الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

د. اشتية: لم يزور أحد حقائق تاريخ القدس بالطريقة التي تقوم بها إسرائيل

نشر بتاريخ: 25/06/2009 ( آخر تحديث: 25/06/2009 الساعة: 20:14 )
رام الله-معا- عبر د. محمد اشتية وزير الأشغال العامة والإسكان عن استنكاره للسياسة الممنهجة التي تتبعها إسرائيل في تهويد المدينة المقدسة وتشريد المقدسيين منها، والتي تمثـَّل آخرها بقرار بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، هدم منازل المواطنين في حي البستان في سلوان.

وقال اشتيه في بيان صدر عنه اليوم: "مع استمرار الصراع الدائر على هوية القدس وتاريخها، فإننا ننظر بخطورة بالغة للسياسة الإسرائيلية القائمة في القدس، ونعرب عن بالغ استنكارنا لتصعيد الحرب على مدينة القدس عبر محاولة التخلص من الأحياء العربية فيها".

وأضاف: "هذا يكشف عن المستوى الخطير الذي وصلت إليه عملية التهويد، إذ إنه يأتي استمرارا لسياسة إسرلة القدس المحتلة المتواصلة منذ احتلال القسم الشرقي للمدينة عام 1967، بشكل يتناقض مع القانون الدولي وخصوصا اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949".

وأوضح د. اشتية إن إسرائيل وبلديتها تعتبران قوة احتلال تحتل الأرض الفلسطينية بما فيها القدس، بحيث لا يجوز لها الاستمرار بهذه السياسة التي تتناقض مع قرارات الشرعية الدولية ورؤية الرئيس الأميركي باراك اوباما لحل الدوليتين ووقف الاستيطان وإزالة البؤر الاستيطانية.

كما أشار إلى أن المسألة تحمل أبعاد سياسية وليس قانونية كما تدعي بلدية الاحتلال في القدس، حيث يأتي هذا في وقت ما زال المسجد الأقصى المبارك مهدد وتتعمق عمليات الحفريات في المنطقتين الجنوبية والشرقية للمسجد الأقصى المبارك، ويكثف فيه الاستيطان والتهميش والتمييز "العنصري" والتطهير العرقي.

وأضاف: "أصبحنا ندرك إنه رغم تناوب البابليين والفرس والرومان والصليبيين على احتلال المدينة في العهد القديم، والأتراك والبريطانيين واسرائيل في العصر الحديث، أن أحداً لم يقم بتزوير حقائق تاريخ القدس بالطريقة التي تقوم بها إسرائيل اليوم.

وتابع :"التزوير يتم بمحاولة استبدال الإنسان الفلسطيني بمستوطن واستبدال أسماء الشوارع العربية بكلمات عبرية واستبدال بيت المواطن الفلسطيني بمرقص والقدس بـِِ يوروشلايم، والهلال والصليب بالشمعدان، وحائط البراق بحائط المبكى، وحي المغاربة بالحي اليهودي واستبدال المستشفى بمركز للشرطة، واستبدال أسوار سليمان القانوني بجدار شارون والمسجد الأقصى بالهيكل المزعوم…..... وقد يبدأ التزوير هنا لكنه لا ينتهي عند هذا الحد... ".

ووجه د. اشتية رسالة للمجتمع الدولي قائلا: " نحن نعلم أن العالم ما يزال يدرك مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل الواقع تحت احتلال يتصرف بالأراضي وفقا لمصالح المستوطنين وتحت قوة السلاح، وعليه يجب أن يمارس المجتمع الدولي دوره ويتخذ الإجراءات اللازمة لوقف السياسة الإسرائيلية المتبعة في القدس، من أجل تنفيذ القانون الدولي والاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية حقوق الإنسان وحماية المدنيين أثناء الحرب من ممارسات قوة الاحتلال".

كما دعا الإدارة الأميركية إلى ممارسة الضغوط اللازمة على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الإجراءات فورا والالتزام بأسس عملية السلام القائمة على حل الدولتين والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مضيفا:" وندعو منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية أن تسمع صوتها عاليا وتتخذ الإجراءات الحازمة لحماية الوجود الفلسطيني في القدس الشريف والتصدي للسياسة الإسرائيلية التي تعمل على إسرلة المدينة.

ونوه :" ليست إخطارات الهدم في حي البستان سوى حلقة في مسلسل إسرائيلي، فهل ينتظر المجتمع الدولي الفصل الأخير من مأساة تهويد القدس أم سيتحرك الآن بقوة وقبل فوات الأوان؟"، مشددا على أهمية طي ملف الانقسام وإعادة الوحدة الوطنية والالتفاف حول البرنامج الوطني الفلسطيني وحماية المشروع الوطني.

وختم د. اشتية بيانه بالقول: "أصبحنا نعلم أن القدس هي أقرب نقطة إلى السماء، وأننا أمناء عليها. لذا لا بد لنا أن نستغل هذا العام الذي يحتفل فيه العالم بالقدس عاصمة ً للثقافة العربية، لنطلق صرخة في وجه الظلم ونفتح الأعين ليرى الناس أجمعين كيف يُسرق التراث الحضاري والإنساني ويزور بما يخدم الأيديولوجيا الصهيونية القائمة على أساس نفي الآخر".