السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

طولكرم - "أفقر الفقراء" تصل لعائلة من تسع افراد مصابين بالثلاسيميا

نشر بتاريخ: 24/06/2009 ( آخر تحديث: 25/06/2009 الساعة: 09:21 )
طولكرم - تقرير معاً - في قاعة الإنتظار لبنك القاهرة عمان، جلس المواطن جمال أحمد طنايب مع طفله، ينتظران دورهما للحصول على منحة الاتحاد الاوروبي البالغة (1000) شيكل، عله يسدد من خلال هذا المبلغ ما عليه من إلتزامات وديون هنا وهناك.

طنايب من مواليد العام 1961 متزوج من إبنة خالته إبتسام، ولديهما من الأبناء سبعة أصغرهم " حنين " تبلغ من العمر 8 سنوات، جميعهم مصابون بمرض الثلاسيميا.

يقول طنايب " من سكان مخيم طولكرم " لمراسلنا سامي الساعي، انه جاء اليوم للحصول على المنحة الاوروبية " وهو يعلم انه لن يأتي المساء وهي في جيبه " من اجل تسديد ما عليه من ديون " للسوبرماركت " والأطباء وثمن العلاج، عدا عن شراء بعض الملابس لابناءه.

وعندما توجهت برفقة كاميرا " معاً " الى منزل طنايب، إستقبلنا في ذات الغرفة التي تنام فيها والدته الحاجة فهيمه، حيث ان منزله مكون من غرفة ومطبخ بداخلها، وحمام.

تحدث طنايب وابرز عدة تقارير طبية واوراق من المستشفيات، تظهر انه يعالج لدى طبيب نفسي هو وإبنة، بسبب إصابتهما بحالة إكتئاب، عدا عن أن إثنان من إبناءه مصابون بمرض الثلاسيميا والبقية هم حاملون له، ولا يقدر على العمل، ويعتاش من وراء " الصدقات " وفاعلوا الخير، بالإضافة الى " الفطرة " التي يحصل عليها خلال شهر رمضان المبارك من بعض المحسنين.

ويضيف المواطن طنايب " لدي طفل عدا عن انه مصاب بمرض الثلاسيميا، فقد تم إزالة " الطحال " له، بالإضافة للمرارة، وعملية قلب مفتوح، وتسكير في عدد من شرايين القلب، وإجراء ثلاث عمليات في عظم يده اليسرى بسبب " نخر " في العظم، وجلطة في " المحاشم "، ويزيد ان وزنه قليل جداً، وفي كثير من الأحيان لا يقوى على المشي نهائياً، ويتم وضعه على كرسي متحرك، وعند حلول الظلام لا يرى بشكل جيد.

عبء ثقيل يتحمله المواطن طنايب، فعلى الرغم من ما تم ذكره، والدته هي الأخرى تعاني من مرض السكري والضغط، وهي تسكن معه في ذات المنزل، وهو متكفل بها كبقية أبناءه.

طنايب طلب التدخل لدى الشؤون الإجتماعية، من أجل توفير المساعدة لوالدته، مؤكداً انه تم " قطع " المساعدات عنها، مبدياً إستغرابه من هذا الإجراء، بالإضافة الى مطالبته من وزارة الصحة زيادة المساعدات الطبية والعلاج له ولأفراد أسرته، وبشكل خاص إبنه الذي يعاني من الثلاسيميا والقلب المفتوح.

وعلى الرغم من الهموم والمشاكل التي يحملها، إلا انه لم ينسى ان يقدّم شكره للإتحاد الأوروبي قائلاً : " المبلغ المقدّم لنا رغم انه لا يكفيني ليوميان، إلا انه يبقى مساعدة طيبة لي ولأفراد أسرتي، وعلى وجه الخصوص لأطفالي المحرومين من أشياء كثيرة أهمها الحياة الكريمة بصحة وعافية "، مطالباً المؤسسات وعلى رأسها وزارة الشؤون الاجتماعية النظر الى حالته ووضع أسرته "السيء الى أبعد الحدود "، متمنياً على الاوربيين زيادة قيمة المنحة وصرفها شهرياً كي تتمكن اسرته من تلبية حاجاتها بصورة أفضل.