السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤتمر القدس الدولي يؤكد على هوية المدينة العربية والاسلامية

نشر بتاريخ: 29/06/2009 ( آخر تحديث: 29/06/2009 الساعة: 11:24 )
رام الله- معا- اختتم مؤتمر القدس الدولي "هوية القدس بين الاصالة والتهويد" في رام الله اعماله بالتأكيد على هوية القدس هوية عربية اسلامية خالصة لذاتها ولغيرها من الشعوب كافة، لتحقيق ما كانت عليه هذه الهوية، حيث اصطلح المسلمون ضمنها مع المسلمين انفسهم ومع اصحاب الديانات الاخرى مستندين على العهدة العمرية، محافظين على البعد الانساني لهذه المدينة المقدسة.

كما أوصى المشاركون في المؤتمر بضرورة تسليط الضوء على واقع المدينة المقدسة بخاصة وانها تتعرض لعملية تهويد تستهدف الانسان الفلسطيني وارضه وبيته وكل معلم يدل على هويته التي ورثها عبر العصور.

وكان اليوم الثاني للمؤتمر احتوى على خمس جلسات حيث احتوت الجلسة الاولى على قراءة في المصادر والوثائق حول القدس وموضوع اصلاحات الدولة العثمانية في مجالات المعارف والاعمار والادارة المالية والامن في القدس وموضوع القدس في الارشيف العثماني وموضوع تركيا وفلسطين بعد الحرب العالمية الاولى بالاضافة لموضوع التنافس الاجنبي على الملكية العقارية في القدس، اما الجلسة الثانية فقد ناقشت الخطط والمشاريع العثمانية لتطوير القدس في اواخر العهد العثماني وموضوع الموارد المالية لمدينة القدس وسكانها وطرق إنفاقها في العصر العثماني في القرنين 16-17م وموضوع القدس في سجلات محكمة القدس الشرعية وموضوع مكانة المرأة المسلمة في القدس وقراها وموضوع دور المسيحيين في الحركة الوطنية الفلسطينية في القدس 1948-1918 م بالاضافة الى موضوع التأشيرات السياسية على المكتبات في القدس اثناء الاحتلال والانتداب البريطاني.

اما الجلسة الثالثة فقد تطرقت لموضوع طمس هوية القدس الثقافية في الادب الصهيوني والتهويد الممنهج لمدينة القدس وابعاده وموضوع الهدر الصهيوني للتراث والروح الاسلامية في القدس وموضوع زاوية الهنود في القدس والمدينة المقدسة في ضمير التونسيين ونضالاتهم وموضوع التنقيبات الاثرية الاسرائيلية غير القانونية في القدس بالاضافة لموضوع التعليم في المدينة، اما الجلسة الرابعة التي شارك فيها وزير شؤون القدس حاتم عبد القادر ومسؤول ملف القدس في الرئاسة الفلسطينية احمد الرويضي فقد ناقشت موضوع الاجراءات الاسرائيلية لتهويد مدينة القدس والمخططات الاسرائيلية في القدس الشرقية والواقع الديمغرافي فيها وموضوع الحفريات الاسرائيلية في المدينة المقدسة والقانون الدولي بالاضافة لموضوع تهويد الاسماء العربية في المدينة.

وفيما يتعلق بالجلسة الخامسة فقد تحدث رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات عن ملف القدس في المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية كما تم نقاش موضوع الدور العربي في التصدي لتهويد معالم المدينة والدور الهاشمي في الحفاظ عليها وموضوع مستقبل الصراع بالاضافة لموضوع بيت المقدس ونهاية الدولة العبرية.

وقد نظم هذا المؤتمر مؤسسة احياء التراث والبحوث الاسلامية- بيت المقدس التابعة لوزارة الاوقاف والشؤون الدينية ضمن احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009، حيث انشأت هذه المؤسسة اواخر العام 1982 في القبة السليمانية في المسجد الاقصى قبل ان تنتقل عام 1985 الى بلدة ابو ديس.

وقد أكدت عميدة مؤسسة احياء التراث والبحوث الاسلامية – بيت المقدس أ. لبنى سليمان ان هذه المؤسسة أنشأت من اجل تجميع الوثائق والمخطوطات التي تتحدث عن فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص وانها جمعت الكثير من هذه الوثائق والمخطوطات حيث تم تصنيفها وفهرستها لينبثق عنها وثائق عربية تتعلق بالعقارات الوقفية في فترة الانتداب البريطاني والحكم الاردني ، وانبثق ايضا عنها الوثائق العثمانية التي تعود الى فترة الحكم الثعماني تتعلق بسجلات الاراضي والطابو من ابرزها وثيقة الدزدار والتي تثبت احقية المسلمين في حائط البراق وانه وقف اسلامي.

