ثقافة الشغب ... بقلم : عبد الفتاح عرار
نشر بتاريخ: 09/07/2009 ( آخر تحديث: 09/07/2009 الساعة: 12:50 )
الخليل - معا - اصبح شغب الملاعب في مجتمعنا عبارة عن ثقافة وليس احتجاجا او نقدا وهذا ما اصبحت اشاهده في الملاعب وعادة ما يكون الضحية لهذا الشغب طاقم التحكيم او المدرب اوالادارة. فحال انتهاء مباراة ما بخسارة فريق ترى مؤازريه يبدأون بتوجيه الشتائم لطاقم التحكيم خاصة دون وجه حق وينعتوه بما لا يتناسب مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا رغم ان المباراة تكون قد سارت على اكمل وجه. فلا تجد هذه الثلة من مرضى النفوس مخرجا لتبرير الهزيمة سوى بطاقة صفراء كان قد اخرجها الحكم على سوء سلوك او ضربة حرة او تسلل وكان تلك الصافرة كانت السبب في تلقي فريقهم الهزيمة. وهنا اود التطرق لمباراة شباب الخليل وشباب ابو ديس في الدور الربع نهائي لبطولة الكاس. وقبل الحديث عن ما شاهدته هناك اود تهنئة ادارة ومدرب ابو ديس على هذا الفريق الرائع الذي يقدم عرضا كرويا اكثر من رائع. فحقيقة تفاجئت من التطور الملحوظ على هذا الفريق بعناصره الشابة وطريقة ادائه حيث يلعب كرة ارضية ممتعة ومن لمسة واحدة ويمتاز لاعبوه بالروح القتالية وما هي سوى برهة قصيرة ليكتسبوا الخبرة ويصبحوا فريقا يحسب له الف حساب فهميئا لكم هذا الفريق. عودة على ذي بدء، وبعد خسارة الفريق الشاب امام العميد بهدف قامت مجموعة من الجماهير بتوجيه الملامة الى الحكم وكانه سبب الخسارة رغم ان طاقم التحكيم كان موفقا الى ابعد الحدود ولم ارى هناك اخطاءا. وكان سبب هزيمة فريق ابو ديس نوع من سوء الحظ وعدم التوفيق حيث اضاع لاعبوه اكثر من فرصة وكذلك فهو يلعب امام فريق عريق يمتلك لاعبوه الخبرة الكافية للتعامل مع مثل هكذا مباريات. بالتالي فان الشغب اصبح ثقافة لانه غير مبرر وياتي فقط تحت عنوان اختلاق الذرائع لتبرير الهزيمة وكان كاس فلسطين يجب ان يذهب لجميع الفرق المشاركة. علينا ان نغير من عقليتنا فكرة القدم اما فوز او خسارة او تعادل وعلينا ان نتحلى بقدر كاف من الروح الرياضية لتقبل الهزيمة وتهنئة الخصم والعودة لتقييم انفسنا في المباراة ومعالجة اخطائنا ولا يجب ان يبقى الحكم الشماعة التي نبرر بها عدم توفيقنا في المباراة. نحن شعب انطلق واتحاد الكرة بدأت عجلته بالتسارع ولن يتوقف فاما ان نغير من طريقة تفكيرنا ونتعامل بواقعية واما سيكون الخاسر هو الفريق والجمهور. وبسبب هذه الثقافة غير المستحبة اصبح هناك مجموعة من الاجراءات تفرض على الدخول الى الملاعب وكلما تمادينا في التعصب والبعد عن المنطقية كلما زادت هذه الاجراءات صرامة ليستقر الامر بنا بضرورة الذهاب للملعب قبل ثلاث ساعات للتمكن من الدخول بعد انتهاء الاجراءات. ارجو ان يساهم كل منا في نقل الرسالة لانها واضحة ولا تحتاج لترجمة ولنتشارك جميعا في تحقيق الحلم الفلسطيني.