كفى تذمرا / بقلم: الباحث أكرم عطا الله العيسة
نشر بتاريخ: 28/01/2006 ( آخر تحديث: 28/01/2006 الساعة: 18:14 )
لا يختلف اثنان في الشارع الفلسطيني إن احد ابرز الأسباب وراء النتائج غير المتوقعة للانتخابات الفلسطينية, كانت حركة فتح وحزب السلطة الحاكم بكل إشكالاته وسوء إدارته, وعدم الحسم في معظم ملفات الفساد, والانفلات ألأمني, وسوء إدارة فتح للحملة الانتخابية.
وأما القضية الأكثر أهمية فهي أن العالم الغربي والذي بدأ بالتباكي والتذمر من نتائج الانتخابات لم يسأل نفسه ماذا قدم سياسيا للشعب الفلسطيني, وللقيادة الفلسطينية التي وافقت على إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة, لماذا تجاهل عملية تطبيق قرارات الشرعية الدولية 242 و 383 و194 وهل هي قرارات لمجلس امن آخر غير الذي أنتج قرار 1559 الخاص بلبنان وسوريا, والذي تتسابق كل من أوروبا وأمريكا على من يستطيع تنفيذه , لماذا لم تبذلوا هذا الجهد وتفرضوه على الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط إسرائيل التي تجاهر دوما برفض قرارات الشرعية الدولية.
انتم قيادة العالم الحر من سكتم عن بناء جدار الفصل العنصري حتى أن البعض منكم وقف رافضا وأحيانا منددا بمحكمة لاهاي الخاصة بالجدار, انتم في أمريكا من ساهمتم بأموال دافعي الضرائب الأمريكية في بناء المستوطنات الإسرائيلية, انتم من لم تتنادوا لتشكيل محكمة دولية ولجان تابعة للأمم المتحدة للتحقيق في إرهاب الدولة اتجاه قتل القادة الفلسطينيين وارتكاب المجازر بحق شعبنا.
انتم من تجلسون في البيت ألأبيض والذين عميت عيونكم عن البناء المتواصل للحواجز العسكرية المهينة والمذلة والتي قطعت أوصال الأرض الفلسطينية وتواصلها, ألا تتحملون كل المسؤولية عما جرى.
ألستم من سكت عن إسرائيل وهي تدمر كل البنية التحتية حتى الأمنية منها, وفيما بعد أتيتم بخارطة الطريق وطالبتم السلطة الفلسطينية بوقف الانفلات الأمني؟
ألستم انتم أيضا من وقفتم دون حراك تشاهدون البث المباشر عبر القنوات الفضائية, للقصف والحصار لمكتب الرئاسة الفلسطينية, لأكثر من شهر, دون حتى التداعي لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن.
منذ الساعات الأولى لظهور نتائج الانتخابات الفلسطينية , هذه الانتخابات التي تميزت بشفافية عالية جدا بل أنها تمت أمام أعين كاميرات القنوات الفضائية ولم نكن بحاجة لسلسلة طويلة من المحاكم كي نحدد من هو الرئيس القادم مثل ملكة العالم الحر أمريكا, بدأ بعض قادة فتح بتحديد بعض نقاط الخلل لديهم, كذلك بعض قيادات اليسار الفلسطيني, أما انتم في العالم الحر فبدأتم في التباكي والتذمر والتهديد والوعيد, هروبا من مسؤولياتكم.
أعطونا اهتماما بقرارات الشرعية كما في العراق, كما في لبنان, كما في دارفور, وسنعطيكم إسلاما منفتحا, وعلمانية وحداثة حتى أجمل مما لديكم, وسنعطيكم قبول وتسامح المسيح حتى لعدوه.
27 كانون الثاني 2006