الأحد: 13/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

متطوعو شبكة مراكز إحنا فلسطين يواصلون إطلاق مبادرتهم المميزة

نشر بتاريخ: 01/07/2009 ( آخر تحديث: 01/07/2009 الساعة: 18:58 )
رام الله -معا- أطلق متطوعو شبكة مراكز إحنا فلسطين- مركز مصادر البيرة، وملتقى الشباب الوطني، المنبثقان عن مشروع رواد لتعزيز قدرات الشباب الفلسطيني المنفذ من قبل مركز تطوير التعليم (EDC)، والممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، أمس، "مبادرتهم المميزة" أنا وأنت"، وذلك بالتعاون مع جمعية أصدقاء أطفال التوحد في قرية سرده في محافظة رام الله والبيرة.

وإستهلت نشاطات المبادرة بيوم مفتوح تم خلاله تنظيف وتجميل حديقة ومحيط مبنى جمعية أصدقاء التوحد في سردا والذي يحتضن أكثر من عشرين طفلاً مصاباً بالتوحد، وذلك بمشاركة ما يقارب من الخمسين متطوعاً ومتطوعة، واللذين سيواصلون وعلى مدار الإسبوعين القادميين فعالياتهم ونشاطاتهم التطوعية الهادفة، كالقيام بزيارة العشرات من حالات "التوحد" يتم من خلالها تقديم الهدايا والألعاب المدروسة علمياً والتي تساهم بتنمية روح المبادرة والمشاركة لهؤلاء الأطفال و إكسابهم مجموعة من المهارات الجديدة للتفاعل والتواصل مع الاخرين. كما سيقوم المتطوعون بزيارة عدد اخر من العائلات التي يعاني أطفالها من مرض "التوحد في قرى محافظة رام الله والبيرة، لخلق حالة من الوعي بينها من خلال إكسابهم مهارات تربوية في التعامل مع الطفل المصاب.

وكانت الفترة السابقة قد شهدت عدد من جلسات التوعية للشباب المتطوعين في المبادرة قدمتها جمعية اصدقاء أطفال التوحد لهم، وذلك من أجل إعدادهم وتزويدهم بطرق واساليت تربوية تمكنهم من سهولة التعامل مع أطفال التوحد خلال فترة إطلاق المبادرة.

"المبادرة التي التي ولدت من قبل القادة الشباب الذين شاركوا في تدريب إعداد القيادات الشابة (30/30)©، الذي يُنفذه مشروع رواد/ مركز تطوير التعليم، لم تكن لتخرج للنور، لولا إيمان المتطوعين بأهمية عملهم"، يقول المتطوع الشاب محمود عليان، منسق المبادرة. ويضيف "الفكرة نشأت من معرفتنا لمشاكل مجتمعنا وقدرتنا على خلق الأفكار و المبادرات البناءة التي تسهم في بناء الذات للمتطوع، وبناء مجتمع سليم ومعافى" ويواصل "هدفنا كسر حاجز الخجل لدى بعض الأسر والشعور بالذنب والعار نتيجة وجود فرد فيها يعاني من هذه الاضطرابات، وفي بعض الأحيان تكون هذه الأسر منغلقة على نفسها ".

من جهته أعرب المتطوع محمد نزال عن سروره بإخراج المبادرة إلى حيز التنفيذ، مبدياً تفاؤلاً كبيراً بنجاح المبادرة في تحقيق الأهداف التي يصبوا إليها المتطوعون وذلك بعد أن تعبوا كثيراً خلال المرحلة السابقة في التخطيط والتشبيك مع الأطراف الشريكة لضمان تحقيق أكبر فائدة مرجوة للأطفال المصابين بالتوحد.

من جهتها قالت ضحى جبر منسقة البرامج الشبابية في مركز مصادر البيرة، أن المبادرة تسعى إلى استثمار طاقات الشباب وشحن الهمم لديهم من خلال إعدادهم للمشاركة وطرح الأفكار، و انطلاقا من إيمان عميق بأهمية الشباب كعنصر ديمغرافي يشكل جزءا لا يتجزأ من المجتمع، يساهم في إحداث تطور اجتماعي، اقتصادي، وسياسي و في إحداث تنمية محلية، من خلال إتاحة الفرصة لهم في إعداد المبادرات والمشاريع، الرامية إلى خلق حالة من التفاعل والتشارك بين الشباب ومجتمعنا المحلي".

بدورها قالت المتطوعة تهاني عبد الصمد " أن أهمية هذه المبادرة تاتي من كونها ستسهم في إيجاد مجتمع جدير بالشباب، وقادر على استثمار طاقاتهم بالشكل الصحيح و إستيعابها، وبالتأكيد الإشارة إلى حالات التوحد والالتفات الى معاناة الأهالي الذي لديهم مصابين في اضطرابات التوحد.

وأثنت بوران الريس رئيس جمعية أصدقاء التوحد على الهدف الإنساني للمبادرة داعية إلى مزيد من المبادرات التي تعنى بالنهوض في الواقع الاجتماعي لدى الفلسطينيين، قائلة "إن الكثير منا ينظر لفئة الشباب على إنهم فئة جهة فاعلة وغير نشطة وغير قادرة على إحداث فرق في المجتمع ، فجاءت المبادرة لتثبت العكس وتقول بلسانكم للمجتمع نحن قادرون على إحداث فرق".

وتتوقع الريس أن تساهم المبادرة في خلق حالة من الوعي في المجتمع الفلسطيني بضرورة الإهتمام بهؤلاء الأطفال، من خلال إخراج منشورات تعليمية عن أمراض التوحد، وارشاد الأطفال المصابين بكيفية الإعتناء بأنفسهم والاهتمام بالنظافة وغيرها وذلك عن طريق الرسومات والصور التي سيتم تضمينها للكتيبات والمنشورات التعليمية، وهي أعمال تضعها المبادرة كجزء من أهدافها في المخرجات النهائية لها.

من الجدير بالذكر أن اضطراب التوحد تننتج عن خلل يصيب الدماغ والجملة العصبية، يؤدي الى مظاهر سلوكية( اضطراب في الحواس) ينتج عنها عدم الاتصال والتواصل مع المجتمع، ولا تتوفر إحصائيات دقيقة حول المصابين في اضطرابات التوحد في المجتمع الفلسطيني، بسبب خجل الأهالي و عدم الوعي والمعرفة " بالتوحد" وعدم توفر مراكز مؤهلة للتعامل مع المصابين باضطرابات التوحد.