الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

حين تتكامل المفاعيل **بقلم : خضر ابو عبارة

نشر بتاريخ: 25/06/2009 ( آخر تحديث: 25/06/2009 الساعة: 18:27 )
بيت لحم - معا - انطلقت قبل ايام بطولة التضامن السلوية الثالثة والتي ينظمها النادي الارثوذكسي العربي الرياضي – بيت جالا بالتعاون مع منظمة رياضيون في العمل Athletes in Action الامريكية وهي منظمة غير حكومية تعمل في ميدان الرياضة بكافة انواعها وقطاعاتها في كافة انحاء العالم بهدف تطوير الرياضة المحلية . وقد نجحت النسخة الاولى والثانية من البطولة في العامين المنصرمين من خلال استضافة عدد من اللاعبين المتطوعين الامريكان الذين يتوزعون على الفرق المحلية ويشاركون في مبارياتها وبطولاتها مما كان له الاثر الملموس في تطوير اداء الفرق المحلية ودفعها الى الامام ولعل البطولة باتت عنوان استقطاب شعبي ورياضي وسلوي واسع وذلك من خلال عدد الفرق التي طالبت بادراجها في البطولة او من خلال العدد الاخر الذي لم يتمكن من المشاركة او من خلال الجماهير التي تلازم المباريات.
غير ان البطولة هذا العام حملت ابعادا جديدة وانطوت على مضامين تجاوزت دورها الرياضي حين رفعت شعار " فلسطين بلا مخدرات" بحيث كفت عن كونها حدثا رياضيا وتخطته لتلعب دورا وطنيا واجتماعيا يتمثل في محاربة احدى اكثر الظواهر والآفات الاجتماعية خطورة على شبابنا وهي ظاهر المخدرات بعدا ن لوحظ اتساع نطاقها وانتشارها واثرها الاجتماعي الملموس لا سيما بين اوساط الفئات الشبابية.
ولعل الفضل في تبوأ البطولة لهذا الدور يعود لأدارة مكافحة المخدرات في بيت لحم وهم اصحاب الفكرة وروادها حين بادروا بطرحها على ادارة النادي التي تلقفت الاقتراح بكل روح ايجابية وتعاون اخوي ليتحول الاقتراح في غضون ايام الى حدث رياضي كبير يرفع صوت "لا للمخدرات لا لقتل الذات لا لخراب البيوت". وهنا بيت القصيد اذ ان البعد الابداعي في الموضوع هو الخروج عن وسائل العلاج التقليدية او البوليسية والبحث عن افاق العلاج في ممكنات الواقع الاخرى وفي تفاعلات المجتمع المختلفة بحيث نوظف تلك الممكنات في خدمة هدفنا الاساس وهو ما اسميه تعدد المفاعيل التي يمكن ان يقوم بها كل لاعب اجتماعي (كل علاج). فالى جانب الدور الرئيس لكل لاعب اجتماعي هناك ادوار ثانوية اخرى او تأثيرات جانبية متعددة side effect سلبية وايجابية. ودور مؤسساتنا القيادية ومؤسسات المجتمع المحلي هو تنسيق تلك المفاعيل والعمل على تكاملها بحيث تحقق في السياق اكثر من هدف فرعي الى جانب الهدف العام. ولذلك فاذا كان هناك بد فلا بد ان اتوجه بجزيل التقدير والاحترام الى ادارة مكافحة المخدرات ولجهازها الشرطي ومديرها العام ليس لدورها في محاربة هذه الظاهرة والافة المميتة وحسب وانما لتكنيك العلاج وطرقه الابداعية التي خرجت عن كونها علاجات امنية واجراءات بوليسية صرفة بل تعدتها الى استكشاف امكانات المجتمع المحلي المختلفة الرياضية والاحتماعية والثقافية والاعلامية وتوظيفها جميعا او تنسيقها بشكل تكاملي في خدمة محاربة هذه الافة.
وعلى ذكر الاعلام فهو ملح العمل الاجتماعي الذي يدخل في كل الطبخات ويضاعف من مفاعيلها وينقلها الى اوسع دائرة ممكنة. والاعلام في بطولة التضامن له اثر واضح في اثارة الحدث وتوزيعه كتابيا واثيريا وبصريا بحيث نقل بصورة دقيقية وموضوعية اهداف ومضامين الحدث لا سيما الصحفي الصاعد وجدي الجعفري والصحفي النشط عنان شحادة وصحفي الفقراء عدنان الصرعاوي بالاضافة الى تلفزيون بيت لحم الذي لايغفل عن اية مناسبة الا وينقلها على الهواء لتدخل كل بيت وتخاطب كل مواطن. وهنا لا استثني الصحفيين الاخرين او وسائل الاعلام الاخرى. فاذا كان من سبب للنجاح الذي حققته البطولة حتى الان وفي تادية رسالتها فانما لتكامل جهود ومفاعيل كل المشاركين والقائمين عليها من المنظم الى ادارة مكافحة المخدرات الى الصحافيين الى الداعمين واخص بالذكر مؤسسة لجان العمل الصحي التي انسجم شعار البطولة مع توجهها واهدافها كجسم طبي واخيرا الى اصحاب الصالة والقائمين عليها والذي لا يتوانون عن توفير مل الظروف المريحة لنجاح الحدث. فلتتضار جهودنا ولتتكامل مفاعيل انشطتنا ولنعمل من اجل فلسطين خالية من المخدرات.