الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل انتهت مرحلة اوسلو وبدأت مرحلة حماسلو ؟

نشر بتاريخ: 25/01/2006 ( آخر تحديث: 25/01/2006 الساعة: 19:39 )
بيت لحم -كتب رئيس التحرير - إن الانتخابات الفلسطينية التي تجري اليوم، يجب أن لا تزعج الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي، وإذا كان ولا بد أن ينزعج منها أحد، فهي ستزعج الذين استفادوا من توقيع اتفاق أوسلو.

واتفاقية أوسلو لم تكن سيئة الى ذلك الحد الذي صّوره الرافضون من المجتمعين، فهم أيضاً إستفادوا منها، وعاشوا في ظلالها وأكلوا من ثمارها.

ولكن والحق يقال ، أن سنوات الانتفاضة الماضية لعبت في جماجمنا لدرجة لم يعد فيها أحد يستطيع الدفاع عن تلك الاتفاقية الغامضة والجميلة التي اعطتنا إستراحة طويلة وأجلت مواجهتنا للحقيقة.

فمنذ الانتخابات الفلسطينية الأولى في العام 1996، وقعت أحداث كبيرة وعظيمة، منها عودة قيادة منظمة التحرير ومنها اغتيال إسحق رابين ومنها الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، ومنها الانتفاضة التي لا تزال مستمرة ومنها غياب عرفات وشارون.

والأطفال الفلسطينيون والاسرائيليون الذين كانت أعمارهم عشر سنوات عند توقيع اتفاق أوسلو، هم الآن إما مقاتلون في كتائب الانتفاضة أو جنوداً على حواجز نابلس وبيت لحم، ولربما هم لا يتذكرون أي شيء من تلك الاتفاقية.

ونظرة واحدة على صورة توقيع اتفاقية السلام، سيرى المشاهد أن اصحابها غير موجودين، بيل كلينتون كتب مذكراته، وعرفات كتبنا مذكراته، وإسحق رابين تم اغتياله ولا يزال شمعون بيريس يفكر في كتابة مذكراته، أما محمود عباس ابو مازن فيبدو أنه ظل ليقرأ مذكراتهم ويتفكّر فيها.

إن اليوم شهد دخول الحركة الاسلامية الفلسطينية حماس في الحياة البرلمانية، وبغض النظر إذا كانت حماس حصلت على خمسين مقعداً أو على ثلاثين، فإنها تدخل وهي لا تعترف بأوسلو ما يدفعني لممازحة المحلليين السياسيين بالقول أن العام 2006 سيكون عام حموسلو وتنتهي مرحلة اوسلو .

فاذا أرادت اسرائيل أن تفاوض حماس أو رفضت، فان النتيجة واحدة، والمستقبل واحد مع إختلاف بسيط وهو أن ما كان يخفيه كل مجتمع في بطنه أظهره الآن علانية على الطاولة.

وأنا شخصياً أتشّوق لتلك اللحظة التي أرى فيها موشيه فيغلين يجلس مقابل محمود الزهار، ولننتظر ونتعلم، أوليس شارون الذي غضب منه الفلسطينيون والعرب هو الذي انسحب من قطاع غزة؟

ولربما ما فشلنا نحن في انجازه تنجزه حماس وكاديما، سواء بالقتال أو بالمفاوضات، ولكنها ستبقى فرصة تاريخية نادرة، وربما لا تتكرر، ومن دون خوف، فأسوأ أيامنا قد تركناها من وراءنا.