الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

جمعية حسام: تعذيب الأسرى يفوق الحدود وبأكثر من 200 طريقة

نشر بتاريخ: 24/06/2009 ( آخر تحديث: 24/06/2009 الساعة: 23:23 )
رام الله-معا- كشفت جمعية الأسرى والمحررين 'حسام'، اليوم، في تقرير أصدرته، اليوم، عن الأساليب المستخدمة من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى والمعتقلين، وبطرق شتى وصلت إلى 200 طريقة تعذيب.

وقالت 'حسام' في تقريرها، الذي يأتي بعد تقرير للجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة وصفت فيه التعذيب 'بأنه يفوق الحدود'،: 'إن إسرائيل تستخدم أساليب تعذيب وحشية تشمل كسر الظهر وتفسيخ الأصابع ودعك الخصيتين'.

ونوهت إلى ارتفاع معدل الانتهاكات الإسرائيلية بنسبة كبيرة وبموافقة الجهات الرسمية، مدللة على ذلك بإصدار إسرائيل في عام 1987، مبادئ توجيهية سرية، تجيز لأفراد جهاز الأمن العام الإسرائيلي ' الشاباك' استخدام الضغط البدني والنفسي على الأسرى في سجونها، بقدر 'معتدل'، وفق تعبيرها، لكي توفر غطاء قانونيا لعملية التعذيب، التي يستخدمها رجال مخابراتها.

وأضافت: 'ليس هذا فقط إنما شجعت جنودها على ممارسة التعذيب، بهدف انتزاع اعترافات من الأسرى، وفي نفس الوقت تمنع المعتقلين الفلسطينيين من ملاحقة المحققين الإسرائيليين'.

واستعرضت الجمعية عدد من هذه طرق تعذيب الأسرى بدءا من الإيلام الجسدي المباشر الذي يشمل ذلك الضرب بالأيدي والأرجل والكوابل، وتكسير العظام، وفقء العينين، والبتر، واقتلاع الأسنان، ونحت الأظافر، والصدمات الكهربائية، والكَيّ، وقطع بعض أجزاء الجسم، والإيلام غير المباشر، والمقصود به استخدام أساليب سلبية لجعل المعتقل في حالة دائمة من الشعور بالألم، مثل تقييد الأيدي والأرجل، والتعليق، وضع المعتقل في مكان ضيق، أو إجباره على البقاء في وضع معين غير مريح لساعات طويلة، وتعريضه للبرد الشديد أو الحر الشديد.

وأشارت إلى إتباع سلطات احتلال أسلوب الإنهاك التام الهادف إلى الوصول بالمعتقل إلى حالة من التعب والإجهاد التام، وذلك عن طريق إجبار المعتقل على القيام بأعمال شاقة، كالجري لمسافات طويلة، أو القيام بتمارين رياضية مركزة، كحمل أوزان ثقيلة، والدوران بها، حتى يصل إلى حالة من عدم القدرة على النوم أو الطعام والشراب، الذي عادة ما يكون مصحوبا بتمارين رياضية شاقة.

ولفتت إلى استخدام الاحتلال لأسلوب التخويف وذلك عن طريق غمر المعتقل في الماء لمدة معينة، أو إجباره على شرب كمية كبيرة من السوائل، أو حقن المعتقل ببعض الأدوية، التي تؤدي إلى صعوبة في التنفس، بالإضافة إلى اضطراب العمليات الفسيولوجية في جسم المعتقل، والتعذيب النفسي والجسدي والمتمثل في وضع المعتقل في أماكن مظلمة، أو زنازين قاتمة اللون، ومن دون إضاءة، ويحرم من النوم، ويبقى تحت الاستجواب المستمر، ويتم مضايقته داخل المعتقل، من قبل معتقلين آخرين (العصافير)، بالإضافة إلى تعرية المعتقل من ملابسه وتعذيبه. والهدف من هذا النوع من التعذيب تدمير المعتقل من الناحية الجسدية والنفسية.

وتطرقت الجمعية في بيانها إلى استخدام أسلوب كسر الظهر، حيث يتم وضع المعتقل على كرسي صغير جداً، ويكون ظهره بالكامل مكشوفا لضابط التحقيق، وبالتالي عرضه للضرب المبرح في منتصف الظهر، وهي المنطقة الأكثر إيلاما للإنسان، وكذلك إجبار المعتقل على جلسة القرفصاء والمشي كالضفدع، الأمر الذي يترك أثراً مباشراً على العمود الفقري وسلسلة الظهر، ويتم أثناء ذلك استجوابه.

وأشارت إلى إتباع أسلوب تفسيخ الأصابع بضغط القيود على الرسغ مع تحريك الأصابع، أثناء خنق الذراع، وعملية تحريك الأصابع وشدها، تؤدي إلى سحب الشرايين، وهذا قد يؤدي إلى شلل اليد، إضافة إلى أسلوب دعك الخصيتين وهي واحدة من أكثر الأساليب إيلاماً، وأحياناً إدخال أنبوب معدني داخل العضو التناسلي للأسير، مؤكدا أن هذا الأسلوب مورس في بداية الثمانيات، وأصبح دارجا لدى المحققين الإسرائيليين واستخدامه كوسيلة ناجعة مع الأسرى، عدا عن سكب الماء البارد والساخن على جسد الأسير بشكل مفاجئ بشكل يومي واستفزازي.

وعرضت 'حسام' عدد من شهادات حية للأسرى والمعتقلين على التعذيب الوحشي بحقهم، وشكا الأسير جهاد العديسي (28 عاما) من مدينة غزة، من تعرضه للتعذيب في سجن عسقلان، وخاصة الشبح لمدة 24 ساعة متواصلة يومياً، ولمدة 9 أيام، وحجزه في غرف (العصافير) لمدة 12 يوما لانتزاع اعترافات منه.

وقال الأسير جمعة إبراهيم أبو جويفل من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، والمعتقل منذ 24/4/ 2008 في سجن اوهليكدار، إنه تعرض للتعذيب القاسي، وتم إطفاء السجائر في جسده، أثناء التحقيق، وفقد عينه اليسرى نتيجة إصابته بقذيفة دبابة قبل الاعتقال وهو الآن بحاجة لعين زجاجية.

و أشار الأسير على السرافيتي (30عاما ) المعتقل في سجن نفحة الصحراوي، إنه يعاني من التهابات حادة في المعدة منذ ستة أشهر ولم تقدم له إدارة السجن أي دواء بل تماطل في نقله إلى المستشفى لتلقى العلاج.

وناشدت 'حسام' المؤسسات الدولية والإقليمية التي تتبنى الدفاع عن حقوق الإنسان، والسيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة التدخل لدى الحكومة الإسرائيلية لتوقف خروقات والكف عن تعذيب الأسرى والمعتقلين في السجون.