التيار الديمقراطي التقدمي يختتم مؤتمر -تجارب تفعيل وتوحيد اليسار-
نشر بتاريخ: 30/06/2009 ( آخر تحديث: 30/06/2009 الساعة: 11:57 )
رام الله - معا - اختتم التيار الوطني الديمقراطي التقدمي المؤتمر الدولي "تجارب تفعيل وتوحيد اليسار في فلسطين والعالم" في مدينة رام الله حيث استمر 3 ايام.
واستعرض عمر نزال الناطق باسم المؤتمر ابرز ما جاء في البيان الختامي، مشيرا ان المؤتمر عقد على مدى ثلاثة أيام بدأ من السادس والعشرين من حزيران الجاري عقد خلالها سبع جلسات قدمت فيها ثمانية عشر ورقة عمل استعرضت تجارب تفعيل وتوحيد اليسار في امريكا اللاتينية، اوروبا، الهند، وفلسطين، مشيرا الى ان المؤتمر عقد في جو من التفاؤل والثقة بحتمية استعادة اليسار لدوره الريادي في النضال الوطني الفلسطيني ودوره الطليعي في النضال الاجتماعي.
وأضاف ان المؤتمر وما تمخض عنه من نتائج جعلت امكانية تحقيق وحدة اليسار اقرب من أي وقت مضى، مستدركا ان الوصول للوحدة التامة ستسغرق بعض الوقت ولكن خطوات عملية باتجاه التوحيد قد تبدأ قريباً.
وأشار نزال ان اجتماعا كان قد عقد بين الوفود الدولية المشاركة في المؤتمر وقيادات اربعة من فصائل اليسار الفلسطيني هي الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، وجبهة النضال الشعبي وحزب الشعب، حيث قدمت في الاجتماع عدة افكار ومقترحات للصيغة الأنسب لبدء عملية التوحيد في الفترة الحالية.
من جانبه تحدث المفكر البرازيلي د. ايمير صادر مدير معهد العلوم الاجتماعية في امريكا اللاتينية نيابة عن الوفود المشاركة وعبر عن تضامن شعوب امريكا اللاتينية مع نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والقوى الاستعمارية، مؤكدا ان اليسار في كل العالم يواجه نفس الخصم وهو بالتالي مطالب بالتوحد لقيادة المعركة بشكل اكثر كفائة.
وأوضح صادر ان الجمع بين النضال السياسي والمقاومة الشعبية هي السبيل الانسب للوصول الى الاهداف وتحقيق الانتصار، مشيرا الى ان العديد من التجارب في دول امريكا اللاتينية قد شقت طريقها بهذا الاتجاه وحققت انتصارات.
وكان الاجتماع الصباحي بين قوى اليسار الفلسطيني والوفود المشاركة قد بحث بشكل مكثف عدة افكار ومقترحات لتحقيق خطوات باتجاه الوحدة، حيث قدم الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي اقتراحاً بتشكيل جبهة مقاومة شعبية موحدة من قوى اليسار تشكل بوتقة لعمل مشترك للقوى المنضوية في اطارها باعتبار ان المقامة الشعبية تشكل المهمة الاساس لقوى اليسار، داعيا قوى اليسار الى اتخاذ قرار ملزم بخوض اية انتخابات قادمة لأية هيئة بقوائم يسارية موحدة.
من جانبه قدم عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم تصوراً يقضي بتشكيل منتدى يساري دائم يبحث في آليات وخطوات عملية للتوحيد.
وأشار جورج شفيق حنظل القيادي في جبهة فاراباندو مارتي السلفادورية بأن وحدة اليسار الفلسطيني باتت اكثر الحاحية في ظل الواقع الفلسطيني الحالي، وبالنظر لما حققته تجارب توحيد اليسار في عدد من دول العالم من انجازات ملموسة.
يشار الى ان المؤتمر الذي اختتم اعماله رسميا امس قد شكل لجنة متابعة لتنفيذ قراراته وتوصياته.
