الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مشعل: رحبنا بالتغيير اللغوي وننتظر التغيير العملي

نشر بتاريخ: 25/06/2009 ( آخر تحديث: 26/06/2009 الساعة: 11:28 )
بيت لحم- معا- اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ان التغيير الذي طرأ على الخطاب الامريكي يعود الى الصمود في فلسطين ولبنان، والعراق، داعيا الى اتباع التغيير الجيد باللغة الى تغيير على الارض.

جاء ذلك خلال خطاب لمشعل يلقيه حماس في هذه الاثناء من العاصمة السورية.

وقال مشعل: ان خلاص الامة يكون بيدها، واضاف :"نحن لسنا اصحاب حق وقضية عادلة واصحاب هذه الارض فحسب بل نحن متجذرون في هذه الارض منذ 6 الاف سنة، ونحن من قدم العلم والثقافة والقيم الانسانية للبشرية اجمع، ومن قدم قيم التسامح والتفاعل بين الحضارات وليس التصادم معها".

واضاف :"نحن نلمس تغييرا في الخطاب الامريكي خاصة بعد خطاب الرئيس الامريكي اوباما في القاهرة، ونحن نقدر ذلك، ولكننا لانسحر بالخطابات وانما نريد تنفيذ السياسات على الارض، المطلوب من قادة الدول العظمى هي الافعال الحازمة والمبادرات الجادة التي تعيد الحق لاصحابه وتنهي الاحتلال غير المشروع، وان قدرة اي ادارة امريكية على كبح جناح اسرائيل لن تتحقق قبل جماح النفوذ الصهويني في قرار الادارة الامريكية".

وكان حضور قيادات حماس واضحا في الخطاب، حيث حضر جميع اعضاء المكتب السياسي، وقادة حماس في غزة (الزهار، والحية، واسامة حمدان، ..).

واعتبر مشعل حديث اوباما عن تجميد الاستيطان" امرا جيدا ولكنه غير كاف".

وقال مشعل ان الغرب يتحمل مسؤولية كبيرة عن التطرف والعناد الاسرائيلي، قائلا:"اي عدالة يمكن ان يتفهمها اوباما في ظل قيام وطن قومي لليهود في فلسطين، وماذنب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية في هذا الوعد، فما زال شعبنا الفلسطيني يعاني من الظلم والقهر والمجازر من دير ياسين حتى غزة.

وقال مشعل ان غزة ما زالت تعاني من جريمة الحصار والاغلاق حيث يسقط جراء ذلك مئات الضحايا من المرضى والجرحى، وما زال يتواطأ الكثيرون على هذه الجريمة "الحصار".

وطالب مشعل بمصادقية الافعال باعمار غزة، وانهاء الحصار وترك المصالحة الفلسطينية تاخذ طريقها دون شروط خارجية، وترك الشعب الفلسطيني يقرر مصيره بيده.

واعتبر مشعل ان خطاب نتانياهو كان شديد الوضوح، مضيفا " الان وبعد ان انقشع الغبار وانقشعت الاوهام التي علقها البعض، وفي ظل التطرف الاسرائيلي لا بد من تأكيد ما يلي :

اولا: نرفض الموقف الاسرائيلي الذي عبر عنه نتنياهو حول الحقوق الفلسطينية جملة وتفصيلا وخاصة بالقدس واللاجئين والاستيطان والدولة الفلسطينية واشتراطها منزوعه السلاح، وهذه الدولة التي يتحدث عنها هي كيان مسخ.

ثانيا : نؤكد على رفضنا لما يسمى يهودية اسرائيل، ونحذر من اي تساهل فلسطيني او عربي حيالها.

ثالثا: على الادارة الامريكية والرباعية ان تدرك ان غالبية قوى شعبنا وجماهيره لا تكترث لاطلاق عملية التفاوض. فالتفاوض في ظل الموقف الاسرائيلي القائم عملية عبثية، داعيا الى انهاء الاحتلال ورفع الظلم عنه وانجاز حقوقه .

رابعا: قضية فلسطين ليست قضية حكم ذاتي وسلطة وعلم ونشيد واجهزة امنية واموال من المانحين، هي قضية وطن وهوية وتاريخ وسيادة على الارض، والقدس وحق العودة والارض عندنا اهم من السلطة، لذلك فان البرنامج الذي يمثل الحد الادنى لشعبنا هو قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس ذات سيادة كاملة على حدود 67 وازالة جميع المستوطنات وانجاز حق العودة .

واكد مشعل على الرفض القاطع للتوطين والوطن البديل خاصة الاردن، فالاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين.

كما اكد مشعل في خطابه على التمسك بالمقاومة كخيار استراتيجي لتحرير الوطن واستعادة الحقوق، قائلا : لا يحق لاحد ان يحرمنا هذا الحق، وان المقاومة السلمية تصلح من اجل الحقوق المدنية وليس لتحرير الاوطان، فالمقاومة السلحة هي الحل لاستعادة الحقوق وانهاء الاحتلال.

