

**ما هي الخطة أو الإستراتيجية التي إتبعتها خلال هذه السنة ؟.
ـ بصراحة عندما تجد أن مستوى أعمار اللاعبين يزيد على الـ (30) عاماً وجميعهم لا يلعبون كرة قدم منظمة ولا يتدربون بانتظام ويلعبون بطريقة تقليدية دفاعية بحتة وليست لديهم الرغبة أو الثقافة في الفوز والذي تضع أهدافا لتحقيقها ، وعليه تم تحديد الأهداف والأسس والية العمل على الجبهات الأربع الإدارية ، البدنية ، الفنية والنفسية.

ففي الجانب الإداري تم تنظيم أسس اختيار لاعب المنتخب وفقاً لأدائه في الملعب وليس وفق مبدأ المحاصصة الفئوية أو المناطقية وكذلك معنى الالتزام في التدريب والتجمعات والمعسكرات وكل الأمور الخاصة بالمنتخب وفي الجانب البدني لك أن تتصور بأن إحدى الاختبارات البدنية الرئيسية التي أجريت على لاعبي المنتخب أظهرت بأن هناك فقط إثنين من اللاعبين لائقين بدنيا أما الأن فإن المباريات الودية الأخيرة أثبتت بأن الفريق إستطاع الصمود أمام فرق أوروبية وكان أفضل منها في الشوط الثاني وسجل أهدافا فيها ، أي أن لياقة المباريات وحساسية المباراة قد عادت لجميع اللاعبين ، وفي الجانب الفني والتكتيكي إستطعنا بحمد الله أن نبني فكرا هجوميا ودفاعيا متوازنا وأغلقنا ملف طريقة (5 - 3 - 2) الدفاعية العقيمة ومسحنا من عقول اللاعبين الفكر الانهزامي الدفاعي والذي يركز على أن المنتخب يلعب للخسارة فقط وغرسنا فيهم النزعة الهجومية وفق طرق اللعب الحديثة ، إذ أصبحت لدى اللاعبين رؤية تكتيكية واضحة وواجبات هجومية ودفاعية منتظمة والتزاما تكتيكيا محترفاً ، أما في الجانب النفسي وهو الجانب الأصعب فقد واجهنا فكرة الجيل الجديد والجيل القديم والمحترف والمحلي وإبن نابلس وابن رام الله ومشاكل ومحسوبيات كبيرة ولكن في النهاية إستطعنا أن نخلق فريقاً او أسرة واحدة متحابة منسجمة منضبطة خارج الملعب مما انعكس عليهم داخل الملعب.

**يقال بأنك حاربت اللاعب الفلسطيني المحترف خارج فلسطين ؟.
ـ هذا الكلام غير صحيح وغير معقول ولك أن تتصور بأنه في إحدى المناسبات والتجمعات في سنوات سابقة لاستحقاق خاص بمنتخب فلسطين تم تجميع المنتخب في معسكر إعداد لمدة شهر ولعب مباريات ودية جيدة وفي ليلة المباراة الرسمية وأعتقد كانت أمام منتخب سنغافورة وصل اللاعبون المحترفون وشاركوا في المباراة في اليوم التالي بدون تدريب ولم يشارك سوى اثنين فقط ممن كانوا في المعسكر التدريبي وكانت النتيجة ليس فقط خسارة قاسية ومذلة بل تحطيم الروح المعنوية للاعبين المحليين واهتزاز ثقتهم بأنفسهم ، على العموم فكرة اللاعب المحترف تأتي من حاجتك له في التشكيلة أولا وقدرته على العطاء في الملعب ثانيا ورغبة في خدمة بلده ومنتخب وطنه ثالثا ، فهناك المئات من اللاعبين الفلسطينيين يلعبون في أنحاء العالم مثل البرازيل أو الأرجنتين وهم منتشرون في معظم الدول العربية والأوروبية ، البعض منهم رفض حتى مجرد الرد على مراسلات الاستدعاء والبعض وضع شروطا مثل انه يلعب بدون تدريب والآخر طلب مقابلا نقديا كبيرا والجزء الأهم منهم من كان جنديا وفيا مخلصا للنداء في الوقت والزمان والمكان الذي يرغبه المنتخب وأذكر هنا ثلاثة نماذج من هؤلاء اللاعبين المحترفين فهد العتال الذي لحق بالمنتخب الى نيبال وأحتجز في الهند في المطار وأصر على أن يلحق بالمنتخب واللاعب الفرنسي محمد شطريت الذي لحق بالمنتخب من فرنسا الى بلجيكا بدون اية شروط وعلى نفقته الخاصة واللاعب ماجد أبو سيدو الذي يصر على المشاركة برغم العوائق الكبيرة التي واجهته ، على العموم كان باب المنتخب مفتوحا أمام جميع الراغبين بالالتحاق به ومن فضل البقاء مع ناديه فهذا قراره ولا تستطيع أن تجبر لاعباً على الالتحاق بالمنتخب في تجمعاته التدريبية أو مبارياته الودية لأن مصلحته ومستقبله أهم وبالمقابل لا تستطيع أن تحرم اللاعب المنتمي وابن البلد الذي شارك معك طوال فترة الإعداد من شرف تمثيل وطنه وتكافئه على ذلك بمقاعد الاحتياط كما كانت الثقافة الكروية سائدة قبل تسلمي مسؤولية المنتخب.