وفيما يلي النص الكامل للبيان الختامي الصادر عن المؤتمر:
المؤتمر الدولي "تجارب تفعيل وتوحيد اليسار في فلسطين والعالم"- البيان الختامي:
في اجواء مفعمة بالأمل والثقة بحتمية استعادة اليسار الفلسطيني لمكانته وموقعه الريادي في نضال شعبنا التحرري من الاحتلال الاستيطاني والنفوذ والهيمنة الاستعمارية الامبريالية، وقيادته للنضال الديمقراطي للطبقات والفئات المسحوقة والمهمشة ضد الظلم والفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية،
نظم التيار الوطني الديمقراطي التقدمي بالتعاون مع مؤسسة روزا لوكسمبورغ – فلسطين مؤتمرا دوليا بعنوان " تجارب تفعيل وتوحيد اليسار في فلسطين والعالم" على مدى ثلاثة ايام بدء من السادس والعشرين وحتى الثامن والعشرين من حزيران عام 2009.
وناقش المؤتمر وبحضور قادة ومفكرين يساريين من البرازيل، السلفادور، البراغوي، بوليفيا، الهند، المانيا، فرنسا، اليونان، بلجيكا، اسبانيا، النرويج، وفلسطين وعلى مدى جلساته السبعة جملة من المواضيع الهامة.
وافتتح المؤتمر بكلمة التيار الوطني الديمقراطي التقدمي كجهة منظمة، وبكلمة لمؤسسة اليسار الألماني روزا لوكمسبورغ – فرع فلسطين. وتضمنت الجلسة الأولى ثلاث أوراق عمل استعرضت تجارب قوى واحزاب اليسار في تحقيق وحدتها وقيادتها نضال الطبقات المقهورة في كل من بوليفيا، السلفادور، والبراغوي، فيما تضمنت الجلسة الثانية ايضاً ثلاث أوراق عمل استعرضت دور الشباب والحركات الاجتماعية وتجارب توحيد اليسار وما تمخضت عنه من انجازات متواصلة في كل من المانيا، فرنسا، واليونان.
وتخصصت الجلسة الثالثة في طرح ومعالجة قضايا فكرية ونظرية حول تطور الحركات السياسية في امريكا اللاتينية، وبناء وحدة وتجمع اليسار في جنوب آسيا، وأثر الأزمة المالية العالمية على الآفاق المتاحة أمام اليسار في العالم.
وفي اليوم الثاني فقد افتتحت اعماله من غزة عبر الفيديو كونفرنس بكلمة اللجنة التحضيرية في غزة. ثم بدأت جلسته الأولى التي تضمنت ثلاث اوراق عمل استعرضت رؤى ثلاث من قوى اليسار الفلسطيني حزب الشعب، الجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية لضرورات وآليات انجاز تفعيل وتوحيد اليسار الفلسطيني.
وقد استعرضت ثلاث من الأوراق الأربعة في الجلسة الثانية تجارب ومحاولات التوحيد السابقة لقوى اليسار واسباب الانقسام والاختلافات بين فصائله منذ عام 1967، فيما استعرضت الورقة الرابعة واقع قوي اليسار داخل مناطق ال 48 والاشكالات الخاصة التي يعانيها اليسار والقوى الديمقراطية والفلسطينية عموماً.
أما الجلسة السادسة فقد خصصت لعرض أوراق عمل التيار، مبررات وجوده وآفاق المستقبل أمامه، منهجية عمله، ومسودة برنامجه السياسي. واختتمت الجلسات الرسمية بجلسة التوصيات والتي تضمنت تشكيل لجنة متابعة لتفيذ مقررات ونتائج اعمال المؤتمر.
وعلى هامش اعمال المؤتمر قامت الوفود الدولية المشاركة بجولات ميدانية لمناطق نابلس، القدس، بيت لحم، والخليل أطلعت خلالها على ممارسات واجراءات الاحتلال وبخاصة الاستيطان وهدم المنازل والجدار الاستيطاني العنصري، كما زارت عدداً من المؤسسات والمواقع الهامة وعقدت لقاءات مع نشطاء اليسار في تلك المناطق.
