الأحد: 13/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ورشة عمل حول مكافحة افة المخدرات وعلاج المدمنين برام الله

نشر بتاريخ: 01/07/2009 ( آخر تحديث: 01/07/2009 الساعة: 19:00 )
رام الله -معا- أكد مختصون في مكافحة آفة المخدرات وعلاج المدمنين على ضرورة استخدام البدائل الطبية في معالجة ضحايا إدمان المخدرات، محذرين من خطورة ما آلت إليه الأوضاع نتيجة انتشار المخدرات بين أوساط الشباب، وبخاصة في مدينة القدس المحتلة وضواحيها، والمناطق المهمشة والمحاذية لجدار الضم والتوسع.

جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمها أمس مركز البلدة القديمة للإرشاد ـ كاريتاس القدس بالتعاون مع منتدى شارك الشبابي في مقر الأخير برام الله، وذلك ضمن الفعاليات الخاصة باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، بحضور ممثلين عن المؤسسات ذات العلاقة ومديرية مكافحة المخدرات في الشرطة، وتخلل الورشة العرض الأول لفيلم "لسه في أمل" من إنتاج كاريتاس القدس حول المخدرات في المدينة المقدسة.

وأكد المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي أن المخدرات واحدة من المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا وبخاصة الشباب حيث تتجه نسبة عالية منهم نحو التعاطي والإدمان بسبب الضغوطات الجمة التي يتعرضون لها ما يشكل أزمة ومشكلة كبيرة يستوجب التنبه لها والعمل باستمرار على مكافحتها، منوها إلى انتشار العديد من الأمراض والآفات التي تستنزف طاقات الشباب ولا تقل خطورة عن المخدرات وهي التدخين المزمن وانتشار النرجيلة على نطاق واسع وبين أوساط كافة الفئات العمرية.

بدوره انتقد مدير مركز البلدة القديمة للإرشاد شارلي جبجي تقصير المؤسسات الرسمية والأهلية على حد سواء تجاه مكافحة هذه الآفة الخطير على المجتمع، وكذلك ضعف التعاون فيما بين المؤسسات المختصة في العلاج والمكافحة في الوقت الذي تزداد فيه المخدرات انتشارا بين أوساط الشباب بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.

واتقد جبجي أيضا اهتمام المؤسسات بنشاطاتها الإعلامية خلال الاحتفالات باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، بينما يتم تجاهل هذا التوجه وتكاد النشاطات لا تظهر ولا يجري الاهتمام بها على مدار السنة، مؤكدا أن مركزه ينشط بعمله وفعالياته في مكافحة آفة المخدرات في مدينة القدس المحتلة عبر الإرشاد، متمنيا أن يصل إلى أكبر عدد ممكن من المدمنين لمساعدتهم على الخلاص من التعاطي والعلاج، والوقاية، مؤكدا المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق المركز وعلى كل المؤسسات الأخرى ذات العلاقة في تعميم برامج الوقاية والمكافحة والعمل على أن تكون ملزمة للجميع.

وأكد رئيس جمعية الصديق الطيب للعلاج المدمنين من المخدرات، ماجد علوش، على ما جاء على لسان جبجي بخصوص فعاليات التوعية والوقاية والإرشاد من تعاطي المخدرات التي تنشط بالمناسبات وتهمل طيلة السنة، مشيدا في الوقت نفسه بالمؤسسات الأهلية التي تعمل على المكافحة والوقاية من المخدرات في مدينة القدس المحتلة، وكذلك أشاد بدور وفاعلية الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في الشرطة ووزارة الداخلية.

وأكد علوش على علمية معالجة المدمنين والمتعاطين، ولا يجوز ولا يستطيع أي كان العمل في هذا المجال إلا إذا كان يتمتع بقدرات وكادرات علمية لديها المقدرة على التعامل مع الحالات قيد العلاج، في الوقت الذي انتقد فيه غياب القانون الخاص بالمكافحة والوقاية من المخدرات، إلى جانب عدم وجود مؤسسة رسمية تشرف وتتابع عمل المؤسسات الأهلية العاملة في المجال التي تعمل بجهود فردية.

وبين علوش أن لديهم رؤية وإستراتيجية مع وزارة الصحة باعتماد البدائل الطبية في علاج المدمنين لتقليل المخاطر، وكذلك تقليل الأمراض الناجمة عنها، مؤكدا على ضرورة إتباع أكثر من أسلوب وفلسفة علاجية، سيما وأن هناك الكثير من الأمراض السلوكية التي بحاجة إلى تضافر جهود المؤسسات الرسمية والأهلية في متابعتها ومعالجتها.

وشدد علوش على وجود نقص كبير في التوعية والعلاج، داعيا إلى الخروج من المصلحة الفردية إلى المصلحة العامة لخدمة رأس مالنا البشري والمحافظة عليه، مجددا تحذيره من خطورة انتشار المخدرات في القدس المحتلة وخاصة بين أوساط الشباب لإفراغها من سكانها، مثلما حصل في يافا.

أما ممثل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة رام الله الرائد مصطفى اشتية فاعتبر متعاطي المخدرات ضحية للتجار، مؤكدا على أن المخدرات تأتي عن طريق وبمساعدة الجانب الإسرائيلي مستهدفا بذلك الشباب في مناطق السلطة الوطنية بدليل تمرير كميات من المخدرات عبر المعابر والحواجز العسكرية الإسرائيلية، منوها إلى أن قسم من المخدرات يجري بيعها والتجارة بها وتعاطيها في المناطق الفلسطينية التي لا تخضع لسيطرة السلطة الوطنية.

وأكد اشتية على وجوب متابعة الأهل للأبناء وتفهم احتياجاتهم ومشاركتهم همومهم والتعامل معهم وفق الأصول، مشيرا إلى أنهم في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أوجدت فرص عمل لبعض المتعاطي لمساعدتهم على التخلص من التعاطي، مستعرضا الإجراءات القانونية المتبعة في ملاحقو وضبط المدمنين والتجار، داعيا إلى التنبه إلى هذه الظاهرة الخطيرة جدا على شعبنا والتي تستهدف بشكل خاص الشباب.