الأربعاء: 15/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

غزة: مؤتمر الشباب يطلق صرخة لانهاء الانقسام ورفع الحصار

نشر بتاريخ: 05/07/2009 ( آخر تحديث: 05/07/2009 الساعة: 18:03 )
غزة -معا- أطلق عشرات الشباب الفلسطيني صرخة، بضرورة إعادة ثقة الشباب بنفسه، ومجتمعه بالعودة السريعة عن الانقسام، وآلياته ومسوغاته والاحتكام إلى حكم المؤسسات الوطنية التي ارتضاها الشعب، كما طالبوا بإطلاق حملة للمصالحة الشعبية تطوي صفحة الخلافات الداخلية وتفتح أفقاً جديداً مبنياً على الوحدة الوطنية والانتماء للوطن وضمان أمن وحقوق المواطن، والابتعاد عن ثقافة الانتقام على طريق تعزيز لغة الحوار والتسامح وتحقيق وحدة النسيج المجتمعي وتجاوز حالة التشرذم والانقسام .

جاء ذلك خلال اللقاء الشبابي الوطني بعنوان "نحو تمكين الشباب وتعزيز دورهم في الحياة الوطنية والاجتماعية" الذي نظمه قطاع الشباب في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية اليوم في قاعة جمعية الهلال الأحمر لقطاع غزة، ضمن مشروع تعزيز الديمقراطية وبناء المنظمات الأهلية الفلسطينية بتمويل من المساعدات الشعبية النرويجية.

وشدد المشاركون في اللقاء على ضرورة العناية بالشباب كقطاع اجتماعي سيساهم في بناء الغد من خلال خلق البرامج والخطط التي تربط التعليم بالتنمية، وتعزيز ثقافة الديمقراطية وتقبل الآخر ومنع التعصب والفئوية وترسيخ ثقافة الانتماء للوطن.

وطالبوا بتحييد المؤسسات الأهلية ومنها الشبابية عن دائرة الانقسام والصراعات السياسية والمساهمة في توفير الأجواء الملائمة لتنفيذ البرامج الشبابية.

وفي كلمته الافتتاحية اوضح منسق قطاع الشباب في الشبكة محسن أبو رمضان :"أنه من خلال هذا اللقاء نحاول رفع صوت الشباب وهم الأغلبية المتضررة من هذا الانقسام والحصار الإسرائيلي الخانق إلى صناع القرار الفلسطيني لاستكمال مهمات الحوار الوطني الفلسطيني الشامل وفي مقدمة ذلك الكفاح الشعبي، كما يهدف إلى تنسيق وتعزيز التعاون بين المنظمات الأهلية الشبابية".

وأكد أبو رمضان على ضرورة صيانة الحريات العامة والتحرك بالشارع للمطالبة بإغلاق ملف الاعتقال السياسي الذي عمق الجرح الفلسطيني.

وشدد على ضرورة مطالبة المؤسسات الدولية بزيادة البرامج التي تعتمد المشاركة والتمكين على قاعدة الشراكة مع مؤسسات العمل الأهلي وعدم العمل على تجاوزها وتخطيها حيث أن ذلك يعزز من عمل المؤسسات الأهلية ويساهم في تمكين الشباب وزيادة قدراتهم ، كما أن سياسة العمل المباشر دون التنسيق مع المؤسسات الأهلية تعتبر سياسة احلالية وغير تكاملية.

وأكد على ضرورة إعادة إحياء مفاهيم العمل الطوعي وحث المؤسسات على تبني سياسة داخلية تساهم باستيعاب الطلبة الخريجين داخل المؤسسات الأهلية من أجل زيادة خبراتهم وتأهيلهم للمساهمة بالاندماج في سوق العمل.

وأعلن أبو رمضان عن بدء شبكة المنظمات الأهلية وبتمويل مشكور من مؤسسة فريدريش أيبرت الألمانية بتنفيذ مشروع تعزيز قدرات الشباب في مجال تحويل النزاعات حيث سيتم بناء قدرات أربعون شاباً من المنظمات الأهلية والكتل الطلابية في ثلاثة جامعات وطنية. وأشار إلى أن الشباب الذين سيستفيدون من المشروع سيقومون بتنفيذ ورش عمل في مناطق مختلفة من القطاع حول مفهوم تحويل النزاع وتعزيز دور الشباب في هذا المجال.

من جهتها أكدت رئيسة الجلسة هلا رزق أهمية هذة الورشة في اطار الجدهد الوطني لتفعيل دور الشباب في التأثير بالرأي العام وتحسين الواقع.

وفي ورقتها التي حملت عنوان " الشباب الفلسطيني بين الحصار وتحقيق الأحلام" أشارت منى عبد العزيز أن أهم القضايا والمشاكل التي تواجه المجتمع الفلسطيني بشكل عام وتواجه الشباب بشكل خاص الفقر والبطالة وهجرة الشباب، وذلك بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي.

