الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا ..بقلم :صادق الخضور

نشر بتاريخ: 19/06/2009 ( آخر تحديث: 19/06/2009 الساعة: 13:49 )
الخليل - معا - بداية المحطات تستأنس بما قدمه الفراعنة من إبداع في ملتقى القارات مما أكسبهم احترام العالم بأجمعه ، فالفريق المصري قدم كرة عصرية حازت على إعجاب الجميع ، ونجح لاعبوه في تقديم لوحات فنية وأداء تكتيكي متميز ، ومما لا شك فيه أن الأداء المصري أمام السامبا لم يكن طفرة وهذا ما برهنته نتيجة اللقاء بالطليان أبطال العالم .
ما قدمه المنتخب الفرعوني عاد لأسباب أهمها انتماء اللاعبين وحرصهم على محو الصورة الباهتة التي اعترتهم إبان لقاء الجزائر ، وثاني الأسباب الاستقرار على الجهاز الفني والإداري ، وثالثها وجود مدلرب قادر على قراءة الملعب بإجادة وهو ما انعكس في تعامل حسن شحاتة مع مجريات الشوط الثاني من مباراة البرازيل.
ولأنه لا يمكن التوقف عند كل التفاصيل ، فإن أبرز ما يمكن تسجيله أن المنخب المصري حاقه ظلم تحكيمي ثم واصل نشوته ونزوعه للفوز وهذا درس ، أما الدرس الثاني فهو أن الحضري عاد وبقوة ، فالتراجع في الأداء مباراة أو اثنتين لا يعني شطب تاريخ ، وكذا كان وهو درس يعّلم من فبل المعلم الحسن شحاتة .

قبول النقد...موضوعية
هذا ما يجب ترسيخه في منهجيات تعاملنا مع الآراء التي تكتب والتي يكون الهدف منها دائما التصحيح لا التجريح ، ولا يعقل أن يكون طرح رأي ما للجزم بصحته في حد ذاته سببا في الإدعاء بالتحيز أو التحامل ، ومن هنا آن الأوان لصحافتنا أن يكون لها دور في الإجماع على ما كان صوابا أو خطأ مئة بالمئة ، والصمت أحيانا ترسيخ للخطأ .
فهناك قضايا ما زالت لا تحظى بالإجماع في التغطية ولا بالوحدة في الرأي رغم أنها في الصميم ، ومنها ظاهرة شغب الملاعب أيا كان مفتعلها ، وبالنسبة لي ، وإذ أطالب بموقف ما ، فإني لا أتحيز لطرف على حساب آخر ، وإذا كان التحيز لمستقبل مشرق للكرة في بلادنا موقف مدان فأنا أول المتحيزين .
إمّا أن تجامل أو فأنت متحامل ، إمّا أن تصمت وإلا فأنت غير موضوعي ، هذه هي حال ردات الفعل في القضايا التي تتطلب موقفا ، وفي الوقت الذي نطالب فيه بتأهيل الحكام والإداريين فنحن مطالبون بتثقيف الجماهير ليكون قبول النقد الموضوعي أول الخطوات التي نبني عليها ، وحتى نصل إلى مرحلة نلعب فيها نهائي بطولة ما وجماهير الفريقين المتنافسين تجلس جنبا لجنب دون حواجز ودون رجال أمن ، هذا هو الطموح الذي يراودنا ، ونأمل ألا يطول انتظاره ، فلتكن مباراة نهائي الكأس هي البداية ، وقد يبدو الطموح حلما بعيد المنال لكن تحقيقه سهل جدا وهو لا يتطلب قرار إدارة أو موقف اتحاد كل ما يحتاجه وقفة جماهير تقدم صورة مشرقة لجماهيرنا الوفية التي لطالما توشحت بصدق انتماء جماهير العميد أو الوفاء الذي جسدته جماهير النسور أو الزحف الدائم لجماهير الفرق الأخرى .
نأمل ونطالب ، وإذا كانت الدعوة للقسوة أحيانا متواجدة ، فهذا من باب التقويم لا من باب التدمير .


عزت حمزة... شكرا
مع اتهاء عمل المدير الفني للمنتخب لا نملك إلا إزجاء التحية للمدرب عزت حمزة مهما تباينت المواقف حياله ، فهو أشرف على منتخب في مرحلة التأسيس من جديد وهي مجازفة لا يقبلها أي مدرب ، ولعل توجيه الشكر له هو من باب رد الجميل .
أقول هذا والرجل معتز بتجربته مع المنتخب ، وفي حديثه الأخير مع صحيفة الدستور عبر حمزة عن الكثير ولكن أبرز ما قاله تمحور حول الارتقاء بالمنتخب من العشوائية إلى التنظيم ، والحديث عن دور اللواء جبريل الرجوب في النقلة النوعية بالاتحاد بعد أن كان مجرد دكاكين.
حمزة يغادر ، لكنه سيظل قريب من منتخبنا ، ولكن النجاح ليس دائما مرهونا بالمدرب فهناك اللاعبون والبرامج الخاصة بالمنتخب ، نذكر هذا ونحن لا نتوقع أن يكون أي مدرب قادم ممتلكا لعصا سحرية تجلب الفوز السريع أو النتائج الطيبة ، فالنجاح بحاجة إلى خليط متكامل وجهد دؤوب .شكرا عزت حمزة وهذا أقل ما يمكن أن يقال وشكرا للهازين الفني والإداري للمنتخب ممن حكم عملهم الانسجام التام خلال المرحلة السابقة ، ونتمنى لحمزة النجاح في مستقبله وللمنتخب التوفيق في مقابلاته القادمة.