"شمس" ينظم جولة شبابية للشباب الفلسطيني الى جنين
نشر بتاريخ: 05/07/2009 ( آخر تحديث: 05/07/2009 الساعة: 19:21 )
رام الله-معا- نظم مركز حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" زيارة إلى محافظة جنين، وذلك ضمن فعاليات مشروع الشباب والتبادل الثقافي بين الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية وفلسطيني عام 1948 "مشروع التنمية الشبابية المجتمعية" والممول من مبادرة التنمية المجتمعية "نسيج"، وهي المحافظة الثالثة التي يستهدفها المشروع، بمشاركة عدد كبير من أبناء شعبنا في الداخل المحتل عام 1948.
وضمت الزيارة الشباب الذين تلقوا دورة تدريبية في مواضيع تعنى بالعمل الشبابي والتنمية، بهدف خلق نوع من التواصل ما بين أبناء شعبنا في مختلف الأراضي الفلسطينية، وليتعرف الشباب الفلسطيني على العادات والتقاليد في كل منطقة.
ويهدف "شمس" من خلال هذه الزيارات إلى تعريف المشاركين بأهم الأماكن التاريخية في الأراضي الفلسطينية، علاوة على طبيعة المعاناة التي تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي جراء ممارساته، المتمثلة بالحواجز والجدار الفاصل، وأثر ذلك على الشباب ومؤسساتهم بشكل خاص وعلى المجتمع الفلسطيني بشكل عام ،هذا إلى جانب المعيقات والعقبات التي يمارسها الاحتلال والتي تحول دون تحقيق التنمية المستدامة.
كما يهدف المركز إلى تعريف الشباب الفلسطيني على قصص النجاح التي تمكن عدد كبير من أبناء شعبنا تحقيقها رغم كل الظروف المحيطة من ارتفاع نسب البطالة ومعدلات الفقر، بسبب الاغلاقات المتواصلة والظروف المحيطة، وآليات التغلب على كافة العقبات لتحقيق الأهداف.
وتمثل النشاط الأول في الزيارة بلقاء محافظ جنين قدورة موسى الذي رحب بالشباب، وبمركز "شمس" على هذه المبادرات الهامة والتي تمكن الشباب الفلسطيني من التواصل والتعرف على عادات وتقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه.
ومن ثم استعرض أمام المشاركين بعد الحقائق والأرقام، مشيرا إلى أن عدد سكان محافظة جنين يبلغ 265 ألف نسمة، وهي تضم 86 تجمعا سكانيا، من بينها 12 بلدية، فيما الباقي مجالس محلية، كما يبلغ عدد سكان المخيم 14.5 الف نسمة، وهناك جامعتين هما العربية الأمريكية والتي تضم 5200 طالب وطالبة، والقدس المفتوحة والتي تضم 8500.
وقال موسى إن هذه المحافظة تشتهر بالزراعة، وهي تنتج العديد من المحاصيل على مختلف الموسم، الأمر الذي يجعلها مصدرا رئيسا للسوق الفلسطيني على مدار العام، كما أنها تشكل المساحة الأوسع الخالية من المستوطنات والمستوطنين.
وتطرق موسى إلى التضحيات التي قدمتها وما زالت مشيرا إلى انها قدمت أكثر من 700 شهيد، وحتى الآن هناك 2500 من أبنائها رهن الاعتقال في السجون الإسرائيلية، كما أنه يوجد في جنين 8000 جريح 20% منهم أصيبوا بإعاقات دائمة.
وبين لهم أن جنين تشتهر كونها تشكل منتصف فلسطين التاريخية، حيث تبعد 35 كم فقط عن مدينة حيفا، كما أنها تبعد 220 كم عن رفح، مما جعل منها في السابق ممرا إلى إلى الحجاج سواء المسيحيين او المسلمين، لافتا كذلك إلى انها تضم ثاني أقدم "دير" في العالم الموجود في بلدة برقين، حيث أبرأ المسيح عليه السلام "البرص" في هذا الدير، كما أنها تضم مقبرة للشهداء من الجيش العراقي الذين حرروها من الاحتلال عام 1948، إضافة إلى وجود ممر "بلعمة" الذي يعود إلى 14 قرن قبل الميلاد، مشيرا إلى أن كافة الحفريات الاسرائيلية حول هذا الممر لم تكشف عن إي ارتباط اسرائيلي به.