**يلاحظ أن هناك وجوها كثيرة جديدة في المنتخب ووجوها أكثر غابت عن المنتخب الفلسطيني ما تعليقك على ذلك ؟.
ـ المنتخب الفلسطيني مر بمرحلتين من وجهة نظري الشخصية قبل انتخاب الاتحاد الفلسطيني الجديد برئاسة اللواء جبريل الرجوب وبعد أن بدأ الدوري المنتظم في عهد الاتحاد الجديد ، فقبل أن تنتظم الكرة الفلسطينية وتنطلق في مسارها الصحيح كان المنتخب عبارة عن رتب عسكرية ومناطق ومحسوبيات وتمثيل جغرافي ، أي لكل مدينة لاعب ولكل محافظة نسبة ، وإعتبارا من بداية الموسم الكروي الفلسطيني الذي بدأ في (21) آب من العام الماضي أصبح المنتخب الوطني الفلسطيني ناتج عن دوري منتظم يفرز لاعبين ويتم اختيار اللاعبين من هذا الدوري ، فمن أثبت قدرته على أن يكون لاعبا في المنتخب بقي في صفوفه ومن لم يستطع يغادر إلى أن يثبت عكس ذلك ، فيما عدا بعض اللاعبين المتواجدين في غزة الحبيبة وكلنا يعرف ظروف الأندية واللاعبين هناك فهم غير منتظمين في التدريب والمباريات وحالتهم البدنية والمعنوية صعبة والقدرة على الحكم على مستواهم الفني أصعب وكم كنت أتمنى أن يكون هناك استقرار رياضي في غزة لأنها مصنع مواهب ونجوم.
ومن المنطق أن يفرز الدوري وجوها جديدة ونجوما جددا وقد ساهم ذلك في تخفيض مستوى أعمار اللاعبين إلى اقل من (24) سنة واستبعاد نجوم كبار لإنخفاض مستواهم وازعم هنا بأنني استطعت أن أغير جلد ولون وشكل المنتخب الوطني وإعادة بنائه من جديد.

** ما رأيك في مسيرة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم منذ انتخابه حتى الآن ؟.
ـ من موقع المشاهد أو المتفرج فإن ما حققه اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد في اقل من 14 شهرا هو بكل المقاييس إعجازاً ولم يكن احد يتصور أن هذه المنجزات يمكن أن تتم في سنوات لقد إختصر الزمن وأعاد الحياة إلى جسد الرياضة الفلسطينية وبث الأمل في نفوس كل الرياضيين والمهتمين بالرياضة وتم بناء مؤسسات رياضية بعيدا عن الفهلوة.

قد تكون شهادتي مجروحة ولكن أن تبني مؤسسة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بعد ان كان دكانا صغيرا وان تنظم الدوري بأنواعه وأشكاله وتبني منتخبات وطنية وفق أسس علمية وتنظم ورشات للحكام والمدربين والإداريين وتستضيف فرقا كبيرة على أرض فلسطين وتبني منشآت رياضية وتتابع اللاعبين والادارين والمنتخبات وتقدم التسهيلات والدعم اللا محدود للجميع ، فهذا إنجاز فريد لا يمكن لمخلوق او كائن بشري أن يقوم به إلا شخص يمتلك إمكانات ومواهب وقدرات أبو رامي رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.
على العموم اسمح لي هنا ان اشكر ليس بإسمي فقط ولكن باسم كل محب لتطور الكرة الفلسطينية وتقدمها أسرة الاتحاد الفلسطيني جميعاً على ما يقدمونه من جهد كبير لنهضة وتطور الكرة الفلسطينية.