اضافة لذلك التقت الوفود الدولية نشطاء التيار الذين استعرضوا مختلف مناحي حياة الشعب الفلسطيني ومعاناته من الاحتلال وممارساته، اضافة الى الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر التأسيسي للتيار. كما التقت الوفود قادة فصائل اليسار عدة مرات.
وقد انهى اعمال المؤتمر وحقق معظم اهدافه، واكد:
1-ان مهام التحرر الوطني والخلاص من الاحتلال الاستيطاني والنفوذ الاستعماري الامبريالي هي مهام جسيمة تتطلب تضحيات جمة وقيادة امينة لنضال الشعب الفلسطيني لا يمكن الوصول اليها دون مشاركة رائدة وتأثير فاعل من اليسار في النضال الوطني واطره القيادية.
2-ان مقاومة الاحتلال وتجلياته من استيطان، وبناء للجدار وهدم للمنازل، اضافة الى القتل والبطش والاعتقال هي مهام دائمة يتوجب على اليسار ضمان استمراريتها وتعميمها لتصبح نهج حياة.
3-ان القوى الفلسطينية المناضلة مطالبة بالحفاظ على وحدتها الوطنية كسبيل اساسي في معركتها ونضالها ضد الاحتلال، وان اية خلافات او اجتهادات وتباينات يجب حسمها باعتماد الحوار المعمق، وتجريم لغة العنف واستخدام السلاح، ورفض مبدأ الاعتقال السياسي من اية جهة.
4-اجمع المؤتمرون من قوى واحزاب ومؤسسات وشخصيات يسارية و ديمقراطية تقدمية على الأهمية البالغة لوحدة اليسار اينما وجد وما تكتسبه هذه القضية من الحاحية واهمية خاصة في فلسطين نظرا لاستمرار الاحتلال وما تتطلبه مقاومته من نضالات وتضحيات، ونظرا لحالة الانقسام الحاصلة والتي احد اسبابها ضعف تأثير اليسار على مجريات الأمور سياسيا واجتماعياً.
5-ان مهمة بناء الدولة الديمقراطية المستقلة وفق مبادئ العدالة الاجتماعية لن تتحقق دون وحدة ووجود فاعل لليسار والقوى الديمقراطية التقدمية.
6-ان مهمتي تفعيل اليسار وتوحيد مكوناته من قوى واحزاب ومؤسسات واطر جماهيريه وشعبية وشخصيات هما مهمتان متلازمتان لا يمكن الفصل بينهما.
7-ان تجارب التوحيد السابقة التي فشلت لاسباب مختلفة لا تلغي اهمية الفكرة بقدر ما تؤكد الحاحيتها وحاجة المجتمع الفلسطيني لها، وبشكل خاص حاجة الطبقات والفئات الاكثر تضررا من استمرار الاحتلال وسياساته واجراءاته، والاكثر تضررا من سياسة وتوجهات اليمين الفلسطيني والاسلام السياسي.
8-ان قوى اليسار الفلسطيني مطالبة الآن بتفيذ ما اجمعت عليه من قناعة باهمية تحيق وحدتها، وان اية خلافات او اجتهادات حول آليات تحقيق الوحدة يجب ان لا تشكلا طريق هروب لأي من هذه القوى من تنفيذ هذا الاستحقاق، خاصة وان المعيقات التي تمت الاشارة اليها هي معيقات ذاتية تتحمل قوى اليسار مسؤولية تذليلها.
9-ان وحدة اليسار ليست وحدة شكلية للبنى التظيمية لفصائل اليسار، بل يجب ان تكون وحدة عمل تتعمق في خضم النضال الوطني والاجتماعي لكل مكونات اليسار من احزاب وقوى واطر نقابية وجماهيرية ومؤسسات وشخصيات، ووحدة موقف من مختلف القضايا المطروحة، اضافة الى وحدة البنى والاطر التنظيمية والامتدادات الجماهيرية والشعبية.
