غزة: سياسيون يدعون إلى وقف الحوارات الثنائية والعودة إلى الحوار الشامل
نشر بتاريخ: 07/07/2009 ( آخر تحديث: 07/07/2009 الساعة: 20:41 )
غزة -معا- نظم تحالف السلام الفلسطيني في غزة، بالشراكة مع مركز أولف بالمة السويدية ضمن مشروع السلام الداخلي (Peace at home) ندوة سياسية بعنوان " حلول واقعية في مشروع الوحدة".
وحضر الورشة كلا من صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وخضر حبيب عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي، وطلعت الصفدي عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وعدد من الشخصيات قادة الفصائل وسياسيين ومهتمين.
وشدد المتحدثون على ضرورة وجود آلية متابعة دائمة من الأطراف التي رعت المصالحة، ربما على شكل لجنة عربية– فلسطينية لمتابعة عملية المصالحة وتنفيذها.
وأشار المتحدثون إلى ان قواعد التنظيمات وهيئاتها وإعلامها وأدبياتها الحزبية بحاجة إلى ترويض دائم ومستمر، بحيث تتبنى المصالحة وتترجمها إلى ثقافة حزبية.
وأكد المتحدثون أن قيادات "فتح" و"حماس" بحاجة إلى ان تشرب قناعة تبدو واضحة وهي أن أياً من هذين التنظيمين الكبيرين لا يستطيع الانفراد بقيادة الشعب الفلسطيني، و"القضاء" على الآخر.
وشدد المتحدثون على ضرورة وجود جهد كبير مطلوب الانخراط فيه فور التوقيع على المصالحة، وهو العمل على إنجاز برنامج سياسي مشترك يمثل توافق الحد الأدنى ويجمع بين مشروع النضال ومشروع الحل السلمي.
وفي كلمة له قال صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن القضية الأساسية تكمن في كيفية إنهاء الانقسام المدمر واستعادة الوحدة الوطنية، مؤكداً أن الحوار الوطني الشامل هو المخرج الوحيد للانقسام الفلسطيني.
وأوضح أن الحوار الثنائي يكرس الانقسام والانفصال وأعاد ما اتفق عليه في الجولتين الأولى والثانية في الحوار الشامل إلى الوراء، متوقعا أن يكون مصير الحوار الثنائي الفشل كما فشل اتفاق مكة الثنائي، الذي أنتج الانقسام.
وأضاف ان الحوار الشامل يضمن مشاركة وطنية شاملة في صياغة الحلول السياسية من الأزمة الداخلية على أسس متينة وصلبة وليست كمحاصصة وتقاسم للسلطة كما هو شأن الحوار الثنائي الحاصل.
وتابع بأن التجربة مع الحوارات الثنائية مُرة، تدور في إطار المحاصصة والاحتكار وغير وحدوية لأنها تقتصر على طرفين وفي هذا إقصاء للفصائل ومؤسسات المجتمع المدني التي كانت تشارك في الحوار منذ بداياته في القاهرة. مشيراً إلى أن ما حدث في اتفاق مكة يؤكد ذلك لانه نتج عنه انقسام وضرب للمشروع الوطني بالكامل.
وأكد بأن الحوارات الثنائية التي جرت في القاهرة وستستكمل في الخامس والعشرين من الشهر الجاري شكلت ارتداد عن الحوار الوطني الشامل وكانت في مضمونها انقلابا عليه خاصة ما انتجه الحوار في الجولة الثانية.
وفي السياق ذاته قال زيدان ان الجولة السادسة للحوار لم تتمكن من إيجاد صفقة ثنائية متكاملة بين حركتي فتح وحماس لذلك رُحل الموضوع الى الخامس والعشرين من تموز الجاري، موضحاً ان ثمانية فصائل في منظمة التحرير قدمت مذكرة للرئيس والقيادة المصرية تطالب بوقف هذه الصفقة المزمع استكمالها.
