عندما يصبح الفوز عبئا.. حماس أيضاً مصدومة من فوزها الثقيل !
نشر بتاريخ: 26/01/2006 ( آخر تحديث: 26/01/2006 الساعة: 15:39 )
كتب رئيس التحرير - تناوب المتحدثون بلسان حماس على التصريحات الصحافية السياسية التي تشرح اكتساح الحركة لنتائج الانتخابات الديمقراطية الفلسطينية ويبدو ان قادة وقاعدة حماس تعرضوا هم ايضا للصدمة الكبيرة من هذه النتيجة ولم يتوقعوا ما يحدث.
فالى جانب ذهول فتح وقادتها ، واسرائيل وجنرالاتها ، والفضائيات العربية ومراسليها ، كانت حماس نفسها مذهولة من الفوز الساحق فهي توقعت وفي اكثر من لقاء صحافي ان تفوز بنسبة اقل.
الشيخ محمد ابو طير المرشح رقم 2 على قائمة حماس كان قال لوكالة معا في لقاء متلفز بفندق سانتا ماريا ببيت لحم قبل اسبوع انه يتوقع فوز حماس بنسبة 30-35% فقط ولم يخطر ببال اي مسؤول حمساوي ان يعتقد اكثر من هذه النسبة.
اما الدكتور محمود الزهار فقال صباح يوم الانتخابات إنه يتوقع تزويراً في نتائج الانتخابات وهو ما يدل على ان القائد الحمساوي نفسه قد فوجىء بنزاهة الانتخابات وبدعم الجمهور الناخب وفوجىء ايضا برفعة الحس المسؤول عند رئيس السلطة ولجنة الانتخابات المركزية.
وكان موقع المركز الفلسطيني للاعلام شرع عصر الاربعاء بنشر بيانات مرتبكة على لسان حماس اتهم فيها السلطة بتزوير الانتخابات حتى قبل ان تنتهي فترة التصويت وقبل أن يجري اغلاق صناديق الاقتراع.
والحق يقال, ان الجمهور الفلسطيني المذهول من هذا الانقلاب الأخضر لا يجلس وحيداً تحت شجرة الدهشة, وانما يجلس معه قادة اجهزة الاستخبارات والآمن والسفراء والقناصل وقادة الفصائل وحتى رئيس السلطة.
التلعثم الذي ظهر على لسان قادة مرشحي فتح صباح اليوم, سرعان ما انتقل كالعدوى الى أفواه قادة حماس, فحماس لم تتوقع أن تقبل فتح بالنتيجة, ولم تتوقع أن يقّر بها رئيس السلطة؟؟
وبعدها جاءت استقالة رئيس الوزراء وصدرت التصريحات مثل الصاعقة من أفواه قادة فتح والسلطة بأن على حماس تشكيل الحكومة, فبدت حماس وكأنها مرتبكة, وأسعفها القائد الحمساوي اسماعيل هنية باقتراح تشكيل حكومة ائتلاف مع فتح, ولكن فتح ردت المفاجئة بمثلها ورفضت هذا الاقتراح لتفتح أبواب المسؤولية على حركة المقاومة الاسلامية التي لم تستعد أصلاً لتولي السلطة بكل هذه السرعة.
وفي حال استقال أبو مازن فان حماس ورئيسها خالد مشعل ستكون في موقف حساس, وسيبدأ الصحافيون بطرح أسئلة كبيرة مثل, من سيترأس السلطة؟ وهل سيحضر خالد مشعل الى غزة لترأسها؟ وهل البنية التحتية لتنظيم حماس جاهزة لمثل هذا الانتقال السريع للحكم؟ وماذا عن الشرطة وأجهزة الأمن؟
أسئلة كبيرة في يوم كبير وعظيم - واذا كانت نتيجة الانتخابات التي تعطي حماس حوالي 75 مقعداً برلمانياً من أصل 132 مقعداً فان المجتمع الفلسطيني ينتظر الآن الهزات الارتدادية التي ستتبعها.
وبمتابعة بسيطة لبث التلفزيون الفلسطيني الرسمي يدرك المشاهدون حجم الصدمة, وقوة الزلزال السياسي والاداري, لدرجة أن أحد رجال الأمن الفلسطيني استوقفني في الشارع وسألني: ماذا سأفعل الآن وماذا سيحدث بعد؟
لم أخجل أن أجيبه: لا أعرف, فهذه أول مرة علينا جميعاً, ودائماً أول مرة تكون صعبة.