حماس تتهرب من صفقة ..
نشر بتاريخ: 04/07/2009 ( آخر تحديث: 04/07/2009 الساعة: 01:32 )
نقلاً عن صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية
مقال افتتاحي – 2/7/2009
بقلم: غي بخور
مستشرق
صب الكثير من الكلام في الاشهر الاخيرة على قضية جلعاد شليت فالجميع جعلوا شليت في ذروة اهتماماتهم. اصبح شليت ايضا خشبة قفز للشهرة وللانكشاف وللاسهم العامة.
بعد موجة اشاعات اخرى، ما هي الاحتمالات الواقعية لتحرير شليت ؟ ضعيفة لأسفي الشديد. لماذا ؟
1. جلعاد شليت اليوم هو الذخر الرئيس وربما الوحيد لحماس. فهو الذي يحولها من عصابة ارهاب الى منظمة محترمة يلتقي ساسة في العالم رجالها في الشأن "الانساني" بادي الرأي، لكن الساذج فقط يصدق ذلك. هذا التفاوض يمكنهم من ادخال مسؤولي حماس الكبار غزة، واخراجهم الى مصر وسورية، ومنحهم حصانة من الاغتيال وغير ذلك. وهو يهب لهم صيتا عاليا وقاعدة وذخرا. الانسان العاقل لا يتخلى من كنز كهذا. لقد عظمت اسرائيل بارادتها دفع الصفقة قدما هذا الذخر وجعلته أثمن من الذهب.
2. وعدت مصر اسرائيل أنه ما دام شليت أسيرا فانها لن تفتح معبر رفح كي لا يهربه. وهكذا أصبح شليت بوليصة التأمين المصرية التي تضمن ألا تقرن بها غزة الى الابد.
3. موافقة اسرائيل على اطلاق مروان البرغوثي أدهشت حماس. فقد أدخلت اسمه لجعل التفاوض يتعثر ولم تصدق للحظة أن توافق اسرائيل على ذلك. أيبدو لكم أن توافق حماس على اطلاق أكبر اعدائها من السجن لكي ينظم فتح لاجراء عسكري مضاد لها؟
4. ليس شليت والسجناء من وجهة نظر حماس الموضوع الأول في منزلته. فليس هو الموضوع ذا الأسبقية. فقبله توجد قضية الحكومة الفلسطينية المشتركة التي لن تقوم وقضية المعابر. وما ظلت هذه القضايا عالقة فستظل المفاوضة في السجناء عالقة أيضا.
5. تخاف حماس خوفا عظيما من الصرخة الفظيعة التي ستلي الصفقة، عندما يتبين أن حماس اكتفت بـ 1400 اسير بدلا من 12 الفا. كل عائلة عوائل السجناء على ثقة من أن ابنها هو الذي سيحرر، وهذا تهديد حقيقي لحماس ولشعبيتها. وهذا ما يدعوها الى أن تفضل ابقاء السجناء في السجن. فهي تعلم أن أبا مازن سيقوى لهذا الاحتجاج العظيم.
6. في اللحظة التي تنتهي فيها هذه الصفقة، تنحط حماس عن عظمتها الاعلامية. انظروا الى اين اختفى حزب الله. لا يوجد أسرى، ولا يوجد تمسك بالقوة في اسرائيل ولا نشر ولا اهتمام. وحماس غير معنية بامكان كهذا.
7. يوجد في السجن الاسرائيلي كبار مسؤولي حماس. اذا ما اطلقوا فقد يتغير التوازن بين حماس في الداخل وحماس في الخارج لمصلحة الداخل. يرى خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وآخرون يمكثون في دمشق ذلك تهديدا لزعامتهم. فهم يرون أن اسرائيل تحسن اليهم بتجميدها الزعامة الأصيلة في الداخل.
8. يتشاجر الاسرائيليون، فالاخ يضرب أخاه، فهذا يقول ينبغي الاطلاق بأي ثمن وآخر يرفض، وهذا يتظاهر وذلك يحتج. وهذه لذة خالصة لحماس.
9. وجب عندنا من أوهموا أنفسهم بأن مخربا في القائمة أو أقل هو ما سيتم العمل. أرسلوا عوفر ديكل وعاموس جلعاد، وتلاعبوا بالقوائم، قلصوا هنا وشوهوا وعوجوا هناك لكن لم يكن لذلك أي احتمال. فحماس تضع نصب عينيها مصالح ثقيلة الوزن لا قائمة أسماء غير مهمة كثيرا الان.
10. وفي اخر الامر يجب علينا ان نفهم ان منظمة مثل حماس يجب ان تكون في مواجهة معنا فهي علة وجودها ان التمسك بجندي اسرائيلي يخدم روحها الاسلامي الكفاحي. ان جنديا اسرائيليا أسيرا رمز لنضالها المطلق لاسرائيل: لقدرتها على هزيمتها واحراجها. ستضطر بغير جلعاد الى محاربة اسرائيل وحماس غير معنية بذلك الان.