وقال زيدان أن موضوع الاعتقال السياسي لا يجب أن يكون سبباً لفشل الحوار، كونه احد نتائج نتيجة للانقسام ، معرباً عن أمله في أن ينتهي ملف الاعتقال السياسي في أسرع وقت.
بدوره قال خضر حبيب عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي إن الانقسام الفلسطيني هو نكبة جديدة لا تقل خطورة عن النكبات التي تعرض لها شعبنا على مدار التاريخ.
واتفق حبيب مع زيدان أن المخرج الوحيد لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة يكمن في الحوار الوطني الشامل، وقال أن الحوار الثنائي فشل فشلاً ذريعاً في إيجاد حلول واقعية للخروج من الحالة الراهنة.
وأكد أن استمرار حالة "الانقسام" ستجعل مهمة المتحاورين في المستقبل أصعب على طريق إيجاد حلول واقعية وجذرية للانقسام. وأضاف:" أن الأوان لان نحكم المنطق والعقل وان لا نذعن للتدخلات الخارجية وان نضع أولوياتنا أمامنا لننجح في الحوار موضحاً أن القاهرة معنية بابرام اتفاق حتى لا تظهر أمام العالم بأنها فشلت في تحقيقه بعد كل الجهود التي بذلتها".
وأكد حبيب:" أن غياب الحوار والبرنامج السياسي أوصلنا إلى هذه المرحلة الصعبة وان ما قامت به حماس قبل عامين لم يكن مبررا وكان يجب الرجوع إلى العقل في التفكير".
وشدد على ضرورة وجود مراجعة شاملة للمفاوضات والمقاومة وضرورة وجود رؤية مشتركة وبرنامج سياسي موحد في إطار إجماع وطني شامل.
من جهة اخرى قال طلعت الصفدي عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، لا بد من أن يستنهض الشعب لتغيير الواقع ويفرض واقعا على حركتي فتح وحماس نحو إجراء انتخابات للخروج من الحالة الراهنة.
وقال الصفدي أن هناك ثلاثة مخاطر تعترض القضية الفلسطينية وتتمثل في الهجوم الإسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرا الى أن ما تتعرض له الضفة أصعب وأخطر من غزة.. وان المعركة الحقيقة هي في الضفة وليست غزة.
وقال إن الانقسام الفلسطيني الذي شرذم الفلسطينيين، بالإضافة إلى عدم وجود قرار فلسطيني مستقل، دفعت البعض إلى التدخل في القرار الفلسطيني.
وأكد بأنه مطلوب أمام هذا الواقع مراجعة أساليب النضال المتبعة والتي شكلت في بعض المراحل عبئا على الشعب الفلسطيني. وأكد بأن المقاومة هي خطة عمل مدروسة وعلم، ولابد أن تكون بمرجعية سياسية.
وقال بأن حركة حماس لن تسمح بتغيير شيء لذا فالمطلوب هو الضغط لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية لأنه بعد الخامس والعشرين من كانون الثاني لا شرعية لأحد. وأكد بان الوصول لهذا الهدف هو الاحتجاج والخروج بمظاهرات في الشوارع قبل فوات الأوان.
من جهته، أكد سليم الهندي ممثل تحالف السلام الفلسطيني في قطاع غزة على ضرورة طي ملف الانقسام والبدء بمصالحة وطنية حقيقة تأسس لشراكة سياسية فلسطينية .
وأضاف إن هناك جهد كبير من المطلوب الانخراط فيه فور التوقيع على المصالحة، وهو العمل على إنجاز برنامج سياسي مشترك يمثل توافق الحد الأدنى ويجمع بين مشروع النضال ومشروع الحل السلمي.
وقال الهندي إن توسيع قاعدة التأييد الدولي وإجبار كل الأطراف على الانفتاح على "التحالف الفلسطيني" المنتظر، يتطلب المزيد من المهارات والإبداع في الخطاب الفلسطيني.
وطالب الهندي الفصائل بإقناع العالم بان مشكلة الشعب الفلسطيني مع من يحتل أرضه وليس مع أية جهة أو ديانة.