10-ان تجارب توحيد اليسار في غير مكان من العالم والتي قدمت خلال المؤتمر بعض نماذجها الناجحة، حيث وصلت بعض احزاب اليسار الموحد الى الحكم في عدد من البلدان والى تحقيق نتائج لافتة في بعضها الآخر، ان هذه التجارب تشكل دافعا اضافيا لنا للاسراع في انجاز الوحدة المنشودة.
11-ان تجارب الشعوب التي كان للمؤتمرين فرصة الاطلاع عليها قد اعطتنا جرعة أمل قوية ودفعة اقوى للعمل المثابر والدؤب من اجل تحقيق وحدة اليسار في فلسطين.
12-ان المؤتمر اذ يحيي مواقف فنزويلا وبوليفيا بقطع علاقتهما الدبلوماسية مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، فأنه يدعو دول العالم كافة والدول التي تؤثر على قرارتها قوى اليسار بشكل خاص الى اتخاذ خطوات مماثلة. ويدعو الى تطوير علاقات الصداقة القائمة على الكفاح المشترك ضد قوى الظلم والطغيان، والى اطلاق اوسع حملة تضامن رسمي وشعبي مع نضال شعبنا التحرري. وهنا فاننا ندعو رفاقنا في احزاب اليسار الى تبني حملة المقاطعة الدولية لأسرائيل، والى الضغط على حكومات بلادهم بعدم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة مع اسرائيل.
13-ان المؤتمر يحي نضالات الشعب الفلسطيني وتضحيات ابنائه من شهداء وجرحى وأسرى ومقاومين، ويحيى كذلك نضالات كافة الشعوب المحتلة والمضطهدة ضد الاستعمار بكافة اشكاله وتجلياته.
14-ان رفاقنا المشاركين ضيوف فلسطين وقد جالوا مختلف محافظات الوطن واطلعوا على اوضاع الشعب الفلسطيني من خلال جلسات المؤتمر وزياراتهم ولقاءاتهم الميدانية قد عبروا عن تضامنهم ودعمهم الكامل للشعب الفلسطيني ولقواه اليسارية والديمقراطية ونضالها ضد الاحتلال.
15-اننا اذ نودع اليوم الوفود الضيوف على فلسطين واليسار الفلسطيني فاننا نقدر عاليا مساهمتم في انجاح المؤتمر من خلال تقديم اوراق العمل وحضور جلساته وفعالياته الأخرى، وتشجمهم عناء السفر وعبور الحدود وما عاناه بعضهم من مضايقات على المطارات والمعابر والحواجز.
16-ان التيار يتوجه بالشكر لكل لكل من اسهم بعقد هذا المؤتمر وانجاحه ويخص بالذكر الرفاق في مؤسسة اليسار الألمانية روزا لوكسمبورع وطاقمها العامل في رام الله والمانيا، واللجنة التحضيرية للمؤتمر والمتطوعين من مختلف المناطق ومقدمي الأوراق ومديري الجلسات، وكذلك الصحفيين ووسائل الاعلام التي غطت جلساته وفعالياته. كما يشكر كل من حضر المؤتمر من مختلف المدن والمحافظات ومن رفاقنا داخل الخط الأخصر، وفي قطاع غزة الذين شاركونا بعض الجلسات عبر الفيديوكونفرنس.
وأخيرا فان التيار الوطني الديمقراطي التقدمي ماض قدما في خطواته نحو التأسيس كاطار موحد وجامع لجهود كل الوطنيين الديمقراطيين، وهو في الوقت ذاته منفتح على التعاطي مع اية مبادرات وتطورات قد تحصل على مواقف قوى واحزاب اليسار العاملة في الساحة.
ان النجاح الذي حققه مؤتمرنا هذا يجب ان يستثمر باتجاه تحقيق الوحدة لقوى اليسار في كافة الاماكن التي لم تتحقق فيها الوحدة وبخاصة في الوطن العربي، وعليه فاننا قد قررنا العمل على عقد مؤتمر لليسار بشكل دوري.