وشددت على أن مشاكل الشباب تتجسد معظمها في تأثيرات الحصار، مما اوجد فرص للعمل في أعمال غير قانونيه كالتهريب والأنفاق واستغلال الأحزاب السياسية للشباب وانخفاض مستوى التعليم وتدنى مستويات التحصل لدى الطلبة في المدارس والجامعات والإحباط وفقدان الأمل في المستقبل.

وأكدت على أن الدور الأساسي في تفعيل قضايا الشباب يعود إلى الشباب أنفسهم من خلال إصرارهم على حقوقهم، وتكوين مجموعات ضاغطة ولوبي شبابي للمطالبة بحقوق الشباب.

وأكد أيمن أبو كريّم في ورقته التي جاءت بعنوان "الانقسام الفلسطيني" على إن أخطر أشكال التعصب هو التعصب الحزبي الفئوي الذي يجسد في الفرد ثقافة التعصب لفكرة حزبه وعدم تقبل الأخر وأصبح التعصب للحزب يتعدى التعصب للوطن، وإن التعصب الحزبي والاستقطاب الحزبي هو الذي أوصلنا إلى مرحلة الانقسام، حيث أن الأحزاب عملت على استقطاب الشارع الفلسطيني بشكل كبير، وضخت الأحزاب السياسية أفكارها في الشارع وأصبح كل فرد في المجتمع مؤطر حزبيا أو مناصراً وهذا أدى إلى أن يدافع كل فرد عن فكرته باستماتة إلى أن وصلت المشاحنات والخلافات إلى خط اللارجعة.

وأضاف أبو كريم قد بات واضحاً بان إمكانية الوصول إلى اتفاق يرضي الجميع، وبشكل خاص طرفي المعادلة والتوصل إلى خطوط رئيسية حول الكيفية التي لا بد من إتباعها مستقبلا في التعامل مع القضايا الخلافية، أو التفاهم حول برنامج سياسي للكيفية التي يتم التعامل بها مع العالم أصبح مستبعداً.

وأكد أبو كريّم أنه لا إمكانية للخلاص من هذا الواقع إلا بالوصول إلى حل وسط يضع حد لحالة الانقسام من أجل مواجهة العالم بشكل موحد، وهذا بتقديرنا لن يتحقق إلا من خلال التوجه إلى جلسات الحوار بقلوب وعقول مفتوحة وشعور عال بالمسؤولية وبالتسامي عن موضوع الفصائلية والمصالح الضيقة والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية بغض النظر عن تسمياتها".

وفي ورقتها التي جاءت بعنوان "السلم الأهلي مفهوم وأسباب وواقع" أشارت فداء أبو مريم إلى تنامي ظاهرة العنف والانفلات الأمني والاجتماعي والفوضى الداخلية في الفترة الأخيرة في أراضي السلطة الفلسطينية، موضحة انه ظهرت أنماط وسلوكيات من الاعتداءات على حكم القانون, وأخذ القانون باليد , تنوعت صورها وتعددت أسبابها. كما ظهرت بعض الأنماط من الاعتداءات المسلحة على بعض المؤسسات الحكومية والنقابية وبعض المرافق العامة وقد زاد من حدتها عدم وجود ملاحقة فعلية لمرتكبي هذه الأفعال. مما أدى إلى حالة من تزايد حجم الاعتداءات المسلحة والتبريرات حول الحق في امتلاك الشعب لمن ولأي من الجهات المسلحة.

وأكدت أبو مريم :"على أننا اليوم بحاجة إلى وقفة جادة أمام أنفسنا لنبدأ بذواتنا ومن ثم نخرج إلى ذوات الآخرين، والعمل على تعزيز ثقافة تقبل الآخر والتسامح، وضرورة الضغط لإنهاء أزمة الانقسام السياسي الذي شل جميع حركات السلام, وساهم إلى حد كبير بنشر الفوضى والانفلات الأمني، كما أكدت على ضرورة تحييد الإعلام والعمل على تقوية الصناعة الإعلامية في تعزيز ونشر مفهوم السلم الأهلي".

وفي نهاية الورشة طالبت الأطر الشبابية والطلابية في ورقة التوصيات التي قرأها نبيل دياب بكسر الحصار عن قطاع غزة عن طريق تعميق الاتصال مع القوى الشبابية الدولية في سياق تفعيل الحركة التضامنية مع شعبنا، مؤكدة بأن المدخل الأهم باتجاه مواجهة الاحتلال والحصار يتجسد بالإسراع في وحدة الصف الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام وإعادة بناء المؤسسة السياسية والقانونية الفلسطينية على أسس من المشاركة والديمقراطية، والعمل على تحييد الجامعات عن المنازعات السياسية والحزبية واعتمادها كمؤسسات تساهم في عملية بناء الإنسان والوطن.

كما أوصوا بضرورة إعادة النظر في معايير التوظيف بالوظيفة العمومية واعتماد آلية من الشفافية والعلانية والمهنية كقاعدة للتوظيف وليس للانتماء السياسي والحزبي.