وتطرق موسى إلى علاقة محافظة جنين بأبناء شعبنا داخل الاراضي المحتلة عام 1948، مشيرا إلى أن هناك الالاف من الازواج الذين يكون أحدهم من المحافظة والاخر من الداخل، وكذلك هناك نشاطات كبيرة ما بين المواطنين في المحافظة وفي الداخل، مشيرا إلى المعرض الذي نظم بالتعاون مع ممثلية مملكة الدنمارك والذي تم خلاله إحضار عشرات الحافلات من الداخل، كما انه هناك رحلات تنظم اسبوعيا من الداخل إلى المحافظة.
وأكد المحافظ بأنه على الرغم من الهدوء والطمأنينة التي تعيشها جنين الان إلا أن الاحتلال الاسرائيلي لا يروق له أن تكون مدن الضفة الغربية ومن ضمنها جنين تنعم بالهدوء،لهذا يقوم بين الحين والاخر ببمارسات من شأنه أن تعكر صفوة الهدوء والاستقرارا، لافتا بنفس الوقت إلى الجهود التي تبذلها الشرطة والاجهزة الامنية هناك.
كما زار المشاركون في الجولة مخيم خنين واطلعوا على أهم المعالم فيه، قبل أن يشاهدوا الفيلم الذي أعد عن اجتياح المخيم، ويستمعوا إلى شرح مفصل من قبل رئيس لجنة الخدمات عدنان الهندي، وعضو المجلس التشريعي شامي شامي، ومحمد المصري أمين سر حركة فتح في المخيم، وعدد من الفعاليات، الذين قدموا شرحا للمشاركين عن احداث "معركة المخيم" والصمود في وجه الاحتلال الاسرائيلي.
وبعد ذلك توجه المشاركون إلى زيارة منطقة "السويطات" أحراش جنين الشرقية حيث قاموا بعدد من النشاطات المجتمعية من تنظيف للأحراش ورسم جداريات على المرافق التابعة للأحراش، إضافة إلى تنفيذ عدد من النشاطات الثقافية.
كما زار المشاركون "قصور عبد الهادي" الاثرية في بلدة عرابة، حيث استمعوا إلى شرح مفصل عن بنائها واستخداماتها، وطرق الحفاظ على المعالم الاثرية في الاراضي الفلسطينية وأهمية وجودها.
واعتبر عبد الله محمود مدير المشاريع في "شمس" أن هذه الجولات تسهم بشكل كبير تعزيز أواصر التواصل بين ابناء شعبنا، كما انها تعزز من مفاهيم العمل التطوعي لدى الشباب، وبالتالي تسهم بتحقيق التنمية المجتمعية في ظل الظروف الصعبة التي يحياها شعبنا.
وشدد محمود على أن هذا النهج من قبل "شمس" لاقى ترحابا من كافة المحافظات التي تمت زيارتها، وسط دعوات بتكرارها، لافتا إلى أن هناك الكثير من العادات والتقاليد التي يجب أن يطلع عليها الشباب.
المشارك محمد شريف، يؤكد على أهمية مثل هذه الجولات كونها تسهم بالابقاء على التواصل ما بين ابناء شعبنا في الاراضي الفلسطينية والداخل المحتل عام 1948، مشيرا إلى أنه يرسم لوحات جدارية لتساهم بخلق روح أن هناك يد واحدة تعمل في فلسطين، وان هناك طاقات شبابية تؤمن بالعمل التطوعي للمساهمة برفعة الوطن، داعيا إلى بذل المزيد من الاهتمام بالشباب وطاقاتهم.
من جهتها المشاركة ربى مهداوي، فاعتبرت أن المشاركة بمثل هذه النشاطات يساهم بكسر المحاولات الاسرائيلية الرامية إلى فصل شعبنا في الداخل عن اخوانه في الاراضي المحتلة عام 1967، إضافة إلى تحويل المدن الفلسطينية إلى معازل، كما أن هذا المشروع يساهم حقيقة بتبادل الخبرات ما بين الشباب الفلسطيني، ويشكل نموذجا للتواصل والفهم المجتمعي.