الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

فرس الملائكة في الملاعب وغدا في حوض السباحة**بقلم: محمد اللحام

نشر بتاريخ: 28/06/2009 ( آخر تحديث: 28/06/2009 الساعة: 18:08 )
بيت لحم - معا - قد يكون من الطريف جدا ومن الأحقية جدا ان يسجل اسمه ورسمه في كتب المفارقات الشاهقة وليست الضاحكة وقد تكون الساخرة من القدر والمرض.
فشخصيته لا تشبه احدا سوى هو لانه صاحب مواصفات خاصة وله كيمياء فريدة فمن تفاعلاته مع المحيط وخاصة المحيط الرياضي الذي يبتعد عنه كل من يشبهه من الخارج الا ان الداخل مكتنز بالمكنونات العجيبة ذات القدرات الوفيرة والجاهزة لطرح فكرة الثمرة حتى تصل لدرجة الثورة على الواقع التقليدي المرفوض بالنسبة له.
خالد زهير شعبان هذا الشاب السائر والسائد على عكازين تحملانه كأنه الطير رغم ثقل اعبائه واحلامه وعطائه فقد كان قدره شلل الاطفال منذ الصغر وان يولد في المخيم لعائلة لاجئة فقيرة وان يزحف في ازقة المخيم ذهابا وإيابا على الحصا والأتربة دون عربة او عصا في حينه الا ان ذلك لم يكن عاملا احباطيا بل شكل دافعا تعزيزيا لخالد الذي رفض التسليم للواقع المرير حتى لقب بين اقرانه (بفرس الملائكة) تشبيها لذلك الطائر دائم الحركة وصنع من مأساته ملهاةً وسخر من العكازة واهمل معناها ورفع هاماته ودخل المربعات المحرمة على اشكاله بالفهم التقليدي فكرة القدم للاصحاء جدا الا انه قفز من النافذة ليكون اول مدرب قدم للأصحاء جسديا وأسس الفرق الكروية وساهم في بناء بعض المؤسسات الرياضية والمجتمعية ولم يكتف بذلك بل يمارس كرة الطاولة ويفوز بالبطولات على مستوى الوطن وينافس زملائه ممن ليس لديهم اي اعاقات جسدية وقد يكون الوحيد المسجل رسميا ويشارك في البطولات بعيدا عن بطولات ذوي الحاجات الخاصة .

وكرة السلة المحتاجة لاطوال طائلة تطاول عليها خالد حتى طالها من على مقعده ليصبح قائد منتخب فلسطين ومن ابرز نجوم اللعبة وكذلك رمي الكرة الحديدية. دون نسيان وجوده الملفت في غرفة بناء الأجسام وعيون المتدربين شاخصة في حركاته وتمارينه التي يصعب على زملائه القيام بها. هذا جزء يسير من قدرات وحراك خالد الموظف في وزارة الشباب والرياضة فأن قدراته الادارية اهلته ليكون مديرا فنيا في اكثر من مناسبة للفرق الكروية وكذلك اداريا في العديد من المؤسسات مثل ابداع ومركز شباب الدهيشة واتحاد عد الرياضي وعلى مستوى الوطن نجح بالفوز بالمقعد الخامس لادارة اتحاد تنس الطاولة من بين 15 متنافسا في حينه وتجده في لجان المناطق لكرة القدم .

ولا اعتبر هذه المقاله تكريما او مجاملة له بل للفت النظر لضرورة تكريمه كنموذجا مجتمعيا صحيا يحتذى به من الجميع كصاحب ادارة وارادة محترمة. غدا قد يكون في ادارة السلة او حتى الركبي ولن يفاجئني ان وجدته قريبا في حوض السباحة.