"أفقر الفقراء" بصيص أمل في تخفيف معاناة أبناء "أبو فتحي" المعاقين
نشر بتاريخ: 24/06/2009 ( آخر تحديث: 24/06/2009 الساعة: 16:10 )
رام الله- معا- منذ الصباح الباكر انطلق المسن احمد نمر صالح يوسف "أبو فتحي" ( 67 عاما) من بيته المتواضع في قرية كوبر الواقعة شمال غرب مدينة رام الله، قاصداً مديرية الشؤون الاجتماعية في المدينة، ليتسلم شيكا قدره ألف شيقل، حوالي ( 200 يورو)، وهي منحة يقدمها الاتحاد الأوروبي لـ 49 ألف عائلة من أفقر العائلات في فلسطين، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية.
وما أن تسلم "أبو فتحي" الشيك حتى انطلق مسرعاً الى بنك فلسطين، ليجد نفسه أمام طوابير من امثاله الذين ينتظرون دورهم لصرف شيكاتهم، إلا أنه قاوم ملل الانتظار وتحولت ورقة الشيك إلى نقود في يده، سرعان ما توجه إلى السوق ليشتري احتياجات أسرته التي تضم ثلاثة من المعاقين وزوجته المسنة التي تتعالج من أمراض الشيخوخة والكبر.
اثنا عشر كيلو مترا تفصله عن قريته، عاد "أبو فتحي" حاملا مستلزمات اساسية لاسرته، ففضلا عن أنه لا يقوى على العمل بفعل السن المتقدم، فإنه يعيل اربعة ابناء، ثلاثة منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة: فتحي( 45 عاما)، وفتحية تصغره بعامين ونعيمة ( 38 عاما)، ثلاثتهم يعانون من وقف النمو منذ الطفولة، فلا كلام ولا حراك، اما الاخ الاصغر "عدنان" فهو يبلغ من العمر ( 23 عاما) وينعم بصحة جيدة، يسعى في هذه الايام لتعلم مهنة النجارة وبدلا من جهده ووقته يحصل على مبلغ مالي صغير بدلا عن مواصلاته ومصروفه اليومي.
يقول "أبو فتحي" الذي التقته مراسلة "معا" وهو يلتقط انفاسه من صعود الدرج، انه يوم الفرج اليوم الذي نستلم فيه هذه النقود "منحة الاتحاد الأوروبي"، فنحن ننتظر "الالف" شيقل بفارغ الصبر كل ثلاثة أشهر لسد حاجاتنا الأساسية، وليس لنا دخل آخر سوى ما نأخذه من مؤونة كل شهرين تقدمها لنا الشؤون الاجتماعية، وهي عبارة عن مستلزمات بقيمة 230 شيقلا، وتحتوي على كيسي طحين وزيت وسكر وحمص وملح.
وطالب "أبو فتحي" المؤسسات وعلى رأسها وزارة الشؤون الاجتماعية النظر الى حالته ووضع عائلته "السيء جدا"، متمنياً على الاوربيين زيادة قيمة المنحة وصرفها شهرياً كي تتمكن اسرته من تلبية حاجاتها الاساسية بصورة أفضل.
"أم فتحي" ما أن رأتنا حتى بدأت تتحدث عن معاناتها والصعوبات التي تواجهها في تربية ابنائها "المعاقين"، فبسبب عدم تمكن زوجها من شراء الحفاظات تضطر أن تحملهم إلى الحمام كلما اقتضت الحاجة، وهذا أمر صعب على عجوز ارهقتها سنوات العمر، ويتعدى الأمر هذا الجانب إلى العجز عن شراء الادوية لهؤلاء الابناء الذين على حد وصفها "ينتظرون الموت"! دون أن يسأل أحد بحالهم.
ورغم ما تشعر به "أم فتحي" من ألم إلا أنها رأت بأن منحة الاتحاد الاوروبي جاءت لتضيء نهاية النفق المظلم، وقالت: "نحمد الله على هذه المنحة التي ساعدتنا كثيراً رغم أنها لا تكفي"، وهنا شاركها الحديث "أبو فتحي" الذي تمنى وتمنت هي أن يواصل الاتحاد الاوروبي تقديم هذه المنحة والعمل على زيادتها واصلين الشكر للاتحاد ولوزارة الشؤون الاجتماعية على ما يبذلونه في سبيل مساعدة "أفقر الفقراء" بل والمعدمين من سبل العيش الكريم.
رد الرئاسة على قصة "ابو فتحي":
-------------------------------------
فور علم الرئيس محمود عباس بالظروف الصعبة التي تمر بها عائلة المسن أحمد نمر صالح يوسف من بلدة كوبر، اصدر الرئيس محمود عباس، اليوم، تعليماته بصرف مساعدة مالية عاجلة لعائلة المواطن يوسف الذي يعيل ثلاثة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.