الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

طريف يؤكد استمرار الاسواق المالية بدورها في تحقيق بيئة عادلة للتداول

نشر بتاريخ: 29/06/2009 ( آخر تحديث: 29/06/2009 الساعة: 17:26 )
نابلس - معا - أكد جليل طريف المدير التنفيذي لبورصة عمان، بانه وبالرغم من مرور تسع شهور على بداية الازمة المالية العالمية، وارتفاع الاسواق العربية خلال الاسابيع القليلة الاخيرة التي بدات فيها بوادر جيدة فانه من المبكر الحديث عن نهاية قريبة للازمة المالية العالمية وتأثيراتها على اقتصادات واساواق المنطقة والاسواق المالية الدولية، حيث لا زالت تسود الاقتصادات والاسواق العالمية حالة من عدم التأكد واليقين.

وكان طريف قد تحدث اثناء استضافته بصحبة سفيان البرغوثي مدير مكتب تمثيل سوق فلسطين للاوراق المالية في رام الله، لبرنامج "عين على البورصة" الذي تبثه اذاعة صوت النجاح في نابلس. حيث قال ان طبيعة الاسواق المالية، هي طبيعة معقدة فهي تتأثر بعوامل كثيرة داخية وخارجية. لكنه اشار الى ان المؤشرات الايجابية في اسواق المال العربية بدأت تظهر، معبرا عن امله بان يكون هذا العام عاما جيدا على الاسواق.

ونفى طريف في مقابلته ان تكون البورصات احد اسباب الازمة الازمة المالية العالمية، لكنها - على حد تعبيره - تاثرت بهذه الازمة المالية بشكل كبير وقد اثرت على اقتصاديات العالم، ولم تستثني احدا من تأثيراتها، وبالرغم من ذلك، فقد حافظت الاسواق العربية على اساسيات العمل فيها مشددا على ان لا تقع الاسواق وهيئات الرقابة تحت تأثير الضغوطات التي مورست عليها اثناء الازمة وان لا تكون الازمة المالية سببا في تغيير اساسيات عمل الاسواق. بل يجب ان تستمر الاسواق بدورها في تحقيق بيئة عادلة للتداول في الاوراق المالية. مشيرا الى ان ما تستطيع الاسواق عمله ليس مرتبطا بمعالجة الازمة المالية العالمية، فقد قال ان هناك جهات كثيرة هي من تحاول حل هذه الازمة، وليست الاسواق.

واوضح طريف في مقابلته الى نسبة التراجع التي شهدتها بورصة عمان خلال الازمة المالية العالمية، حيث وصلت النسبة الى 24.9% بعد ان سجل المؤشر العام لسوق عمان المالي نموا وصل الى 36% قبل بداية الازمة، مشيرا الى ان نسبة التأثير الذي لحق ببورصة عمان هي اقل بكثير مما شهدته الكثير من الاسواق العربية الاخرى وبعض اسواق المنطقة الذي وصلت نسبة الانخفاضات فيها الى70 %.

وحول اسباب التذبذبات التي شهدتها اسواق المال العربية خلال النصف الاول من العام 2009، فقد اوضح طريف ان من الصعب تحديد سبب محدد للارتفاع او الانخفاض في الاسواق المالية، "فالعوامل التي تحدد اداء الاسواق وحركة المؤشرات هي عومل كثيرة ومعقدة، ففي وقت من الاوقات نجد الاسواق تسير بنفس الاتجاه متأثرة بعوامل خارجية وداخلية ليس بالمنطقة فحسب بل على كل الاسواق العالمية.

لكنه استدرك موضحا بان اللمستثمر المتعامل بالاوراق المالية يجب ان يتوخى الحذر والاسلوب الحصيف مع قراراته الاستثمارية، والمستثمر الذي يبني قراراته الاستثمارية على معلومات سليمة وحقائق وارقام صحيحة فاذا ارتفع السهم او انخفض فان ذلك لا يجب ان يؤثر على نفسيته.
بدوره اشار سفيان البرغوثي مدير مكتب تمثيل السوق في رام الله الى مقدار الضغوط التي ورثتها الاسواق جراء الازمة المالية العالمية مع نهاية العام 2008، ، موضحا بانها من اهم الاسباب التي ادت الى التقلبات وتذبذب الاسواق وعدم استقرارها خلال الفترة اللاحقه، وهي التي اثرت على معظم القطاعات الاقتصادية منذ تسعة شهور وحتى الان.

واشار البرغوثي الى اهمية الاجراءات التي نفذتها الاسواق العربية؛ منذ بداية العام فقد بدأت تأخذ اجراءات كبيرة على مستوى الجهات الرقابية والاشرافية في الربع الاول من العام 2009. والتي ادت بحسب رأيه الى حالة من الحراك لتحسين السيولة واعادة ثقة المستثمرين الى الاسواق وان بشكل جزئي. وقال البرغوثي بان الاسعار وصلت الى مناطق سعرية لم تصلها منذ فترة طويله، وهي مستويات سعرية قياسية ومشجعة لمن يملك السيولة، لتكوين محافظ استثماريه يمكن ان تكون ذات عائد مجدي، لكن الاسواق عاشت حالة من العرض الكبير للاسهم وضغوطا على الاسهم القيادية وضعف كبير على الطلب، وعدم الاقبال وحالة التخوف وهذه العوامل تركت الامور على ما هي عليه.

وسرد البرغوثي بحواره مع الاذاعة مراحل وموجات الانخفاضات التي شهدتها الاسواق، فمنذ بداية الازمة وحتى نهاية شهر اذار، ظلت معظم الاسواق في حالة من التراجع، لكنها تحسنت قليلا خلال شهر نيسان، اما شهر ايار فكان الشهر الفاصل على كل المستويات ونقل الاسواق العربية من اللون الاحمر الى اللون الاخضر على مستوى تحرك الاسعار واحجام وقيم التداول. وهذا اعطى الاسواق دفعة لاعادة الثقة واعادة الاقبال وعودة الحياة لصالات التداول.

واشار البرغوثي الى وجود قوتي دفع داخلية كالاجراءات التي تقوم بها الاسواق لاعادة الثقة بين المتداول والسوق، وهناك قوى خارجية كالتحركات السياسية والاخبار الاقتصادية العالمية واجراءات التدخل التي اقدمت عليها الحكومات والبلدان لمواجهة الازمة وتداعياتها على أكثر من صعيد.

واوضح البرغوثي بان الخروج من الازمة المالية هو جهد جماعي تساهم بها مركبات قطاع الاوراق المالية على مستوى اسواقنا في المنطقة العربية.

وانهى البرغوثي حديثه للبرنامج الاذاعي بان الجهود التي بذلتها ادارة الشركات وادارة البورصات في اكثر من نشاط قادت الى الحد من تأثيرات الازمة المالية والتنوير. موضحا بان جو الهلع الذي اثير اثناء الازمة كاد يحرق الاخضر واليابس. مبرزا دور التوعية الاستثمارية باعتبارها احدى اهم الدروس الواجب تثميرها من بين استخلاصات الازمة المالية العالمية.