خامسا: نقدر لغة اوباما تجاه حماس وهي خطوة في الاتجاه الصريح نحو الحوار المباشر بلا شروط، وان التعامل مع حماس يجب ان يكون على اساس ارادة الشعب الفلسطيني وليس من خلال فرض الشروط كشروط الرباعية.

سادسا: نتانياهو واركان حكومته قلبوا الطاولة في وجوه الجميع، فلماذا تبقى خيارتنا مكشوفة؟ ذلك ان الاعتدال الفلسطيني لم يقابل باعتدال اسرائيلي، وانما هو الذي اوصل اركان حكومة متطرفة الى الحكم كما اوصل عرفات الى الحصار، داعيا زعماء العرب الى اعتماد استراتيجية جديدة، ونحن في حماس مستعدون للتعاون مع الدول العربية للعمل معا من اجل تنفيذها، وبهذا نفرض احترامنا على الاخرين.

سابعا: ونحن نتحدث عن المواجهة للحكومة الاسرائيلية تأتي ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية، وانجاز الاتفاق، وان اهمية المصالحة ليس لكونها ضرورية لاطلاق التشوية من جديد كما يريدها البعض، وانما هي اقدس واغلى لكونها ضرورة وطنية لانهاء الانقسام ومعالجة اثاره وتوحيد الصف الوطني، وتصليب الجبهة الداخلية في مواجهة الاحتلال، مؤكدا ان قرار الحركة لليوم الاول على الانقسام "الذي فرض علينا" هو العمل على سرعة انهاء الانقسام الفلسطيني وانجاز المصالحة من خلال الحوار الذي ترعاه الشقيقه مصر والتعاون مع جهودها.

وقال ان وفدا من الحركة سيذهب الى القاهرة يوم الاحد القادم وسيكون هناك جلسة مع وفد فتح لتذليل العقبات، وان للمصالحة مقتضات اهمها انجاز ملفات الحوار ووقف التدخلات الخارجية.

ثامنا: قال مشعل ان العقبة الاساسية للحوار هي ما يجري في الضفة الغربية منذ عامين، فالمقاومة ووحدة الصف تدفع ثمنا في الضفة، فما يجري في الضفة خطة عمل ممنهجة تستهدف المقاومة وكل اجنحتها، وتنسق مع الاحتلال لقتلهم، وقد شملت الحملة اعتقال المئات من كوادر حماس الذين وصل عددهم الى 880 من القيادت والرموز والطلبة والنساء.

ودعا مشعل الرئيس اوباما الى سحب الجنزال دايتون من الضفة واعادته الى بلاده استجابا الى التغيير الذي تطالبون به، وقال" ابلغنا المصريين بضرورة وقف الاعتقالات في الضفة، لانجاح الحوار، "مؤكدا انه رغم جهود مصر وسوريا لا يوجد على الارض سوى تصريحات تتحدث عن افراجات، يوجد اعداد مفرج عنها لكن معدودة جدا، واكد حرص حركته على تحقيق المصالح،ة مطالبا مصر الى ازالة هذه العقبة.

وقال ان هناك ملف وطني مؤلم لشعبنا وهو ملف الاسرى في سجون الاحتلال، اصغرهم يوسف الزق بالاضافة الى العشرات من النسوة والقيادت الوطنية.

وتابع:" ما زلنا نعمل من اجل الافراج عنهم جميعا وخضنا مفاوضات غير مباشرة لانجاز صفقة تبادل لكن لم تنجح، ونحن مستعدون لانجاز صفقة تبادل مع الاسرى، مضيفا ان خيارات المثاومة مفتوحة لتحرير الاسرى، مذكرا بعملية اسر الجندي شاليط قبل 3 سنوات.

وهنأ الدكتور عزيز دويك وجمال حويل بمناسبة الافراج عنهما من سجون الاحتلال، مؤكدا ان عودة دويك الى شعبه بشارة خير وكسب كثير.

واوضح ان اسرائيل اليوم لم تهزم شعبنا وفشلت في حربها ضد شعبنا في غزة كما فشلت من قبل في لبنان.ودعا الى مزيد من المقاومة والصمود والحراك السياسي الواعي لانجاز المشروع الوطني.

ودعا مشعل الفعاليات الفلسطينية والدولية الى استئناف مبادراتها لكسر الحصار، وتفعليها لصالح القدس ومواجهة الاستيطان والتحرك لصالح ملف الاسرى .

عزام الاحمد

رد عزام الاحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية على خطاب مشعل بخصوص الاعتقالات في الضفة، قائلا ان حماس تمارس الاعتقال في غزة، مؤكدا ان ملف الاعتقال في الضفة لن يغلق الا بنهاية الانقسام، وقال نحن اطلقنا سراح 84 شخصا من حماس خلال اسبوع للمساعدة في انجاز الحوار.

وقال الاحمد يجب العودة الى اصل المشكلة وهو انهاء ما ادى الى الانقسام.