الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أربعة أيام على قمة شارون- ابو مازن ولا أحد يجرؤ على التنبؤ

نشر بتاريخ: 17/06/2005 ( آخر تحديث: 17/06/2005 الساعة: 13:33 )
معا - تقرير اخباري - على عكس القمم السابقة, يتردد المحللون في تقدير نتائج لقاء قمة شارون - ابو مازن, وباستثناء بعض هوايات القفز التحليلي في مياه السياسة الشرق اوسطية, وباستثناء المطبوعات والمنشورات الحزبية التي تحمل موقفا مسبقا من الاحداث, يصعب ان تجد من يجرؤ على المغامرة باسمه والبوح بمكنونات ظنونه, لتتحول القمة القادمة الى لغز ومفاجئة اخرى من مفاجئات المنطقة.
قادة فتح ينظرون بتشكك وحذر لمواقف شارون, وصولاً الى قول رئيس فتح فاروق القدومي انه لا يثق باسرائيل ويخشى على حياته اذا هو وافق على العودة لفلسطين, ومثل هذا القول تبنّاه قادة السلطة, وعلى لسان رئيس الوزراء احمد قريع "انه لا يثق باسرائيل ولا يثق بالنوايا الاسرائيلية".
اما حماس والجهاد الاسلامي واحزاب المعارضة اليسارية فلهم موقفاً مسبقاً من اتفاقيات اوسلوا ومن مخططات شارون وهم على قناعة بأن شارون يحاول الاستفادة من عامل الوقت لالتهام اراضي الضفة الغربية.
ومن خلال اتصالنا بعدد من قادة المفاوضات الفلسطينية, لاحظنا ان الحيرة وصلت اليهم ايضاً, فالدكتور صائب عريقات قال "ان اللقاء التحضيري بينه وبين مدير مكتب شارون دوف فايسجلاس سيكشف اجندة اللقاء" ولكن, ورغم انعقاد الجلسة بينه وبين نظيره الاسرائيلي لم يستقرىء احد ما تخبئه القمة.
الاسرائيليون, لاحظوا حالة الاحباط واليأس السياسي المنتشرة في اوساط الفلسطينيين والعرب, فحاولوا الاسبوع الماضي رفع سقف التوقعات من خلال تسريب نبأ رغبتهم في تسليم مدينة جنين للسلطة, والكشف عن توصية بالافراج عن مروان البرغوثي, بل وصلت الشائعة حد القول ان شارون قد يفرج عن 1500 اسير فلسطيني في الدعة الثالثة من الافراجات, ما دفع برئيس نادي الاسير عيسى قراقع للكشف ان اسرائيل افرجت منذ قمة شرم الشيخ عن 800 اسير فلسطيني ولكنها اعتقلت 1000 بدلا منهم.
عربياً, لم يبدو الصمت غريباً, فالمملكة الاردنية لم تصدر اي تصريح يبشّر بأية توقعات حول القمة, واكتفت مصر بتجديد الجولات المكوكية لوزير مخابرتها عمر سليمان, واللقاء السري الذي عقده مع وزير الداخلية الفلسطيني نصر يوسف في مقر السفارة المصرية بتل أبيب وهي اشارات غير كافية للدلالة على نجاح القمة.
دولياً, تأتي وزيرة الخارجية الامريكية كونديلا رايس للتحضير للقمة, ولكن شيئاً لا يرشح عن التوقعات الاميركية من هذه القمة.
اما الخبر الاهم, فقد نشرته صحيفة يديعوت احرنوت يوم الاربعاء, وعلى صفحاتها الداخلية وبشكل غير بارز, وجاء فيه " ان الرئيس الاميركي بوش يتوقع سقوط حكومة شارون بسبب الانسحاب من غزة, وان رئيس وزراء بريطانيا طوني بلير شاركه التقديرات المذكورة".
ويجد المواطن, والمسؤول, وحتى المفاوض انفسهم في دائرة مغلقة من التوقعات, وما يزيد من الحيرة الراهنة ان شارون طلب من السفارة الاميركية في تل أبيب عدم اقامة مؤتمر صحافي بينه وبين كونديلا رايس عند لقائهما.
فهل هناك ما يستحق ان يخفيه شارون عن الصحافة؟ ام ان عدم وجود شيء اصلاً هو السبب في الغاء المؤتمر الصحافي؟.