بعثة تقصي الحقائق تستكمل يومين من جلسات الإستماع في غزة
نشر بتاريخ: 30/06/2009 ( آخر تحديث: 30/06/2009 الساعة: 20:36 )
غزة- معا- بعد يومين من شهادات شهود العيان، الضحايا، والخبراء- وهي الشهادات التي كانت في بعض الأحيان مؤلمة- إستكملت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن النزاع في غزة جولتها الأولى من جلسات الإستماع، والتي تعٌتبر جزءِ من عمل البعثة الخاص بتقصي الحقائق.
وقد صرح رئيس البعثة القاضي ريتشارد جولدستون في ختام أعمال جلسات الإستماع في غزة بأن "الغرض من جلسات الإستماع هو التعريف بالضحايا وإيصال أصواتهم" للعالم.
ويشمل تفويض البعثة إجراء تحقيق مستقل ونزيه في كافة الإدعاءات الخاصة بالإنتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، التي من الممكن أن تكون قد أٌقترف في أي وقت في سياق العمليات العسكرية التي نفذت في غزة خلال الفترة الممتدة من 27 ديسمبر 2008 و18 يناير 2009، سواء كانت هذه الإنتهاكات وقعت قبل تنفيذ تلك العمليات، أو خلال، أو بعد إنتهاء تلك العمليات.
في هذا الصدد نوه القاضي ريتشارد جولدستون بأن فريق عمل البعثة سينظر إلى كافة المعلومات التي تلقتها البعثة، سواء تلك المعلومات التي تلقتها خلال جلسات الإستماع، أو خلال تحقيقاتها الجارية، قبل وضع التقرير النهائي في أغسطس من هذا العام.
برغم ذلك، أشار القاضي جولدستون "بأننا كزملاء في الإنسانية، نود أن نسجل تأثرنا العميق بالكثير من التفاصيل الخاصة بالمعاناة العميقة والحزن، التي سمعناها خلال اليومين الماضيين". أيضاً، علق القاضي جولدستون على الحق في الكرامة، وتعرض العديد من شهود العيان لظروف صعبة جداً.
خلال جلسات الإستماع التي إمتدت على مدار اليومين، والتي تعتبر أول جلسات إستماع تعقدها لجنة تحقيق أممية- إستمع أعضاء البعثة للضحايا، شهود العيان، والخبراء، عن الموت والتدمير في قطاع غزة خلال عملية الرصاص المسكوب في غزة، وتاثير الحصار الإسرائيلي على المواطنين في غزة. وقد تضمنت الشهادات تفاصيل من أفراد أٌصيبوا إصابات بالغة خلال الإعتداءات، إضافة إلى ضحايا فقدوا عدد كبير من أفراد عائلاتهم، ومواطنين فقدوا المصدر الرئيسي لرزقهم. وقد قدم الخبراء شهادات حول التداعيات والتأثيرات الإجتماعية والنفسية للحرب، وتحديداً التأثيرات على الصحة، الأطفال، التعليم، والمرأة.
في هذا الصدد، أشار القاضي جولدستون بأن عدد من المواطنين أبدوا رغبتهم في التحدث خلال جلسات الإستماع العامة، ولكنهم تراجعوا بعدما شعروا بأن ذلك سيكون له مخاطر عالية على أمنهم.
وأوضح القاضي جولدستون بأن جلسات الإستماع هذه تشكل جزء من نشاطات الأمم المتحدة الخاصة بتعزيز والدفاع عن حقوق الإنسان، وأن أعضاء البعثة " يتوقعوا بشكل كامل، ويطالبوا بتقديم الحماية الكاملة لكافة الذين شاركوا في تلك الجلسات، كما هو منصوص عليه في إعلان الأمم المتحدة الخاص بالمدافعين عن حقوق الإنسان".
أضاف القاضي جولدستون بأن الظهور في جلسات الإستماع العامة لم يكن بدون تكلفة وقعت على كاهل الضحايا. في هذا الصدد، قال القاضي جولدستون " بأن تحدث الضحايا عن مأساتهم حمل في طياته مشاعر عاطفية فياضة ومخاطر أمنية. نحن مدركين ذلك. نود عن نعبر عن إمتناننا العميق للضحايا لإستعدادهم لمشاركتنا شهاداتهم المؤلمة خلال سعينا للتعرف على حقيقة الإدعاءات الخاصة بالإنتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني".
وقد عبر أعضاء البعثة عن رغبتهم في عقد جلسات إستماع في جنوبي إسرائيل، حيث كان السكان هناك في مرمى الهجمات الصاروخية التي تشن من قطاع غزة، و عبروا أيضاً عن رغبتهم في عقد جلسات إستماع في الضفة الغربية. ولكن ذلك لم يكن ممكناً في ظل إستمرار رفض الحكومة الإسرائيلية التعاون مع البعثة. وعليه، ستعقد البعثة جولة أخرى من جلسات الإستماع في جنيف بتاريخ 6 و7 يوليو 2009، حيث ستستمع من الضحايا حول الإدعاءات الخاصة بالإنتهاكات في إسرائيل والضفة الغربية، وما إذا كانت هناك إدعاءات حول إنتهاكات وقعت في سياق عملية الرصاص المسكوب.