تسونامي الأخضر ... قد وصل/بقلم : د. نشأت الاقطش
نشر بتاريخ: 27/01/2006 ( آخر تحديث: 27/01/2006 الساعة: 17:48 )
وصف فوز حركة حماس بأنه تسونامي، او الزلزال، وصف صحيح . ولكن: هل هو تسونامي ضد الفساد الذي استشرى في أوصال مؤسسات السلطة الوطنية؟ أم هو ضد المفاهيم والقيم السياسية والاجتماعية؟
كان الشعب الفلسطيني بحاجة الى هذا التغيير، بعد سنوات طويلة من العبث السياسي الاسرائيلي في مصير الناس، والفوضى الداخلية التي خلقها الاحتلال.
من يعرف حركة حماس من الداخل، يدرك أن هذا زلزال (تسونامي) سيكون ضد الفساد، والمحسوبية والترهل. فحركة حماس التي نجحت في مجال العمل الاحتماعي والإغاثي على مدار عقود من خلال مؤسساتها وجمعياتها،كما عرف عنها ايضاً شدة الانضباط بين عناصرها، فهي حركة لها رأس يخطط ويقرر وأعضاء ينفذون بدقة ودون مناقشة.
مع أن القرارات في حركة حماس تؤخذ بشكل ديمقراطي في العالم (ربما الأكثر ديمقراطية في العالم)، فعندما تطرح قضية معينة تناقش في القاعدة الجماهيرية، وترتفع التوصيات الى الطبقة الثانية في الهرم التنظيمي المعقد حتى تصل جميع التوصيات الى القيادة العليا حيث يصنع القرار، وبعد صناعة القرارالجميع المؤيد والمعارض يطبق دون مناقشة.
خلال التهدئة التي وقعت بين السلطة الفلسطينية والفصائل مع اسرائيل قيل حينها أن الزعيم الراحل عبد العزيز الرنتيسي ربما كان يعارض عقد مثل هذه الهدنة، كما كان يعارضها الآخرون ومن كتائب عز الدين القسام، ولكن بعد توقيعها التزم الجميع فيها ولم تطلق الكتائب رصاصة واحدة حتى خرقتها اسرائيل( كالعادة).
ندلل هنا على الدقة والديمقراطية التي يتخذ بها القرار والطريقة الحضارية التي يلتزم بها الجميع المؤيد والمعارض.
أنني اؤكد لشعبنا كمراقب قريب من الحركة الاسلامية أننا ربما نختلف مع الحكومة الخضراء الجديدة في بعض القضايا، ولكن الأكيد أنهم لن يسرقوا خبز أولادنا، وسيعملون بأقل الامكانيات على توفير حياة كريمة لابناء شعبنا، كما أنهم لن يفرطوا في حقنا في العودة والأمن، وهم اكثر الناس حرصاً على المقدسات (كل المقدسات) الاسلامية والمسيحية، أو هذا ما نتوقعه من حركة هدفها نيل وضى الله وليس المناصب والمال.
نبارك لشعبنا بكل أطيافه هذا العرس التاريخي، فقد برهن الجميع، وخاصة حركة فتح( السلطة الحاكمة) على أنهم اكبر من الخلافات، فقد ارتفع الجميع الى درجة العظمة. وخاصة الرئيس الفلسطيني " محمود عباس" الذي برهن أنه زعيم تاريخي للفلسطينيين.
د.نشأت الاقطش استاذ الاعلان والعلاقات العامة في جامعة بير زيت