السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

القدس المفتوحة تنظم مهرجان القدس وحضارة وتطلق مجموعة مؤلفات عن القدس

نشر بتاريخ: 22/06/2009 ( آخر تحديث: 22/06/2009 الساعة: 19:31 )
رام الله-معا- تحت رعاية المهندس عدنان سمارة رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة، نظم برنامج البحث العلمي والدراسات العليا ودائرة العلاقات العامة في الجامعة مساء اليوم الإثنين،مهرجان القدس تراث وحضارة والذي يأتي ضمن فعاليات احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009.

وافتتح المهرجان بآيات عطرة من القرآن الكريم تلاها القارئ الشيخ جهاد حمدان، ثم تلا ذلك السلام الوطني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.وألقى محمد حماد الذي تولى عرافة الحفل مع كل من لوسي حشمة مديرة دائرة العلاقات العامة في الجامعة وعبد العزيز ابو هدبا.

وقال د. حماد إن انطلاق الرسالات السماوية من أرض القدس لتبشر بالخير والعدل والمساواة والسلام.

وتطرق حماد إلى مكانة القدس عبر التاريخ لا سيما عبر العصور الإسلامية الغابرة قائلا" نستذكر اليوم صهيل جياد صلاح الدين وعدالة عمر بن الخطاب، ونتحسس هجس أحلامنا، ونرى خيالات الشخوص التي استحضرها جبرا وأميل لنتبين صورة القادم من أيامنا.

وأكد ان قدس الاقداس لا تشبهها مدينة في العالم فهي عاصمة العواصم وعاصمة الثقافة العربية إلى الأبد.
ولفت إلى أن قيام الجامعة بتنظيم المهرجان انطلاقا من قناعاتها بضرورة إنجاح احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية وتأكيدا على أهمية القدس.

والقى المهندس عدنان سمارة رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة كلمة استعرض فيها تاريخ الجامعة ودورها المجتمعي والأكاديمي، مؤكدا اهتمام الجامعة بالنواحي الثقافية وسعيها لإنجاح احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية باعتبار ذلك مهمة وطنية لا سيما في ظل وضع الاحتلال شتى أنواع المعيقات والعراقيل أمام الاحتفالية والقائمين عليها.

وأكدت د. فارسين اغابيكيان شاهين مدير المكتب التنفيذي لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية على الجهود التي تبذلها السلطة الوطنية لإنجاح الاحتفالية رغم العراقيل الإسرائيلية، مشيرة إلى أن السلطة تبذل جهدا كبيرا لتثبيت صمود المقدسيين في أرضهم ومواجهة الهجمة الاستيطانية التي تشن عليهم.
وشكرت جامعة القدس المفتوحة على تنظيمها المهرجان، منوهة إلى دور الجامعة الوطني والتربوي الهام.

من جهته رحب د.حسن السلوادي رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان بالحضور، مستعرضا الأوقات العصيبة التي يمر بها أبناء شعبنا عامة، وأهلنا المرابطون على ثرى القدس الشريف خاصة، مبينا أن هذه المدينة الصابرة المرابطة تتعرض لهجمة مسعورة ولمذبحة عمرانية بشعة تستهدف إنسانها وتراثها وحضارتها المتجذرة في ربوعها الطاهرة منذ فجر التاريخ. وأشار إلى أن تنظيم المهرجان هو بيان المخاطر التي تتعرض له قدسنا الحبيبة من جراء الاحتلال الذي يحاول جاهداً طمس هُويتها، وتهويد معالمها، وتدمير آثارها ومقدساتها الشاهدة على أرومتها العربية والإسلامية.

وأكد ان القدس بأبنيتها ب وحجارتها وأماكنها المقدسة، وذكرياتها تشكل رموزاً تاريخية وحضارية لا يمكن أن تنسى.

وكانت ا. لوسي حشمة مديرة العلاقات العامة في الجامعة القت كلمة قالت فيها" إذا كانت حرب الثقافة حول فلسطين ما زالت تدور رحاها منذ زمن بعيد، فإنها حين تكون حول القدس وفيها، تأخذ أقصى أشكالها، وإذا كان صراع الوقائع يمتد ليشمل كل الزقاق في فلسطين، فإنه في القدس يدور حول كل ذَرَةٍ من ترابها الطهور".

وأشارت إلى أن جامعةُ القدسِ المفتوحة كانت واحدةً من هذه العناوين الساطعة في الوطن، تدرك قدرها وتعي دورها نحو الرقي والتقدم ومواكبة الحضارة.
وأكدت أن الثقافة تشكل رافعة من روافع المقاومة، وأداة من أدوات مناهضة الاحتلال وموجهة لمسيرة الوعي والفكر والإبداع، مشيرة إلى أهمية مقاومة محاولات الغزو الثقافي.

هذا وقد تم خلال المهرجان إطلاق ثلاثة مؤلفات لباحثين في الجامعة حيث قام المؤلفون بالتوقيع للجمهور، وهذه المؤلفات هي:"القدس مدينة الله" للاستاذ الدكتور يونس عمرو رئيس الجامعة، "القدس " للجنة من الجامعة مثلهم د. تيسير جبارة، ومؤلف للاستاذ الدكتور حسن السلوادي.

وألقى رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور يونس عمرو محاضرة بعنوان" القدس عربية المنشأ " استشهد فيها من مؤلفه " القدس مدينة الله". وتمحورت المحاضرة حول الإدعاءات التي أطلقت حول المدينة في الثقافة العبرية والردود عليها بشكل عام والاعتماد على المنهج التاريخي اللغوي المقارن.

وأشار الاستاذ الدكتور عمرو إلى أصل تسميات القدس قائلا بأنها كنعانية عربية، مشيرا إلى ان اللغة العبرية القديمة كانت لأجدادنا الكنعانيين قبل أن تكون للعبرانيين.
واستعرض مراحل تاريخية من المدينة سواء في ظروف الحرب والسلم، منوها إلى ان القدس كانت مملكة يابوسية في حدود الألف الرابع قبل الميلاد، متطرقا إلى تسميات المدينة المختلفة قائلا إن اصلها كنعاني مستثنيا منها الاسم" ايليا كيبوتولينا" كاسم لاتيني أطلقه الرومان.

وأشارإلى علاقة الأديان السماوية بالمدينة من مختلف الأوجه وبيان وه الحق في علاقة كل دين على حده.

وتحدث عن مكانة هذه المدينة في الثقافة العربية الإسلامية عبر العصور، مبينا انها كانت ومازالت ذات بريق ثقافي لم يتراجع بحكم كونها بوابة الأرض إلى السماء وأن أهلها العرب مسيحيين ومسلمين لم يغادروها حتى حينما كانت تقع تحت الاحتلال الأجنبي منذ أقدم العصور حتى يومنا هذا، مؤكدا أن تعزيز الوجود الفلسطيني والعربي في القدس يكمن في دعم المقدسيين والحفاظ على حياتهم في المدينة ومقاومة الحصار والتنكيل والجدار.

وتضمن المهرجان العديد من الفقرات الفنية التي لقيت تفاعلا لافتا من الحضور. فقد قام الفنان المقدسي الأستاذ مصطفى الكرد بتقديم فقرة عزف على العود، كما قدمت فرقة شموع القدس وصلة غنائية، بالإضافة إلى فقرة زجلية للفنان الأستاذ نجيب صبري، عرض لفرقة أصايل للفنون الشعبية.