فروانة: علاء البازيان .. أسير مقدسي فاقد البصر منذ 23 عاماً
نشر بتاريخ: 20/06/2009 ( آخر تحديث: 20/06/2009 الساعة: 13:03 )
غزة-معا– أفاد الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، اليوم ، بأن الأسير الفلسطيني علاء الدين أحمد البازيان من مدينة القدس المحتلة، قد دخل اليوم عامه الرابع والعشرين في الأسر بشكل متواصل وهو فاقد للبصر منذ اللحظة الأولى لإعتقاله ، ما يستدعي التحرك الجاد من الجميع لإنهاء معاناته وضمان حريته .
واضاف بأن البازيان يعتبرعلامة بارزة في النضال المقدسي ، ورمز من رموز الحركة الأسيرة ، وواحد من الأسرى القدامى ، بل من عمداء الأسرى ممن مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً بشكل متواصل ، ويعتبر سابع أقدم أسير مقدسي ، حيث يقبع في سجون الإحتلال الإسرائيلي منذ ثلاثة وعشرين عاماً بشكل متواصل ، ويقضي حكماً بالسجن مدى الحياة .
وأوضح فروانة بأن الأسير علاء الدين كان قد أعتقل قبل ذلك مرتين ، الأولى كانت بتاريخ 20-4-1979 وأطلق سراحه بعد عامين لعدم توفر ما يدينه من أدلة وفقا لقوانين الاحتلال، والثانية بتاريخ 4-12-1981 وحكم عليه عشرين عاماً وأطلق سراحه ضمن صفقة التبادل بتاريخ 20-5-1985 ، فيما الثالثة كانت في مثل هذا اليوم من عام 1986 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة ، ولا يزال في السجن ، ليصبح مجموع ما أمضاه في الأسرى قرابة تسعة وعشرون عاماً.
وتابع : وخلال سنوات اعتقاله الطويلة تنقل " علاء " بين سجون نفحة وعسقلان وجلبوع وبئرالسبع ، وهداريم والرملة ، وتدهورت أوضاعه الصحية ، ويعاني بجانب فقدان البصر من الروماتزم ، وآلام في ساقه اليسرى ، وآلام في المعدة ، فيما أضطر الأطباء إلى إستئصال الطحال بعد أن أصبح يشكل خطراً على حياته ، ولا يتلقى العلاج من قبل ادارة السجون ، بل تتعمد الى اهماله.
وأشار فروانة بأن " البازيان " تحول الى رمز من رموز الحركة الأسيرة ، واسم تردد بفخر وشموخ على ألسنة الأسرى ، ليس لحالته الانسانية ، و فقدانه البصر ، بل لأنه حالة نضالية نادرة وفريدة ، لم يستسلم لفقدان بصره ، فواصل نضالاته وتميز بعطائه وتحلى بصفات وسمات قربته من قلوب الجميع ، وتسلح بمعنويات عالية وإرادة لا تلين ، جعلته رمزاً للصمود والتحدي ، ونموذجاً يحتذى ، وسطر مواقف بطولية في كل الأزمنة والأوقات يعجز عن تسجيلها ذوي الأبصار ...
مسيرة حياته ..
وعن مسيرة حياته ذكر فروانة بأن الأسير علاء الدين البازيان ولد بتاريخ 27 يونيو / حزيران 1958 في القدس ، وتربى وترعرع في حارة السعدية بالبلدة القديمة في القدس ، ودرس الإبتدائية في مدرسة دار الأيتام في البلدة القديمة ، ثم انتقل الى مدرسة الكلية الابراهيمية حي الطور ليكمل دراسته الإعدادية ، وكان من الطلبة المتفوقين ، وقد حصل على الثانوية العامة داخل السجن .
وأثناء تنفيذه لمهمة عسكرية أصيب بشظايا في وجهه وعلى أثرها اعتقل للمرة الأولى بتاريخ 20-4-1979 وهو مصاب ، ورفضت سلطات الإحتلال علاجه وحاولت مساومته وابتزازه واجباره على الإعتراف مقابل العلاج ، إلا أنه رفض وفضل الصمت على أن يخون اخوانه ورفاق دربه ، ففقد نسبة كبيرة من بصره ، وأطلق سراحه بعد عامين لعدم توفر أدلة تدينه ، فواصل نضاله وشكل مجموعات عسكرية وهو شبه كفيف واعتقل ثانية بتاريخ 4-12-1981 ليفقد ما تبقى من بصره ويحكم عليه بالسجن عشرين عاماً ، وفي العشرين من مايو / آيار من عام 1985 أطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى الشهيرة .
سجن ومرض وسلب للبصر .. لم توقف نضالاته
وأضاف : لم يتوقف نضال " البازيان " عند هذا الحد ، وكأنه أراد أن يؤكد للإحتلال بأن السجن لم ينل من عزيمته ولن يوقف نضالاته ، وأن سنوات السجن لم تفرغه من محتواه النضالي والوطني كما يريد الإحتلال ، وأن المرض لن يكون عائقاً أمام الإستمرار في مشواره النضالي ، وأن سلب بصره لا يعني سلب قدرته على العطاء ومقاومة الإحتلال والإنتقام منه ، فواصل نضاله واعتقل في مثل هذا اليوم من عام 1986 وهو كفيف ولا يزال في السجن .
وأكد فروانة بأن الأسير علاء البازيان يعتبر ملحمة انسانية ، وصمود منقطع النظير ، ومعاناته تضاعف معاناة أي أسير آخر مرات عدة ، حيث يعاني الظلمة والألم والقساوة ، ظلمة السجون كباقي الأسرى ، وظلمة فقدان البصر ، وألم الحرمان والإهمال الطبي ، وقساوة السجان .
فهو يتعرض لما يتعرض له كافة الأسرى ويعيش نفس الظروف ويقاسمهم المعاناة ، فيما رفضت سلطات الإحتلال الإفراج عنه بعد " أوسلو " شأنه شأن بقية الأسرى المقدسيين ، والأخطر والأكثر معاناة أنه فاقد البصر منذ لحظة اعتقاله قبل ثلاثة وعشرين عاماً ، معاناة مركبة لا يمكن وصفها ، بل يمكن تخيل جزء منها .. مما يستدعي اثارة قضية هذا الأسير بشكل فاعل والتحرك الجاد لوضع حد لمعاناته وضمان إطلاق سراحه دون قيد أو شرط ومعه المئات من الأسرى المرضى وذوي الإحتياجات الخاصة .