السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كيف يتحول شحاتة من عبقري إلي مستهتر؟‏..‏

نشر بتاريخ: 23/06/2009 ( آخر تحديث: 23/06/2009 الساعة: 20:44 )
بيت لحم - معا - تناولت العديد من وسائل الاعلام المصرية والعربية والعالمية الهزيمة الثقيلة التي تعرض لها المنتخب المصري الشقيق امام المنتخب الامريكي ووصل الحد بالاعلام المصري الى مهاجمة المنتخب ووصفه بالعديد من الاوصاف هذا المنتخب الذي كان بطلا قوميا امام الايطاليين وكذلك امام البرازيل وفي هذا الموضوع كتب حسن خلف الله من جنوب افريقيا رسالة قال فيها :


قبل ثلاثة أيام كان حسن شحاتة أفضل مدرب في تاريخ منتخب مصر بعد العرض الطيب امام البرازيل والفوز علي ايطاليا بطل العالم‏1/‏ صفر في كأس القارات‏,‏ وكان اللاعبون يمثلون الجيل الذهبي في تاريخ الكرة المصرية‏,‏ وتغنت بهم وسائل الاعلام العالمية قبل المصرية بما فعلوه‏,‏

وكانت كل الصفحات الرياضية تحاول إبراز الليلة السعيدة التي عاشتها البعثة المصرية في جنوب افريقيا والنشوة التي دفعت الجماهير إلي السهر في شوارع القاهرة حتي الصباح‏..‏

وفجأة انقلبت الآية تماما واصبحت مصر تدفع ثمن استهتار شحاتة وعقمه التدريبي‏,‏ وأصبح لاعبوه هم أسوأ نموذج للاعبي كرة القدم‏,‏ وأخلاقهم فاسدة والخسارة امام امريكا إضافة إلي إتهامهم باقامة علاقات غير شرعية مع فتيات داخل مقر إقامتهم بجوهانسبرج‏!‏

ان الفوز في مباراة لكرة القدم قد يرتفع بالفريق إلي عنان السماء‏,‏ والخسارة تخسف به إلي أسفل السافلين‏,‏ فالفوز يطغي علي كل شيء‏,‏ ومهما يكن من أخطاء أو هفوات خلال المباراة‏,‏ فانها تتلاشي جميعها بعد الانتصار‏,‏ ويصبح اللاعبون أبطالا والجهاز الفني عبقريا‏..‏ ودفعه بلاعب معين من البداية أو استبدال اخر بزميل له هو نوع من القراءة الجيدة للمباراة‏,‏

ولكن الخسارة هي الخسارة تفتح أبوابا من الهجوم في أي اتجاه وتبيح الخوض في أي شيء وكل شيء‏,‏ ولا ترتكز علي البحث وراء اسبابها الفنية أو المنطقية‏,‏ وانما تتيح فرصة ذهبية لمن يريد أن يحللها وفقا لرؤيته والأصطياد في الماء العكر‏,‏ دون النظر للحالة التي كانت وراءها بالفعل‏,‏ لانه لم يعايش شيئا أو يعاني علي أرض الواقع‏,‏

فهو لم يكن بجنوب افريقيا يتنقل بين‏3‏ مدن خلال‏9‏ أيام يحمل حقائبه كل يومين من ملعب إلي آخر‏,‏ ويترك مباراة حتي يستعد للاخري‏,‏ ويبذل مجهودا امام بطل امريكا الجنوبية قبل ان يدخل في اصطدام مع بطل العالم‏,‏ وامام الاثنين يكتسب اشادة عالمية بأدائه‏,‏ ويصفق له الجميع‏,‏ المؤيدين والمعارضين ـ إلي ان يقع فيتحول التصفيق إلي قذف وذم وإهانة‏!‏

لايستطيع احد أن ينكر الخسارة‏,‏ ولم تكن متوقعة بالمرة‏,‏ لذا لابد أن تكون ردة فعلها عنيفة تبحث وتنقب عما حدث لمنتخب مصر وكيف أصبح علي هذه الحالة‏,‏ وهل الاستهتار والثقة الزائدة وراء خروجه بهذه النتيجة؟‏..‏ وهل أخطاء حسن شحاتة الفنية وراء الهزيمة الثقيلة؟ ام أن الامر عائد إلي شعور لاعبي مصر بالاحباط بعد معرفتهم بنتيجة فوز الجزائر علي زامبيا في تصفيات كأس العالم وتأثير ذلك علي فرص مصر في الصعود إلي المونديال؟‏..‏

وهل غياب زيدان ومعوض أثر علي أداء منتخب مصر في هذا اللقاء؟ إلي جانب الكثير من الاسئلة الفنية الاخري التي تحتاج إلي إجابات توضح ماذا حدث‏,‏ وكيف حدث‏,‏ ولماذا حدث؟ وكأن المنتخب الايطالي لم يخسر بالثلاثة امام البرازيل او ان امريكا نفسها خسرت امام البرازيل وايطاليا بالثلاثة ايضا فلماذا القسوة علي المنتخب الوطني؟‏!‏

وبدلا من ان يقدم أحد المسئولين سواء في البعثة أو الجهاز الفني تفسيرا منطقيا امام الرأي العام‏,‏ ويشرح أسباب هذه الخسارة المخيبة للآمال‏,‏ سارت الامور في اتجاه مختلف تماما وتحولت إلي معارك كلامية خارج نطاق الرياضة بالمرة‏!‏ ولقد خيم الحزن علي الجميع مسئولين ولاعبين عقب الخسارة وخرج مسئولو اتحاد الكرة الموجودون مع البعثة في مدينة روستينبرج من ملعب المباراة تباعا واحدا تلو الاخر غير مصدق أي منهما لما حدث‏,‏

ويصعب عليهم إيجاد الكلمات المناسبة للتعليق علي الخسارة‏,‏ وكانت البداية بظهور سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الذي فقد تماسكه وتوازنه معلقا بكلمات قليلة تصل إلي حد الندرة قائلا‏:‏ أنه ليس فريقنا الذي أعرفه‏!‏ واتجه نحو احدي السيارات التي تقل البعثة ليجلس بها بعد أن خارت قدماه من هول الصدمة‏..‏ وبعدها خرج محمود طاهر رئيس البعثة بتصريحات تشير إلي الخسارة جاءت بسبب عدم التوفيق والاصابات التي لحقت بعناصر أساسية ومؤثرة بالفريق‏,‏

ولابد من الهدوء في تناول الامر من اجل الحفاظ علي كيان منتخب مصر وهو مقبل علي مباراة رواندا في تصفيات كأس العالم يوم‏5‏ يوليو بالقاهرة‏.‏