** ما رأيك في الدوري الفلسطيني ونجوم الدوري هناك ؟
ـ بعد نجاح الاتحاد الفلسطيني بتنظيم دوري تصنيفي لفرق المقدمة الـ (22) فإن الدوري الفلسطيني لهذه السنة سيكون ملتهبا وقويا بوجود فرق كبيرة مثل الامعري ووادي النيص وجبل المكبر وشباب الخليل وهلال القدس وشباب طولكرم ومؤسسة البيرة ، وما يميز الدوري الفلسطيني ويسهم في رفع المستوى الفني التنافس الكبير من خلال التدربيات بين أندية المدينة الواحدة والإقبال الجماهيري الكبير ووجود الراعي الرسمي لكل ناد تقريباً وأعتقد ان الدوري لموسم 2009( ـ )2010 سيشهد صراعا كبيرا في المقدمة وفي المؤخرة خاصة وان جميع الاندية تستعد من الان وتتعاقد مع اللاعبين الجدد وهناك الكثير من النجوم والمواهب الفذة في أندية الضفة والاميز هناك في الدفاع عبد اللطيف البهداري ومحمد عبد الجواد ونديم البرغوثي وعمار ابو سليسل وسامر حجازي وفي الوسط هناك حسام وادي واسماعيل العمور ومعالي كوارع وايمن الهندي ويحيى بدره ومراد اسماعيل ونجم وادي النيص خضر يوسف وفي الهجوم فان هناك الاميز احمد كشكش وسعيد السباخي وهداف الدوري احمد علان ، كما أن هناك وجوها شابة جديدة صغيرة في السن مثل احمد عبدالله لاعب الامعري البالغ من العمر (19) عاماً الذي يبشر بولادة نجم جديد.
على العموم كل النجوم والوجوه الجديدة في الفرق الفلسطينية بحاجة الى صقل واعادة بناء من جديد لان هذه المواهب هي بالفطرة يعني من الشارع للملعب ولم تكن هناك أسس علمية لرعايتها ولا توجد عناية بفرق الناشئين او المدارس الكروية المتخصصة على مستوى الاندية كما ان هناك نقصا رهيبا في المدربين المؤهلين في الساحة الفلسطينية.

** هل أنت راض عن أدائك مع المنتخب الفلسطيني ؟.
ـ أولا أنا راض كل الرضا عما قدمته خلال هذه الفترة البسيطة للكرة الفلسطينية واعتقد ان هناك الكثير من الخطوات التي يجب المضي بها لإستمرار عملية التطوير ، فإذا بقيت كرة القدم هناك تسير بهذا الاندفاع والعنفوان فصدقني سيكون لها شأن كبير في القريب العاجل.
ثانيا أنت تعلم أن هناك التزامات كثيرة أتحمل مسؤوليتها ، ويجب أن أرعاها وأتابعها وأكون قريبا منها ، لقد عشت فترة جميلة وسعيدة مع الإخوة والأهل غربي النهر.
على العموم لقد عرض علي اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني منصب المستشار الفني ورئيس الدائرة الفنية في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، وأنا لا أستطيع أن أرفض لهذا الرجل الكبير بأعماله ومواقفه وأفعاله أي طلب لأن خدمة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية هي واجب في أي مجال تستطيع أن تقدمه.

** هل من كلمة أخيرة ؟
ـ كونت في فلسطين صداقات وعلاقات قوية مع زملاء ومدربين وحكام وإعلاميين ورؤساء أندية ولاعبين وشعرت بمدى الارتباط الوثيق بين الشعبين على ضفتي النهر وقد كان ذالك لافتا للنظر خلال اللقاء التاريخي بين منتخب الأردن وفلسطين ، عندما رفعت الجماهير أعلام الأردن وفلسطين وصور جلالة الملك والرئيس الفلسطيني وهتفت لمنتخب الأردن كما هتفت لمنتخب فلسطين.
أتمنى أن تستمر هذه العلاقة الرياضية والتاريخية وهذا التبادل والتعاون المثمر بين الشعبين في جميع مناحي الحياة اليومية والرياضية والاقتصادية والسياسية لان أهلنا هناك بحاجة إلى دعم وتأييد الجميع.