كما ايضا انبثق عن هذه الوثائق مخطوطات لمختلف العلوم " وجغرافيا، وتاريخ، وشريعة " جزء منها باللغة العربية والاخر باللغة العثمانية ومتوفر منها نسخ اصلية " مذهبة " واخرى مصورة ، وانبثق ايضا عن ذلك السجلات والتي تتعلق بالنفوس والايرادات والمحاسبات ابان الانتداب البريطاني والحكم الاردني، كذلك انبثق ارشيف صحفي يحتوي على معظم الصحف التي صدرت ابان الحكم العثماني والانتداب البريطاني، وايضا يحتوي على معظم الصحف الفلسطينية حتى يومنا هذا.

كما اكدت عميدة المؤسسة أ. لبنى سليمان ان من بين اهم اهداف المؤسسة اصدار الدراسات والابحاث التي تتحدث عن فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص ومساعدة الباحثين والدارسين في رسائلهم واطروحاتهم، كما انه يعمل في المؤسسة اربعة وعشرين موظفا ومن ضمن المشاريع التي انجزتها المؤسسة هو مشروع الارشيف الالكتروني.

بدوره أكد نائب عميد مؤسسة احياء التراث والبحوث الاسلامية أ. محمود اشقر ان فكرة عقد هذا المؤتمر ولدت منذ اللحظة الاولى التي اعلنت فيها القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 ، وقد تقدمت المؤسسة بعنوان هذا المؤتمر الى اللجنة التنفيذية لاحتفالية القدس واختير مؤتمرها من بين اكثر من عشرين مؤتمر تقدمت بها مؤسسات فلسطينية اخرى، وقد عملت المؤسسة جاهدة بتوجيهات من وزير الاوقاف والشؤون الدينية د. محمود الهباش لانجاح هذا المؤتمر الذي تم تقسيمه الى ثلاثة محاور:

المحور الاول : هوية القدس الثقافية ، تشأة وتطور .
المحور الثاني : هوية القدس الثقافية تحت الاحتلال ، "طمس وتهويد".
المحور الثالث : هوية القدس الثقافية ، واقع ومستقبل " التحدي ، المقاومة ، التحرر".

كما اكد أ. اشقر انه شارك في المؤتمر اكثر من اربعين مختصا ومهتما بموضوع القدس فلسطينيا وعربيا واسلاميا ، كما انه كان لافتا تميز كل من تركيا والاردن في مشاركتهم في هذا المؤتمر التي وصلت الى درجة المؤازرة للفلسطينيين ، كما شارت في المؤتمر شخصيات من تونس والجزائر وفرنسا وغيرها.

كما آشار أ. اشقر الى من تميز في المشاركة في المؤتمر امثال الاستاذ د. جمال جودة وخليل عثامنة ونظام العباسي ومحمد الحزباوي وايضا من اراضي ال48 الاستاذ د . محمود يزبك ، كما تميز المؤتمر بمشاركة اعلام من الاردن امثال الاستاذ د. محمد عدنان البخيت والاستاذ د. محمد صالحية والنائب محمود الخرابشة ومن الجزائر د. زيدان خليف ومن تونس د. بثينة الجلاصي ومن تركيا نائب مدير عام الارشيف العثماني في اسطنبول د. مصطفى بوداك.

اما فيما يتعلق بالمعيقات التي واجهت تنظيم المؤتمر فقد أكد نائب عميد مؤسسة احياء التراث والبحوث الاسلامية- بيت المقدس أ. اشقر انه من ابرز المعيقات تلك التي فرضتها سلطات الاحتلال على القادمين من خارج فلسطين للمشاركة في المؤتمر حيث عمدت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على وضع العراقيل امامهم الا ان اصرارهم على المشاركة ودخول فلسطين وسعي الجهات الرسمية الفلسطينة ممثلة بوزير الاوقاف د. الهباش ووزير الشؤون المدينة حسين الشيخ على تذليل هذه العراقيل كل ذلك ادى الى تجاوز تلك العراقيل، اما المعيق الاخر الذي واجه منظمي المؤتمر هو المعيق المالي.