قاضي القضاه يطلع عمرو موسى على الاوضاع الاستراتيجية للقدس
نشر بتاريخ: 02/07/2009 ( آخر تحديث: 02/07/2009 الساعة: 15:31 )
نابلس - معا - التقى الدكتور تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطيني، رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، بعد ظهر اليوم، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووضعه بصورة الانتهاكات الإسرائيلية في القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك.
وعقد اللقاء في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بين موسى والدكتور التميمي، بحضور السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين بالجامعة العربية.
وعقب اللقاء وجه الدكتور التميمي صرخة لكل الشرفاء في العالم للتدخل فورا وقبل فوات الأوان لإنقاذ القدس من الخطر المحدق نتيجة العدوان الإسرائيلي المتصاعد.
واعتبر قاضي القضاة ان الخطوات التي قامت بها منظمة المؤتمر الإسلامي لدعم القدس وأهلها لم تصل لدرجة التحديات التي تواجهها المدينة المقدسة، مؤكدا أن ما بذل من جهد لا يليق بحجم المعاناة الضخمة المتزايدة للفلسطينيين من مسيحيين ومسلمين في القدس.
وقال الدكتور التميمي أن مليونير يهودي واحد أنفق على الاستيطان أكثر مما قدمته منظمة المؤتمر الإسلامي للقدس من دعم مالي منذ إنشائها قبل حوالي أربعين عاما.
ولفت التميمي إلى أن إسرائيل تسعى لتوسيع مساحة القدس المحتلة لتجعلها أكثر من 20% من مساحة الضفة الغربية، في محاولة لتقطيع أوصال المدن الفلسطينية ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة متواصلة الأطراف.
وأضاف: ما يجري في القدس هي عملية تطهير عرقي خطيرة تنفذها إسرائيل، الدولة القائمة بالاحتلال، وللأسف هنالك العشرات ممن شردوا بسبب هدم منازلهم وملاحقتهم من قبل الاحتلال ليقيموا الآن في مخيمات للجوء بداخل المدينة.
وأكد قاضي القضاة أن الاستيطان والعدوان الإسرائيلية لا يقتصر على القدس، رغم ان هذه المدينة باتت عنوانا لطبيعة السياسة العنصرية الإسرائيلية، لافتا إلى أن المحافظات الفلسطينية باتت معزولة تماما عن بعضها البعض بسبب وجود مئات الحواجز الإسرائيلية، ونتيجة إقامة جدار الضم.
وأوضح أن إسرائيل تواصل سياستها الرامية لعزل القدس الشرقية عن محيطها العربي، من خلال إقامة جدار ضخم يسمى بـ"غلاف القدس".
وأشار قاضي القضاة إلى أن ذروة الهجمة الاستيطانية الآن تتركز في المنطقة الممتدة من القدس وحتى الأغوار وصولا للمناطق الحدودية مع الأردن، وأن هذا الاستيطان يندرج ضمن سياسة فرض الأمر الواقع على الأرض.
وتحدث عن مخاطر المخططات الاستعمارية الإسرائيلية أسفل ومحيط المسجد الأقصى المبارك، مؤكدا أن إسرائيل أقامت في محيط الحرم القدسي، الكنيس الأكبر في العالم، وأنها تعمل على قدم وساق لبناء المزيد من الكنس على حساب ممتلكات ومصليات المسجد الأقصى المبارك، ويعملون على بناء قبة تضاهي قبة الصخرة المشرفة، وكل ذلك يندرج ضمن مسلسل تزوير تاريخ المدينة، وتغيير مشهدها ليصبح يهوديا.
واوضح ان مساحة القدس هي 7 كيلو متر، ويسعون لجعلها 100 كم ويعملون ليكون عدد اليهود في القدس مليون نسمة بحلول عام 2020، في حين لا تتعدى وفق مخططاتهم نسبة العرب 12%.
وعبر قاضي القضاة عن ألمه الشديد بسبب حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، مؤكدا أن يقدر المساعي المصرية لرأب الصدع، ومساعي الجامعة العربية وأمينها العام لتحقيق التوافق والمصالحة ولخدمة القدس وأهلها.
وقال الدكتور التميمي :" من موقعي الديني أشدد على أن الاتفاق بين القوى الفلسطينية هو ضرورة دينية ووطنية، وأن كل من يضع المعيقات أمام المصالحة أشكك في انتمائه".
وناشد الفصائل الفلسطينية بأن يتقوا الله في الشعب، وأن يتوحدوا خدمة لفلسطين وللمسجد الأقصى المبارك، ورأفة بأهالي غزة المشردين والمنكوبين.
وحول ما جرى في اللقاء مع أمين عام الجامعة العربية، أجاب الدكتور التميمي: "تحدثت مع الأمين العام عن الوضع الكارثي في القدس المحتلة، في ظل هدم المنازل وتشريد الفلسطينيين، والانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة بحق المقدسات المسيحية والإسلامية، ومن هنا نؤكد على ضرورة تضافر الجهود العربية والإسلامية والدولية للدفاع عن المدينة المقدسة وأهلها".