الأحد: 22/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الله ينجينا من الآت !

نشر بتاريخ: 27/01/2006 ( آخر تحديث: 27/01/2006 الساعة: 17:29 )
بيت لحم - معا - كتب المحرر السياسي - الفوز الساحق لحركة حماس ذات العشرين ربيعاً على حركة فتح الشابة, الشائبة, الطاعنة في الثورة والنضال...هذا الفوز الساحق, والصاعق، والمفاجىء، لن يكون سهل الهضم على حركة متمرسة في مقارعة الخطوب, حتى لم يبق في جسدها شبر الا وبه ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم خلال 41 عاما من النضال الصعب قدمت خلاله الاف الشهداء والجرحى والمعتقلين .

ولم تستطع كلمات الترحيب وعبارات التبريك التي أطلقها قادة الحركة المجروحة في كبريائها, أخفاء الوجوم عن الوجوه المصدومة والقلوب المفجوعة بحصاد الصناديق التي أصرت الحركة الأم على جلبها بيدها ليمارس الناس حقهم في اختيار ممثليهم رغم كل المخاوف والتحذيرات مما ستسفر عنه تلك الصناديق جراء حالة الاحتقان وعدم التوازن التي عاشتها الحركة , عقب غياب زعيمها المؤسس وحافظ توازناتها ومطلق رصاصتها الأولى الشهيد ياسر عرفات.

ولعل السؤال الأهم الذي يطرحه المراقبون اليوم هو كيف ستتصرف حماس بجمر السلطة الذي وقع بين يديها على حين غرة؟ وكيف ستتصرف فتح الحزب الحاكم بعد أن وجدت نفسها في الاتجاه المعاكس في معارضة يقول قادتها أنهم سيجعلونها موالية لخصومهم السياسيين في الحكم؟.

أسئلة تفتح الباب أمام سلسلة طويلة من الاسئلة اهمها يتعلق بالكيفية التي ستتصرف بها القوى الاقليمية والدولية ازاء ما وصف " بالزلزال " الذي ضرب المنطقة بفوز حركة يعتبرها الغرب خارجة عن نص الافق السياسي الذي انفتح على المنطقة عقب توقيع اتفاق اوسلو .

وبمقدار ما تبدو الأسئلة حادة وصعبة بمقدار ما تبدو الاجابة عليها شديدة الصعوبة و التعقيد في بيئة يلفها الضباب وانسداد الافق والانحباس السياسي.

ولعل واقعة الامس امام المجلس التشريعي في رام الله عندما اقدم مناصرو حركة حماس المزهوون بالنصر الذي حققوه في صناديق الاقتراع ، بانزال العلم الفلسطيني عن سارية المجلس ورفع علم الحركة مكانه، مضافا اليه ما حدث في غزة اليوم من مواجهات بين انصار الحركتين.. هاتان الواقعتان تشيران بالكثير من الدلالات التي تلقي بظلال كثيفة على ما يخبؤه المستقبل خلال الحقبة القادمة من الحكم الحمساوي .

فتح التي لا زالت تعيش تحت هول الصدمة بدات تنطلق داخلها صيحات تدعو لاخذ الدروس والعبر مما حدث ومحاسبة المسؤولين عنه .

ولا يملك الفلسطيني وهو يرقب ما يجري من حوله وما هو مرتقب لمستقبله الا أن يرفع ايادي الضراعة الى الله مردداً الانشودة المشهورة لمارسيل خليفة " الله ينجينا من الآت" !!